دبي:حمدي سعديتجاوز عدد اتصالات النطاق العريض المتنقلة في الإمارات 15,6 مليون اتصال بحلول 2020، فيما بلغ عدد المشتركين في خدمات الاتصالات المتنقلة بالدولة أكثر من 8,7 مليون مشترك مميز، ما يعني أن أكثر من 90% من سكان الدولة يستفيدون من هذه الخدمات، وذلك وفقاً لدراسة أعدتها رابطة «جي إس إم أيه» الدولية. ذكرت الدراسة أن الإمارات الأسرع في المنطقة والعالم في انتشار اتصالات النطاق العريض «Broadband»، مشيرة إلى أن هذه الخدمات تتزايد سنوياً بمعدلات جيدة بفعل توفير سرعات إنترنت عالية، مقارنة بدول المنطقة والتي سيكون لها انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المحلي، فضلاً عن تسريع معدلات التحول الرقمي التي تنتهجها الدولة حالياً.يشار إلى أن النطاق العريض يعد أحد الحلول التقنية التي تعمل على زيادة سرعة الإنترنت، الأمر الذي يمكّن المؤسسات من تقديم خدمات مبتكرة تعتمد على التدفق النوعي والكمي الواسع للمعلومات التي يحققها تطبيق هذا النطاق، وهو ما يساهم بشكل فعال في أسس الانتقال الذكي، خصوصاً في المشروعات الطموحة للإمارات مثل، البيانات الضخمة، والمباني الذكية، وإنترنت الأشياء، وغيرها.المسار المستقبليوذكرت الدراسة التي تم تجميع بياناتها من تقرير «الرابطة» خلال الربع الأول من العام الجاري، أن المسار المستقبلي للمرحلة القادمة من الاقتصاد العالمي والرقمي ليست بالمهمة البسيطة، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من الثورة الصناعية الرابعة.وأشارت دراسة رابطة «جي إس إم أيه» الدولية إلى أن التقدم التكنولوجي وتقارب المعلومات الرقمية يعمل على تحويل الصناعات في جميع القطاعات، من السيارات المتصلة إلى الأنظمة الصحية الرقمية، والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي، وغيرها الكثير والكثير من التقنيات،وتمضي جميع الصناعات لتصبح أكثر استجابةً، وأكثر تكيفاً، وأكثر تخصيصاً، كما توجد تغييرات لم يتم تصورها بعد.وأوضحت أن الثورة الصناعية الرابعة تعد فرصة غير مسبوقة لتوليد نمو اقتصادي، ولمعالجة قضايا عدم المساواة، وبعض من أكبر التحديات الإنسانية التي يشهدها العالم اليوم، وفي حين أن هذا العصر الجديد للاقتصاد العالمي ينطوي على التغيير والابتكار السريعين، إلاّ أن هناك نقطة واحدة مشتركة في جميع هذه الأمور، وهي أن الاتصال سيكون شرطاً أساسياً للمشاركة، كما سيكون الهاتف النقال منصة لتحقيق النمو الاقتصادي وتوسيع فوائد الاقتصاد الرقمي للجميع.ويتضح الدور الحاسم للهاتف النقال في دفع الثورة الصناعية الرابعة إلى الأمام بشكل واضح جداً، وتسعى صناعة الاتصالات جاهدة لتوسيع قدرات الاتصال لتمكين الأفراد والشركات والصناعات بشكل عام من الابتكار وخلق القيمة بطرق جديدة، وسيعتمد جزء كبير من هذه الحقبة الجديدة من التنمية الاقتصادية على إنترنت الأشياء والأجهزة الذكية. وقالت دراسة «جي إس إم أيه»: يمكن لشركات الاتصالات اغتنام فرصة التحول الرقمي أن تخلق قيمة لمجتمعاتها، لا سيما مع وجود 21.3 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم ويتمتع هذا التحدي بتأثير خاص في المنطقة وشمال إفريقيا، والتي تضم 3 بلدان تستضيف أكبر عدد من اللاجئين.وقال جواد عباسي، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رابطة «جي إس إم أيه»:إن الدراسة استعرضت أمثلة على مبادرات مشغلي الاتصالات في العالم بالمبادرة التي أطلقتها شركة «اتصالات» في الإمارات ضمن مشروع إعادة ربط العائلات في جنوب ووسط آسيا للمساعدة في إعادة ربط العائلات المهجّرة والمشتتة، وتم إطلاق العديد من الخدمات الجديدة لإعادة ربط العائلات في باكستان وأفغانستان ونتيجة لذلك، أصبح أفراد العائلات المشتتة في أفغانستان وباكستان قادرون على التواصل مع ذويهم من خلال تطبيق مجاني للهواتف المتحركة وخط مساعدة. نقل المساعداتوفي العراق، تدعم مؤسسة «زين كاش» توزيع عمليات نقل المساعدات الإنسانية إلى النازحين داخلياً، كما تقوم شركة «ترك سيل» بحشد الموارد لتوسيع تغطية النطاق العريض المتنقل إلى أكثر من 25 مخيماً للاجئين.وأكدت الدراسة أن تحسين قدرات الاتصال ستعمل على توسيع مدى وصول الأشخاص القادرين على المشاركة في الاقتصاد الجديد، حيث إن هناك 60% من السكان في المنطقة لا يحصلون على خدمات مالية رسمية، ومع ذلك، فهناك الآن 20 خدمة مالية محمولة مباشرة في 7 أسواق في المنطقة، مما يتيح توفير خدمات مدفوعات مريحة وفعالة، وتحويلات دولية، وفرص تجارية أفضل لملايين الناس.العصر الرقمي الجديدأوضحت الدراسة أنه ومن خلال العمل على ربط الجميع بالاتصالات يمكن مساعدة الحكومات والشركات والمجتمع على رؤية المكاسب التي تنتظرهم في العصر الرقمي الجديد.ودعت «جي إس إم أيه» الحكومات وصناع القرار إلى الدخول في حوار مع قادة صناعة الاتصالات المتنقلة لتهيئة بيئة أكثر ملاءمة للاستثمار والابتكار،كما أن الضرائب المرتفعة المفروضة على قطاع الاتصالات المتنقلة لا تزال تؤثر على المستهلكين ومشغلي شبكات الهاتف المتحرك في المنطقة، ويعدّ الطيف من الأصول الحيوية لتلبية الطلب المتزايد على النطاق العريض المتنقل.وقالت «جي إس إم أيه» إن مسؤولين حكوميين كبار ومديرين تنفيذيين من قطاعات متعددة، اجتمعوا مؤخراً للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي للمنطقة وشمال إفريقيا للعمل معاً لتحديد المسار المستقبلي للمرحلة القادمة من الاقتصاد العالمي، حيث شكل المنتدى فرصة للحكومات ومشغلي شبكات الهاتف المتحرك لمساعدة دول الخليج والمنطقة على نطاق أوسع، في المضي قدماً في الثورة الصناعية الرابعة.
مشاركة :