هؤلاء يستحقون الثناء على مبادرتهم! - يوسف المحيميد

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

هناك من يقبع خلف القضبان منذ سنوات طويلة، وأحيانًا منذ عدة أشهر، وهم ليسوا ممن ارتكب جرائم أخلاقية، أو جنائية، أو ما في حكمها، وإنما اضطرتهم الحاجة للاستدانة من الآخرين، لمعالجة حالة أو أزمة إنسانية يعيشونها، أو لمعالجة أحد أفراد العائلة، وغيرها من الأسباب التي تضطر الإنسان إلى البحث عن ممول، سواء شخص أو بنك أو مؤسسة تمويل، ثم لأسباب مختلفة عجز عن الإيفاء، فاضطر الممول إلى الرفع للجهات المختصة لملاحقته، ومن ثم سجنه حتى سداد ما عليه من ديون تجاه الآخرين! صحيح أن على الإنسان ترتيب أموره، وعدم الإنفاق أكثر من قدراته، لكن الظروف أحيانًا تجعل المرء رغمًا عنه يستدين لمعالجة مشكلة طارئة، ومن ثم يستدين للتخلص من الدين الأول، وهكذا يقع في دوامة الديون، حتى يقع الفأس في الرأس، فلا يتمكن من معالجة مشكلته، ويستسلم للبقاء خلف القضبان حتى يحلها الله سبحانه وتعالى. ومن أصعب اللحظات على السجين عدم تمكنه من مشاركة عائلته في المناسبات الدينية، كصيام رمضان والاحتفال بالعيدين، وبعض هؤلاء يركن في السجن بسبب دين بسيط، يسهل سداده من أنصاف الميسورين، فكيف بالميسورين الذين رزقهم الله من واسع فضله! وأي سعادة يمكن أن يدخلها هؤلاء على المساجين وعائلاتهم، حينما يلتم شملهم في هذه الأيام الرمضانية المباركة! ولعل من أجمل ملامح مجتمعنا المتآزر، والمتكاتف، ما قام به مجموعة من المبادرين في وسائل التواصل الاجتماعي، من إطلاق حملة للإفراج عن سجناء حائل، تبعتها مناطق أخرى في مملكتنا الحبيبة، وتم جمع نحو خمسة ملايين ريال، للإفراج عن جميع سجناء حائل، وأي فرحة وسعادة بعثها هؤلاء الرائعون للسجناء وهم يعيدونهم إلى بيوتهم للصيام مع أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم! وكان بين هؤلاء المبادرين، بل على رأسهم، الممثل فايز المالكي، وهو لمن لا يعرفه، يعمل سرًا وعلنا على قضاء حوائج الناس، وفقًا لقدراته وعلاقاته بالوجهاء، جزاه الله ومن معه من النشطاء في سداد التزامات المسجونين كل الخير، وهو ما يجعلني أحيانًا أتساءل عن أصحاب الثروات المليارية، لِمَ لا يسعدون أنفسهم قبل إسعاد الآخرين، لأن الإفراج عن الناس وقضاء حوائجهم، وقبل كون فاعله يحظى بالأجر والثواب، فهو ينعم براحة نفسية وسعادة كبيرة لا يدركها إلا من قام بتلك الأفعال الخيرية، فلماذا لا يتحركون لمساعدة المعسرين من أبناء مجتمعهم في مثل هذا الشهر الفضيل؟ أكاد أجزم أنه لو تحرك ثلاثة منهم فقط، لاستطاعوا الإفراج عن جميع أو غالبية المسجونين بسبب الديون!.

مشاركة :