العيادات الخارجية في رمضان: مواعيد تزيد المرض

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالرزاق المحسن | قبل بداية شهر رمضان المبارك، أعلنت وزارة الصحة عن مواعيد العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفق فترات متفرقة وجداول معدة مسبقا، في حين لم تكن الصورة واضحة بالنسبة للعيادات الخارجية في المستشفيات العامة لعدم وجود أي تصريح رسمي عن مواعيد العمل فيها، حيث تتفاوت هذه المواعيد من مستشفى لآخر، إضافة إلى عدم فتح أبواب هذه العيادات خلال الفترة المسائية في بعض المستشفيات، وهو ما يؤدي إلى تأجيل مواعيد طبية لمرضى إلى ما بعد عطلة عيد الفطر، ويترتب على ذلك  متاعب صحية، ولجوء البعض إلى المرافق الصحية في القطاع الخاص. ومما لا شك فيه أن العيادات الخارجية وبتخصصاتها الطبية المتفرقة تعد ركناً أساسياً لعمل وزارة الصحة، لا سيما ما يتعلق بتقديم أبرز الخدمات الصحية لعموم المرضى والمراجعين، ووفق طريقة عمل تختلف من مستشفى لآخر، فغياب أعمال الفترة المسائية لا يصب في المصلحة العامة، رغم الجهود الواضحة للكوادر الطبية والهيئات التمريضية التي تعمل بكل طاقاتها في بعض المرافق الصحية، إلا أن توزيع ساعات العمل على فترتين مطلب مهم بالنسبة للمرضى، الذين يتأثرون بأي حال بمثل هذه القرارات. زحمة في صالة الانتظار حالات طارئة وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة في وزارة الصحة لـ القبس، إلى أن تخصيص مواعيد العمل خلال الفترة الصباحية في بعض المستشفيات يتم سنويا خلال رمضان، مبينة أنه يتم إدخال أي مريض للعيادات الصباحية في حال كانت أوضاعه الصحية لا تحتمل التأجيل «حالات طارئة»، وبالتالي تلقيه الخدمات العلاجية وفق رأي الطبيب المشرف على حالته. مواعيد العمليات وأضافت المصادر أنه جرى منح مواعيد للمرضى «الحالات غير الطارئة» إلى ما بعد عطلة عيد الفطر، لافتة إلى أن أي مريض يجري عملية جراحية، يقوم الطبيب المعالج بمنحه موعدا زمنيا قريبا من خلال العيادات الصباحية، حتى يتمكن الأطباء من التدقيق عليه والتأكد من شفائه ومتابعة حالته، وعدم تأجيل مواعيده. وأوضحت المصادر أن تخصصات العيادات الخارجية تختلف في المستشفيات العامة، كما أنها تتأثر مباشرة بعدد سكان المناطق المحاذية للمستشفى، وهو ما يتسبب في تزاحم للمراجعين أمام العيادات أحيانا، مشيرة إلى أنه جار دراسة إمكانية التوسع في إنشاء عيادات حديثة بأكثر من مستشفى، ووفقاً لدراسات علمية تقوم بها الوزارة في هذا الصدد. وعلى سبيل المثال، فمن المستشفيات التي لم تقم بإيقاف خدمات العيادات المسائية خلال رمضان، مستشفى الفروانية والذي يقدم خدماته لما يقارب مليون نسمة، بينهم 210 آلاف مواطن كويتي، و724 ألف وافد، حيث ارتأت الإدارة الاستمرار بتقديم الخدمات على فترتين «الصباحية للوافدين والمسائية للمواطنين» خلال رمضان، نظرا للكثافة السكانية التي تتميز بها محافظة الفروانية، وهو ما ينعكس على الخدمات الصحية المقدمة في المرافق التابعة للوزارة فيها. خدمات حيوية في حين تم إغلاق العيادات المسائية في مستشفيات الرازي والعدان، لأسباب متفاوتة، مع منح أي حالة طبية طارئة أولوية الدخول على الأطباء خلال الفترة الصباحية بالعيادات الخارجية فيهما، وهي الفترة المخصصة للمواطنين هناك، فيما لا تزال بعض العيادات في مستشفى الصباح تستقبل المرضى على فترتين، واكتفت عيادات أخرى فيه باستقبالهم صباحا فقط خلال رمضان. ومن الملاحظ هو غياب المركزية في مثل هذه القرارات التي يجب أن تكون موحدة وتطبق في عموم المستشفيات، ولا يتم استثناء أي مستشفى منها، لا سيما أنها تقدم خدمات حيوية يصعب الاستغناء عنها لأي سبب، كما أن الوزارة يتوافر لديها طواقم طبية وكوادر تمريضية قادرة على تشغيل أي مرفق صحي، وما يحتويه من عيادات ومختبرات وصيدليات وغيرها. فنقل مرضى إضافيين من الفترة المسائية إلى الصباحية يؤدي إلى مزيد من التدافع والتزاحم البشري في بعض المستشفيات، لا سيما تلك التي تقدم تخصصات نادرة، كمستشفى الرازي، وحتى لو كانت هذه الأعداد قليلة، حيث إن معدل مكوث أي مريض لدى الطبيب المعالج لمعاينته لا تقل عن 10 دقائق في أفضل الأحوال، وهو ما يؤدي إلى تأخر دخول بقية المرضى، ولأوقات غير محددة. مراكز الرعاية حددت وزارة الصحة قبل بداية رمضان مواعيد العمل في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، وطريقة العمل فيها، وهو ما يساهم في معرفة أي مواطن ومقيم لموعد العمل الرسمي في المركز القريب من منزله، لضمان مراجعته متى ما دعت الحاجة. تدشين عيادات الزحام البشري أمام العيادات الخارجية في بعض المستشفيات ينتظر قرارات مدروسة من قبل وزارة الصحة تتعلق بإنشاء وافتتاح مزيد من العيادات التخصصية في أكثر من مستشفى، خاصة مع زيادة عدد السكان خلال الفترة الأخيرة، وعدم افتتاح بعض المشاريع التنموية الصحية حتى الآن. العيادات الخارجية من المقترحات المقدمة لتسهيل حركة دخول وخروج المرضى في العيادات الخارجية،  زيادة عدد ساعات العمل بالمستشفيات التي لا تقدم خدماتها خلال الفترة المسائية، على أن يقدم هذه الخدمات فريقا عمل، الأول من  التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، والثاني من الواحدة وحتى الخامسة مساء، بهدف عدم إرجاء أي موعد واحتواء المرضى كافة،   مواطنين ووافدين، فضلا عن تذليل العقبات أمام المرضى تحت سقف واحد. اللجوء إلى الخاص من النتائج المترتبة على إغلاق العيادات المسائية في بعض المستشفيات العامة، لجوء المقيمين إلى عيادات المراكز التخصصية والمستشفيات في القطاع الأهلي، حيث يصعب على أي مريض تأجيل مواعيده الطبية لأي سبب.

مشاركة :