أشباح الماضي والخوف من المجهول يشكلان دراما رمضان

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:خالد أحمد ما إن أفصح عن الحلقات الأولى من الأعمال الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان، حتى وضح من خلال أحداثها أن «الخوف من المجهول» و«الحنين إلى الماضي» يشكلان عنصراً مهماً حاضراً بقوة في دراما هذا العام، تحديداً الجزء الغيبي الأسطوري منها، من بينها عالم الجان والعفاريت والعوالم السفلية التي تفتك بقرية كاملة في «كفر دلهاب»، في حالة واضحة للاقتراب من نمط دراما الرعب والهلع، التي تصيب مرة وتفلت عشرات المرات لدى المتلقي العربي، والمصري خصوصاً، وتثير اهتمامه على أقل تقدير.و«كفر دلهاب» سلسلة جديدة من جانب بطل المسلسل وصاحب فكرته يوسف الشريف لإقناع الآخرين بمفاهيمه الشخصية عن ذلك النمط، تماماً كما كان الحال في عمله الأخير في رمضان الفائت بعنوان «القيصر»، الذي قدم فيه مفهومه الخاص عن دراما الحركة والإثارة، بصرف النظر عن مدى ضعف بناء الشخصية الرئيسية للأحداث، وهو مفهوم يبدو منسجماً مع قطاع كبير من صناع الدراما التلفزيونية المصرية. «كفر دلهاب» يلتهمها عالم سفلي والنبوءات بسقوط الضحايا، الأجساد المعلقة، رذاذ التراب والندى الذي يبدو جلياً في لقطات الليل والعتمة الشديدة، والتي توحي بالعمق اللحظي والإبهار الجمالي الذي لا يتجاوز قشرته اللامعة، كل لقطة تصرخ مؤكدة «أنا عمل درامي مرعب» دون إغفال أن الشريف يعلم بعض الحقائق عن مشاهده المناسب، والذي بلا شك كان مهتماً على نحو مكثف بظاهرة الحرائق الغامضة التي التهمت قرى كاملة بصعيد مصر خلال العامين الماضيين، والتي استعين فيها ببعض المشعوذين لاستيعاب الأمر. في الوقت نفسه نجد أن الفنان عادل إمام الذي تلقى ردود فعل جماهيرية بالغة النجاح مع فيلمه «الإنس والجن» قبل 32 عاماً، ها هو يحاول مجدداً أن يجعل من العوالم السفلية مادة هذا العام مع دراما «الخليط»، التي يسعد بها سنوياً مع يوسف معاطي، «عدلي علام» الموظف في دار الكتب، والكاتب السياسي المعارض، تظهر له شخصيات وعلامات من كون موازٍ تقلب حياته رأساً على عقب، الخليط السياسي والثقافي مع الدراما العائلية إلى جانب بعض القضايا الفكرية الكبرى. وعلى نحو غير متوقع، تستدعي سمية الخشاب العوالم السفلية في «الحلال»، وهو عنوان يفتتح كتباً كاملة عن نظرة المجتمع المصري للعلاقات الإنسانية بشكل عام، حول فكرة صنع المكائد عن طريق تحضير «الأعمال السفلية»، ذلك المفهوم الشعبي الذكوري، لألعاب السيطرة والاستحواذ النسائية التي تقودها شخصية «سمية» كسلاح رئيسي لإثبات وجودها في عالم من الرجال الطامعين.الغيبيات تجد لها مكاناً في الدراما المصرية الرمضانية تحت اسم الإثارة في إطار نفسي، والتي وجدت لها سوقاً واسعة بين الجمهور، وتحديداً الشباب منه، على صعيد الأعمال الروائية والأدبية، والتي في مراحلها الصبيانية، هي نفس المرحلة التي تنتاب الدراما المصرية على نحو ما، حيث لا تزال تسعى في جانب كبير من جهدها للإيحاء بأن شيئاً ما يحدث، وفي حالة مسلسل «30 يوم» يقع الطبيب النفسي الشاب آسر ياسين، ضحية لتجربة أقرب للكرب على يد أحد مرضاه، في عالم يوحي بأنه بالغ التعقيد، شديد الاضطراب، كما يبدو من الكاميرا المهتزة، و«رذاذ التراب».

مشاركة :