منذ الخامس والعشرين من شهر شعبان واستعدادا لدخول شهر رمضان المبارك كعادتها كل عام، تزدان حارات وشوارع وطرقات محافظات وقرى منطقة جازان بالمصابيح والأضواء الملونة المدخلة للفرحة والسرور والبهجة في نفوس الصغار، والمعيدة لذكريات للكبار.وتحت الأضواء والزينات في الحواري، يمارس أطفال جازان العديد من الألعاب الشعبية والتراثية، التي مازال يمارسها البعض، بينما ذهبت أخرى في طي النسيان.فمنطقة جازان تتمتع بصور متعددة للألعاب الشعبية القديمة التي تعتبر موروثا شعبيا متنوع المواهب الحركية، وقد اندثرت غالبيتها في الوقت الحاضر بعد أن استحدثت ألعاب ووسائل ترفيه أخرى، ورغم ذلك تعتبر الألعاب الشعبية ذات طابع مميز. «المدينة» تجولت في عدد من قرى ومحافظات منطقة جازان، والتقت عددا من المواطنين والمقيمين ليحكوا عن ذكرياتهم الرمضانية، فيقول كل من جابر المسرحي ووليد مباركي وعبده سويد: إن السعادة بدخول شهر رمضان المبارك لا توصف لما فيه من روحانيات وتقارب بين الجميع، وقالوا: معظم شباب الحارات ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر وحتى من قبل دخول الشهر بخمسة أيام تجد الشباب قد قاموا بتركيب المصابيح واللمبات في الحارات وطرقاتها لإدخال البهجة والسرور في نفوس الأطفال لجمالها وتنوع ألوانها، ولتسهيل عملية تنقل النساء في الحارات لزيارة الأقارب والجيران.ويحكي صالح عبدالرحيم عن ذكرياته القديمة في حارات جازان، فيقول: كنا نمارس العديد من الألعاب في الأمسيات الرمضانية، ولم تكن تقتصر تلك الألعاب على فئة معينة أو سن محددة، فالأطفال والكبار كانوا يمارسونها كل حسب ما يناسبه بحسب الجنس والعمر، فألعاب الرجال تعرف بقوانينها الصارمة وتجد لها حكما صارما، أما ألعاب الأطفال فكانت أسهل.ويضيف صالح أن من أشهر تلك الألعاب الفصية، المزقرة، المرقع، الخطفة، بس أعمى، طبطب، والكندي. وكانت تلك الألعاب في أغلبها جماعية، وتتميز بالذكاء والخفة وحسن التصرف.ويتذكر العم إبراهيم السالم تلك الألعاب فيقول: كانت لعبة «بس أعمى» يمارسها الكبار والصغار أيضا، نظرا لخفة ظلها، حيث كانت عبارة عن دائرة حولها مجموعة من اللاعبين يرددون بصوت عال (بس اعمي طالع للسماء) وهم في حركة دائرية، وفي داخل الدائرة اثنان معصوبا الأعين بقطعة من القماش وفي يد أحدهما علبتان يضرب بعضهما ببعض لإظهار الصوت، والشخص الآخر يحاول أن يتتبع صاحب الصوت للإمساك به، فإن أمسك به فهو الفائز، والممسوك خاسر ويخرج من اللعبة ويأتي شخص آخر في مكانه وهكذا تستمر اللعبة.ويقول سعيد إبراهيم: إن كثيرا من تلك الألعاب مازال يمارس في ليالي رمضان، وكانت في الماضي تمارس في الليالي القمرية سواء صيفا أو شتاء، إلا أنه الآن بدأ بعضها يعود تحت زينات رمضان في الحواري والأحياء الشعبية.
مشاركة :