في الوقت الذي تخلو فيه شوارع العاصمة من أي نشاط تجاري غالبية ساعات نهار رمضان، يختلف الأمر من بداية العصر وحتى قبيل أذان المغرب بوقت قصير، حين تتحول شوارع العاصمة إلى مزاد علني وساحات لعرض العديد من المأكولات والمشروبات والبضائع الرمضانية، في مشهد يومي يعكس الإقبال الكبير على «تجارة الشوارع» التي تنتعش بشكل كبير خلال الشهر الكريم. نوع النشاط يعتبر مشروب «السوبيا» واحداً من أكثر المعروضات على قارعة الطريق إذا ينتشر باعته في كل شارع ويقدمونه في عبوات بلاستيكية صغيرة تباع بمتوسط 10 ريالات، بعد أن يتم حفظها في مياه باردة يضاف لها الثلج باستمرار لمواجهة الحرارة العالية في العاصمة التي تتجاوز 40 درجة مئوية. واللافت أن باعة هذا المشروب الرمضاني الشهير لا يظهرون إلا في الفترة بين العصر والمغرب، بسبب نوع نشاطهم ورغبة زبائنهم، حيث يقدم هذا المشروب عادة على مائدة الإفطار ويقل الطلب عليه في باقي الساعات الأخرى. وخلال رصد «الوطن» لوحظ حرص بعض الباعة على تسمية مشروبهم بأسماء تجارية اشتهرت في المنطقة الغربية كمكة المكرمة والطائف وجدة وهي المدن التي ظهر منها هذا المشروب. إقبال كبير تكتظ شوارع ببضائع أخرى منها الحلويات والتمور و«البطيخ» والمعمول المنزلي وبعض المأكولات الرمضانية التي يتم إعدادها في المنازل وتباع على الطرقات من قبل السيدات أو أطفالهن أو عمالة مقيمة، يتكسبون من هذا النشاط الذي يجد إقبالاً كبيراً خاصة من العزاب والعمالة الوافدة الذين يصادف مرورهم قرب وقت الإفطار فيقبلون على الشراء منهم. ويطالب مواطنون بأن تقتصر هذه التجارة على المواطنين لتوفير فرص كسب للأسر والشباب العاطلين، وكذلك لضمان جودة ونظافة بضائعهم بعيداً عن الممارسات السلبية لبعض العمالة، الذين تفتقد بضائعهم النظافة والجودة.
مشاركة :