«مختارات من قصائد مترجمة» للخزاعي.. الشعر رغم صعوبته مترجمًا

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في كتاب يجمع مجموعة من كبار الشعراء المحليين والعرب والعالميين، الذين يتقابلون كل بنصه الأصلي والنص المترجم، يعمد الناقد والمترجم الدكتور محمد الخزاعي إلى جمع كل هؤلاء في مجموعة واحدة، تكون نافعة إذا ما وقعت في يد القارئ العربي، بذات القدر الذي ستكون فيه ممتعة لو أنها وقعت في في القارئ الأجنبي، ففي هذه المجموعة المعنونة ب «مختارات من قصائد مترجمة» لشعراء من اللغتين العربية والإنجلنزية، الصادر عن «مركز عيسى الثقافي»، يجمع لنا الخزاعي خمسة وعشرون شاعرًا، كتبوا إما بالعربية أو الانجلنزية، عدى بابلو نيرودا، الشاعر التشيلي، فهو الشاعر الوحيد الذي إدرجت قصيدته في الكتاب، على الرغم من كونها قصيدة لم تكتب باللغة الإنجلنزية، وإنما بالإسبانية، وقد ترجمت إلى الانجلنزية.قسّم الخزاعي مجموعته إلى قسمين، الأول يضم شعراء من اللغة العربية، وهم الشاعر إبراهيم العريض، وإبراهيم بوهندي، وعلي الشرقاوي، وقاسم حداد، ومحمد حسن كمال الدين، إلى جانب الشاعر أدونيس، وبول شاؤول، وعبد المنعم رمضان، ونزار قباني. أما القسم الثاني وهم الشعراء المترجمون إلى اللغة العربية، والذين يعودون لحقب زمنية مختلفة، بعضهم من العصر الإليزابيثي، كالشاعر كريستوفر مارلو، وبن جونسون، وولتر رولي، وجون دون، ووليم شكسبير، إلى جانب شعراء من عصور لاحقة كالفيلسوف إدموند بيرك، وصامويل تيلور كولودج، وأوسكار ويلد، وإدريان ميتشل، كما ضمت المجموعة شعراء من العالم الجديد، وهم إدجان ألن بو، ولمايا أنجلو، وروبرت فروست، وبابلو نيرودا. وقد ترجمت قصائد كل هؤلاء الشعراء مع الإبقاء على نص اللغة الأصلي، في مقابل كل نص مترجم، وذلك «لكي يقارن القارئ الترجمة مع النص الأصلي» كما يقول الخزاعي، ويكون القارئ بذلك شريكًا في ذوقية النص، وخلق جماليته. وعلى الرغم من خوض الخزاعي في تجربة ترجمة النوع الشعري، إلا أنه يؤكد دائما ب «استحالة ترجمة هذا النوع، وبشكل خاص العربي منه، من لغة إلى أخرى»، مبينا أن السبب في ذلك يعد إلى خصائص الشعر المتعلقة بالوزن والقافية والإيقاع، ناهيك عن موسيقى اللغة الشعرية، التي يستحيل نقلها إلى لغة أخرى. ويقر الخزاعي بأن «ما يقوم به المترجم، في حالة ترجمة النوع الشعري، هو مجرد محاولة لنقل المعنى، كما استطاع أن يفهمه، فتكون النتيجة مختلفة تماما عن النص المترجم، وربما تكون معالجة نثرية كما هي الحال في محاولتنا في هذه المختارات». ويلفت الخزاعي إلى أن محاولة ترجمة النوع الشعري، إلى شعرية أخرى هي «عملية إبداعية مختلفة تماما عن النص الأصلي، وربما تكون العملية أسهل عندما تكون الترجمة ضمن اللغات المتقاربة أو من نفس العائلة أو الأصل اللغوي، كاللغات ذات الأصل الجرماني أو اللاتيني أو الروماني»، مؤكدًا أن مثل هذه التجرمة نادرة الحدوث في مختارته هذه. وفيما يتعلق بالنص الشعري والمعنى، يبين الخزاعي بأن «من الحقائق المسلم بها أنه مهما حاول المترجم أن يكون دقيقًا أو على قدر كبير في فهمه للنص الذي يقوم بترجمته، فإنه في بعض الأحيان يستحيل أن يحالفه التوفيق تماما بسبب الظلال المختلفة للمعنى المراد نقله»، مضيفًا «قيل فيما مضى أن المترجم هو خائن حقيقي، وإن كانت خيانته غير متعمدة أو مقصودة، لأنه استطاع أن يلتقط أحد المعاني التي استوعبها فقط دون غيرها»، ويتابع مؤكدًا أنه لكي ننصف المترجم يتوجب أن لا يكال لهم النقد، «إلا إذا كانوا على درجة من السوء نتيجة لعدم امتلاكهم ناصة اللغة التي يتعاملون بها».

مشاركة :