الصليب الأحمر: من غير المرجّح أن تشهد سوريا «مشروع مارشال»

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الجمعة، إن من غير المرجح أن تشهد سوريا «مشروع مارشال» لإعادة إعمارها مع احتمال عودة مئات الآلاف من المدنيين إلى منازلهم قريبًا، رغم أن تحقيق السلام مازال أمرًا بعيد المنال. وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر في كلمة بعد زيارته الخامسة لسوريا إن اللجنة تكثف عملها لإعادة البنية التحتية في الماء والصحة والكهرباء إلى المناطق التي استعادتها الحكومة والتي يعود إليها المدنيون. وقال ماورر لمجموعة صغيرة من الصحفيين في مكتبه بجنيف: «يتحدث البعض الآن عن مشروع مارشال كبير لسوريا، لكننا نعرف أيضًا أن هذا لن يحدث إذا لم يكن هناك توافق سياسي، ويتحقق الحد الأدنى من الاستقرار». وتابع قوله: «لا يمكن أن تتوقع من الوكالات الإنسانية والتنموية أن تعيد بناء سوريا، لا توجد أموال كافية، لا يوجد ما يكفى من الطاقة، ولا يوجد ما يكفي من المهارات». واتفقت روسيا وإيران وتركيا الشهر الماضي على ترتيب ومراقبة «مناطق عدم تصعيد» في سوريا لتهدئة القتال. وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن تلك المناطق تمثل فرصة لمسلحي المعارضة للتصالح مع دمشق وطرد المتشددين الإسلاميين. وذكر ماورر أن ما يصل إلى ثمانية ملايين شخص لا يزالون مشردين في سوريا، كما عاد 500 ألف بحد أقصى إلى حلب ومناطق أخرى. وذكر أن ما بين 700 ألف و800 ألف آخرين ربما يفكرون في العودة إلى منازلهم في تلك المناطق، أو بموجب اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار تتضمن إجلاء مقاتلي المعارضة إلى محافظة إدلب. وأضاف أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري يمكنهما إصلاح البنية التحتية المتضررة بشدة، بحيث يتسنى للناس العودة إلى مجتمعاتهم واستئناف حياتهم بشكل طبيعي. وقال «بالنسبة إلى الباقين فسوف يحتاجون إلى استثمار هائل، والاستثمار لا يأتي إلا باتفاق سياسي بشأن مستقبل سوريا. ومع أن بوسعنا مساعدة الناس على البقاء في ظروف صعبة للغاية، إلا أنني أشعر بالقلق الشديد؛ لأننا نتحرك هنا من جديد على مسار صراع طويل لا نرى فيه بشكل حقيقي أفق اتفاق سلام شامل». وأضاف أن إبرام اتفاق سلام سيحفز العالم على البحث عن استثمارات عامة، وخاصة في سوريا، وسيحمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على تقديم تمويلات. وذكر أنه رغم إجراء محادثات مباشرة وبناءة بشكل أكبر مع مسؤولين سوريين كبار بشأن فتح مزيد من السجون أمام زيارات الصليب الأحمر، فإنه لا يستطيع إعلان أي انفراجة بشأن الوصول إلى معتقلين أو طرح احتمالات تبادل أسرى في أي وقت قريب. إلى ذلك، قدم الجيش الأمريكي تطمينات إلى تركيا حول إمداد المقاتلين الأكراد بسلاح أمريكي في قتالهم ضد تنظيم داعش، بعد أن وصفت أنقرة هذه الخطوة بأنها «خطرة للغاية». وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد الكولونيل ريان ديلون: «نحن شفافون مع تركيا حول تفاصيل ما نمنحه». وأضاف، «نحافظ على المسؤولية كاملة في الأسلحة التي نعطيها لقوات سوريا الديموقراطية»، في إشارة إلى تحالف المقاتلين الأكراد والعرب الذين يحققون حاليًا تقدمًا في الرقة ضد المتشددين. وتضم قوات سوريا الديمقراطية مقاتلين أكراد من «وحدات حماية الشعب» الذين تربطهم تركيا بحزب العمال الكردستاني.

مشاركة :