عندما يتحول المنفى إلى فن في برلين

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقف الممثلة الفلسطينية مريم أبو خالد على خشبة مسرح ماكسيم غوركي، أحد أهم مسارح برلين، مشدودة القامة، سمراء، قوية. لا تبلغ من العمر أكثر من ٢٦ سنة ولكن لديها ذلك الحضور المسرحي الذي يجعل من المستحيل أن تتجاهل الشخصية التي تلعبها. ” تلعب مريم دور نفسها في مسرحية “رحلة الشتاء"، وهي مسرحية وثائقية مبنية على قصص حقيقية لستة ممثلين من سوريا وفلسطين، أيهم مجيد آغا (سوريا)، مريم أبو خالد (فلسطين)، حسين الشاذلي (فلسطيني-سوري) ، كندا حميدان (سوريا) ، كريم داوود (فلسطين)، مازن الجبة (سوريا). جميعهم جزء من فرقة المنفى. في المسرحية التي تعرض حالياً والتي تحقق نجاحاً كبيراً مع نفاذ التذاكر لأسابيع طويلة قبل كل عرض، تحاول مريم، مثل باقي الممثلين، و مثل حوالي مليون لاجئ أتى إلى ألمانيا، بناء حياة جديدة من الصفر وفهم بلد جديد. كل ممثل في فرقة المنفى له قصة وجرعة من العنف والتهجير. مريم مثلاً بدأت أول خطواتها في مسرح الحرية في مخيم جنين. كانت تعمل مع جوليانو مير خميس، المخرج والممثل الفلسطيني-الإسرائيلي (كانت في المسرح عندما تم اغتياله أمام باب المسرح في 2011). حسين الشاذلي، 31، أتى إلى ألمانيا في 2014 عبر البحر هارباً مثل العديد من الشباب في سوريا من خدمة الجيش. طريق هجرته من دمشق إلى برلين جزء مهم من المسرحية، يروي تفاصيله حسين مع استخدام الخرائط والرسومات في الخلفية. كريم داوود، من قلقيلية أخوه لا يزال في السجون الإسرائيلية. كان كريم في فريق باركور(تخطي العقبات) في قلقيلية ومهارته في الباركور تظهر على خشبة المسرح. رغم المواضيع الصعبة التي تطرحها المسرحية، لكنها مليئة بالفكاهة، عندما تحاول مثلا الشخصيات فهم الواقع الجديد منه مظاهرات اليمين المتطرف وشعار "أنجيلا فاطمة مركل". Image caption الممثلة مريم أبو خالد في مسرح ماكسيم غوركي بعض عرض المسرحية المسرحية من إخراج فرقة المنفى ويائيل رونين، مخرجة إسرائيلية مقيمة في ألمانيا منذ 8 سنوات. هناك العديد من الانتقادات للفرقة أنها تعمل مع مخرجة إسرائيلية. "هناك الكثير من الأحكام المسبقة، القاطعة. لا أحد يدقق أن يائيل تركت اسرائيل وحياتها خارج اسرائيل دليل على أنها لا تتفق مع ذلك النظام وليست قادرة على الحياة فيه،" يقول أيهم مجيد آغا، ممثل ومخرج سوري و المدير الفني للمشروع. بعيداً عن الأحكام المسبقة، تبدو فرقة المنفى أنها أصبحت أكثر من مجموعة مسرحية. "تدريجياً أصبحنا عائلة، لسنا فقط ممثلين يبنوا حياة جديدة مرة أخرى من الصفر، ندير بالنا على بعض." الممثلين لا يعملون فقط مع بعض، يتعلمون أيضاً اللغة الألمانية ويشاركون في ورشات لتطوير مهارتهم المسرحية. مسرحيتهم الجديدة، "هيكل عضمي لفيل في الصحراء" ستعرض في أيلول/سبتمبر القادم. تقرير ريما مروش

مشاركة :