يطمح ريال مدريد الإسباني إلى النجاح في حملته القياسية للدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا اليوم، لكنه سيصطدم بأحلام يوفنتوس الإيطالي الذي يتطلع إلى الصعود لمنصة التتويج للمرة الأولى منذ 21 عاماً. يبحث ريال مدريد الإسباني أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه منذ أكثر من ربع قرن عندما يواجه يوفنتوس الايطالي الصلب دفاعيا في إعادة لنهائي 1998، اليوم في كارديف في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وامتلك الفريقان أخيرا خبرة المباريات النهائية، فريال مدريد أحرز اللقب عامي 2014 و2016 على حساب جاره أتلتيكو مدريد، معززا رصيده القياسي مع 11 لقبا، وبفارق 4 ألقاب عن أقرب مطارديه ميلان الايطالي، في حين خسر يوفنتوس نهائي 2015 أمام برشلونة الاسباني. وفي حال تتويجه، سيصبح الريال أول فريق يحتفظ باللقب في نظام المسابقة المعتمد منذ 1993، والأول منذ ميلان الايطالي المتوج في 1989 و1990، في حين يحلم يوفنتوس برفع اللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1985 و1996 واستعادة أمجاده. وعاش الفريقان موسما محليا جيدا، فتوج يوفنتوس بلقبه الثالث والثلاثين في "سيري أ" والسادس على التوالي بفارق 4 نقاط عن روما، معززا رصيده القياسي بفارق كبير عن مطارده ميلان (18 لقبا)، في حين احرز ريال لقب الليغا لأول مرة منذ 2012 رافعا رصيده أيضا الى 33 لقبا، بفارق 9 ألقاب عن وصيفه غريمه التاريخي برشلونة. ويجمع النهائي بين ريال صاحب أقوى هجوم (32 هدفا بمعدل 2.67 هدف في المباراة الواحدة)، ويوفنتوس صاحب أقوى دفاع (3 أهداف في 12 مباراة). وتذكر هذه المباراة بنهائي 1998 في أمستردام، عندما فاز ريال مدريد بهدف المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش، على يوفنتوس الذي كان يضم آنذاك مدرب ريال الحالي الفرنسي زين الدين زيدان، والتقى الفريقان 18 مرة في البطولة القارية الأولى، ففاز كل منهما 8 مرات وتعادلا مرتين، وسجل يوفنتوس 21 هدفا مقابل 18 لريال. ويخوض الريال النهائي الخامس عشر في المسابقة والـ29 في البطولات الأوروبية، إذ توج بين 1956 و1960 و1966 وفي 1998 و2000 و2002 و2014 و2016، وخسر النهائي في 1962 ضد بنفيكا البرتغالي و1964 ضد إنتر الايطالي و1981 ضد ليفربول الانكليزي. ويبحث يوفنتوس الذي حل وصيفا ست مرات في دوري الأبطال (رقم قياسي)، عن وضع حد للنحس الذي لازمه منذ إحرازه لقب 1996، إذ خسر في نهائي 1997 (أمام بوروسيا دورتموند الالماني) و1998 (ريال مدريد)، و2003 (ميلان) و2015 (برشلونة). وفي حال تتويجه، سيصبح يوفنتوس أول فريق يحرز اللقب من دون اي خسارة منذ مانشستر يونايتد الانكليزي في موسم 2008، إذ فاز 9 مرات وتعادل 3 حتى الآن. النهائي الخامس لرونالدو ويستعد البرتغالي كريستيانو رونالدو لخوض نهائي دوري الأبطال للمرة الخامسة، توّج فيها ثلاث مرات أعوام 2008 مع مانشستر يونايد الانكليزي و2014 و2016 مع ريال مدريد. ويبحث رونالدو (32 عاما) عن إصابة عصفورين بحجر واحد، الاول حسم اللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته، والثاني إبعاد حارس يوفنتوس الايطالي جانلويجي بوفون (39 عاما) عن حلم احراز الكرة الذهبية بعد موسمه الرائع مع السيدة العجوز. وقال البرتغالي المتوج 4 مرات بجائزة الكرة الذهبية: "يجب أن نظهر لهم من هو الأفضل. وبرأيي، نحن أفضل منهم. لكن يجب أن نثبت ذلك، لأننا ندرك أن يوفنتوس فريق ممتاز". ويقف رونالدو، صاحب 40 هدفا في 45 مباراة رسمية هذا الموسم وأول لاعب يصل الى حاجز المئة هدف في دوري الابطال (104 راهنا)، على بعد هدف وحيد لمعادلة رقم ميسي في صدارة هدافي نسخة 2017 (11 هدفا). بدوره، رأى مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري ان "التفاؤل ضروري، ولكنني لا اريد ان أسمع اننا مرشحون. نلعب ضد ريال مدريد الذي فاز بلقبين في دوري أبطال اوروبا في مدى 3 أعوام. هم معتادون خوض المباريات النهائية. يجب ان نثق بمؤهلاتنا ونتحلى بالثقة، لكن المرشح هو ريال مدريد". وتتجه الانظار الى زيدان (44 عاما) الذي سيصبح بحال تتويجه أول مدرب منذ الايطالي أريغو ساكي (ميلان) عامي 1989 و1990 يحتفظ باللقب الأوروبي. وعن مشاعره كونه يواجه يوفنتوس الذي حمل ألوانه بين 1996 و2001، قال "زيزو": "لعبت خمس سنوات في صفوف يوفنتوس، ولدي أجمل الذكريات، لكن يوفنتوس سيخوض المباراة النهائية ونحن أيضا، لدي جينات ريال مدريد، وهو بمثابة منزلي، وأشعر بذلك منذ وصولي الى هنا (لاعبا) في 2001، وقد بادلني الجميع هنا المشاعر وتفاعلوا معي، وقد دافعت عن قيم النادي، وعشت معه أحلى الاوقات لاعبا، وسأبقى أشجعه كل حياتي". مواجهات ثنائية مرتقبة في النهائي يلتقي ريال مدريد الإسباني حامل اللقب مع يوفنتوس الإيطالي اليوم في كارديف في المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال أوروبا لكرة القدم، في مباراة تعج بالمواجهات الثنائية المرتقبة. باعترافه، لم يكن رونالدو أبدا في افضل حالاته في نهاية الموسم مثلما هو عليه الآن، فالدولي البرتغالي سجل 14 هدفا في مبارياته التسع الاخيرة بينها هاتريك في مرمى بايرن ميونيخ الالماني في ربع النهائي، ومثله في مرمى الجار أتلتيكو مدريد في دور الاربعة. لكن رونالدو سيواجه أقوى خط دفاع في المسابقة هذا الموسم بقيادة احد افضل المدافعين في العالم ليوناردو بونوتشي. ونجح بونوتشي بجانب زميليه جورجو كييليني وحارس المرمى العملاق جانلويجي بوفون، في الحد من خطورة ثلاثي برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي والاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار دا سيلفا، وحرمهم هز شباكه طوال 180 دقيقة في ربع النهائي. هيغواين- راموس سيواجه هيغواين فريقه السابق وكله أمل أن يمحو سمعته المخيبة في المواعيد الكبرى وتأكيد احقيته بالـ90 مليون يورو التي دفعها يوفنتوس لضمه من نابولي الصيف الماضي. وكان الظهور المخيب لهيغواين في المسابقة القارية العريقة أحد الاسباب التي دفعت ريال مدريد الى بيعه عام 2013 الى نابولي. في المقابل، أثبت راموس انه رجل المواعيد الكبرى، فهو المدافع الوحيد الذي هز الشباك في مباراتين نهائيتين لمسابقة دوري أبطال اوروبا، حيث قام بذلك أمام اتلتيكو مدريد عامي 2014 و2016. الفيش - مارسيلو يملكان الأسلوب ذاته والشخصية نفسها، هذان المدافعان البرازيليان سيندفعان نحو الهجوم في كل فرصة تسنح امامهما مع محاولة كشف العيوب الدفاعية للمنافس. ولا يوجد لاعب ينشط حاليا في الملاعب حقق الفوز على ريال مدريد اكثر من داني الفيش برصيد 22 فوزا في مسيرته الكروية مع اشبيلية وبرشلونة الاسبانيين. واستعاد الفيش (34 عاما) تألقه من جديد بعد انضمامه الى فريق السيدة العجوز وسجل هدفا رائعا "على الطاير" وصنع 3 أهداف اخرى في المواجهتين ضد موناكو الفرنسي في دور الاربعة. من جهته، أبلى مارسيلو البلاء الحسن هذا الموسم في الجهة اليسرى بمهاراته العالية ولياقته البدنية وتمريراته العرضية والبينية الحاسمة. سقف مغلق وإجراءات أمنية مشددة غلق سقف الاستاد، كان من بين الإجراءات الأمنية التي سيتم تطبيقها خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كارديف. الإجراءات الأمنية ستكون على أشدها خلال المواجهة التي تجمع بين ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي في "ميلينيوم ستاديوم" بالعاصمة الويلزية كارديف، في أعقاب مقتل 22 شخصا في هجوم إرهابي وقع في مانشستر الأسبوع الماضي. وتم رفع حالة التأهب في بريطانيا إلى الدرجة الحرجة في أعقاب الهجوم الإرهابي، وفي الوقت الذي يتواجد فيه 170 الف شخص في كارديف لمتابعة المباراة، سواء من داخل الملعب أو في ساحات الجماهير، أو حتى في الحانات، أخذت الشرطة في حسبانها كل التدابير الأمنية الممكنة. المعيار الأكبر الذي سيؤثر على المباراة نفسها سيتمثل في غلق سقف الملعب للمرة الأولى في تاريخ نهائي دوري الأبطال. إمكانية وقوع هجوم بطائرات بدون طيار كان من بين العوامل التي تسببت في اتخاذ هذا القرار، وفقاً لجوناثان فورد الرئيس التنفيذي للاتحاد الويلزي لكرة القدم. وقال فورد "في الوقت الذي لم يكن لدينا أي تهديد محدد داخل الملعب، هناك طائرات بدون طيار ترفيهية، وفي تلك الأثناء لن يعرف الحكم إذا ما كانت هذه الطائرات ترفيهية أم لا". وأضاف "قد يضطرون إلى إخراج اللاعبين من أرض الملعب في تلك الحالة... هناك سقف، ومن السهل غلقه، وفي النهاية كان من المهم اتخاذ هذا القرار لضمان أن أنشطة الشرطة تركز على الجوانب المهمة فقط". خارج الاستاد سيكون هناك زيادة في أعداد رجال الشرطة، وفي المنطقة المحيطة الأمنة، وسيتم حظر جلب الحقائب إلى الاستاد مع قيام الشرطة بعمليات تفتيش واسعة إذا اقتضت الضرورة.
مشاركة :