مرت تجارة التجزئة بسنتين كارثيتين في الولايات المتحدة، ووصلت حالات الإفلاس إلى 9 حالات في العام الحالي 2017، حيث أعلنت شركة جي سي بيني وراديو شاك ومايسيز وسيرز عن إغلاق أكثر من 100 متجر. وأجرت شركة سبورتس أثورتي تصفيات، وقدمت شركة بايلس طلب إشهار إفلاس. وجاء في تقرير لمجلة The Atlantic الأميركية أنه في الأسبوع الماضي حققت أسهم العديد من الشركات مستويات قياسية منخفضة، وشمل ذلك لولو ليمون وأوربان آوتفيترز وأمريكان إيجل أوتفترز، فيما أعلنت شركة رالف لورين أنها ستغلق أحد المتاجر الرئيسية لـ بولو. الركود الشديد بحسب التقرير قد يُفسر الركود الشديد انخفاض المستوى الانقراضي لكبار شركات بيع التجزئة. ولكن إجمالي الناتج المحلي قد حافظ على نموه لمدة 8 سنوات متتالية، وأسعار الغاز ما زالت منخفضة، ومعدل البطالة أقل من 5%، وكانت الـ18 شهرًا الأخيرة ممتازة من ناحية نمو الرواتب، خصوصا للأميركيين ذوي الدخل المتوسط وما دون المتوسط. وتساءل التقرير إذن ما الذي يحدث؟ فالحقيقة هي أن إنفاق تجارة التجزئة بشكل عام مستمرة في النمو بشكل منتظم. ولكن العديد من التوجهات، بما في ذلك تزايد التجارة الإلكترونية، وزيادة المعروض في المولات التجارية، والآثار المثيرة للدهشة من نهضة المطاعم، ساهمت جميعها في تغيير واجهة التسوق الأميركي. الصورة العامة أوضح التقرير أن الصورة العامة أكبر من مُجرد أمازون. فالتسوق الإلكتروني قد نهض، وكان ذا أداء ممتاز لفترة طويلة في أقسام الإعلام والترفيه، مثل الكتب والموسيقى. ولكن سياسات الإرجاع قد جعلت من التسوق الإلكتروني تسوقا سهلا ورخيصا وخاليا من المخاطر بالنسبة للمستهلكين في قسم الملابس، والذي يُعد الآن أضخم قسم في التسوق الإلكتروني. وبات الأمر أكثر سهولة مع توفر التطبيقات ومحافظ الجوال. فمنذ 2010 نمت التجارة على الجوال من 2 % من الإنفاق الرقمي إلى 20 %. 1200 مول تجاري بنت أميركا الكثير جدًا من المولات التجارية، ويوجد حوالي 1200 مول تجاري فيها اليوم. وفي غضون 10 سنوات، قد يتم بناء 900 مول آخر. وازداد عدد المولات التجارية في الولايات المتحدة لأكثر من الضعف بشكل سريع كسرعة زيادة عدد السكان بين عامي 1970 و 2015، و ذلك وفقا لمركز الدراسات Cowen Research. وعن طريق حساب المساحة القابلة للتأجير في المراكز التجارية، أشار التقرير إلى أنه لدى الولايات المتحدة مساحة أكثر بـ40 % للفرد الواحد من كندا، وخمسة أضعاف أكثر من المملكة المتحدة، و10 أضعاف أكثر من ألمانيا. ولذلك ليس من الغريب حدوث مثل هذا التراجع، فتراجعت زيارات المولات بـ 50 % بين عامي 2010 و 2013، وفقًا لشركة الأبحاث العقارية كوشمان ويكفيلد. مساحات التسوق الأميركيون غيروا من توجهاتهم الإنفاقية من الأمور المادية إلى الوجبات مع الأصدقاء. حتى و إن كانت التجارة الإلكترونية ومساحات التسوق الشاسعة المبنية قد تسببت في إجبار الآلاف من محلات بيع التجزئة على الإغلاق، إذن لماذا يحدث هذا الانهيار رغم أن رواتب الموظفين ذوي الدخل المنخفض تزداد بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ التسعينات؟ جاء في التقرير، لقد تغير شيء كبير، فالإنفاق على الملابس قد تراجع،حيث انخفضت حصته من إجمالي إنفاق المستهلك بـ 20% في هذا القرن. ونهضت المطاعم نهضة ضخمة جدًا، فمنذ عام 2005 ازدادت المبيعات في «أماكن خدمات الطعام والشراب» بشكل أسرع بضعفين مقارنة بجميع أنواع الإنفاق على التجزئة الأخرى. وفي 2016 ولأول مرة على الإطلاق أصبح الأميركيون ينفقون أموالًا في المطاعم والنوادي الليلة أكثر مما ينفقونه في محلات البقالة، مقارنة بالتجارة غير الغذائية في 1992 – 2016. وأوضح التقرير أن لدى وسائل التواصل الاجتماعي دورا في ذلك. فالعديد من الشباب يسعون وراء مشاركة لأفضل محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يوجد أي شك بأن هذه التوجهات تُؤثر سلبًا على المحلات التقليدية. ثلاثة شروح مفسرة لإفلاس وتصفية المحلات التجارية الناس يشترون أغراضهم من الإنترنت بشكل أكثر مما كانوا يقومون به سابقًا أسهل التفسيرات وراء انهيار تجارة التجزئة هو أن أمازون استحوذت عليها بين عامي 2010 و 2016، ازدادت مبيعات أمازون في أميركا الشمالية بخمسة أضعاف من 16 مليار دولار إلى 80 مليار دولار. تدهور تجارة التجزئة في العالم التسوق الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وراء ذلك 2010 ارتفاع مبيعات أمازون من 16 مليارا إلى 80 مليار دولار 2010 نمو التجارة على أجهزة الجوال من 2% إلى 20 % 1200 مول تجاري في أميركا في خلال الـ10 سنوات الأخيرة بين عامي 1970 و2015 تضاعف عدد المولات التجارية بأميركا بين عامي 2010 و 2013 تراجعت زيارة المولات بـمعدل 50% تراجع الإنفاق على الملابس 20% من إجمالي إنفاق المستهلك 2016 شهد لأول مرة على الإطلاق زيادة في إنفاق الأموال على المطاعم
مشاركة :