قال جيمس زان إن الأثر الكامل لقرار ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس المناخي مازال يعتمد على ما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذو الولايات المتحدة وتقرر الانسحاب من الاتفاق. أكد مدير الاستثمارات لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، جيمس زان، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق باريس المناخي سيؤثر سلبا على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وقد يؤدي إلى نزاعات. وقال زان للصحافيين إن السياسة الأميركية لها أثر مهم في النسق العالمي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مثل الاندماجات العابرة للحدود بين الشركات، والاستثمار في المشاريع الجديدة بالخارج. وفي إشارة إلى إعلان ترامب، قال زان: "لا يمكننا تحديد حجمه، لكننا نتوقع أثرا مهما على الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا وفي الولايات المتحدة أيضا". ووقع الكثير من البلدان على اتفاقيات استثمار تحمي حقوق الشركات، وتسمح لها بمقاضاة الحكومات أمام جهات مختصة للتحكيم إذا رأت تلك الشركات أن حقوقها تعرضت لانتهاك، مثل تغيير الأسس القانونية التي نشأ الاستثمار عليها. ويهدف ما يسمى بتسوية النزاعات بين المستثمرين والدول إلى طمأنة المستثمرين، لكنه أمر مثير للجدل، لأنه يعطي الشركات حقوقا في مواجهة الحكومات. وقال زان إن الأثر الكامل لقرار ترامب مازال يعتمد على ما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذو الولايات المتحدة وتقرر الانسحاب من الاتفاق، مضيفا أن كثيرا من الدول وضعت بالفعل سياسات مرتبطة باتفاق باريس. وإلى الآن لم تعلن أي دولة أنها ستحذو حذو ترامب، الذي لقي إدانة واسعة، مع تعهد من الصين وأوروبا بالاتحاد لإنقاذ "الأرض الأم" في مواجهة قرار ترامب بسحب ثاني أكبر دولة في العالم تتسبب في التلوث الكربوني من اتفاق باريس بشأن تغير المناح. وإذا ما استحدثت دول تغييرات في أعقاب إعلان ترامب، فإنها قد تؤثر على الربحية المنظورة للطاقة أو الاستثمارات ذات الصلة بالمناخ. وقال زان: "ذلك قد يتسبب في نزاعات بين المستثمرين والدول". من جهته، رفض مدير وكالة حماية البيئة الأميركية سكوت برويت الإجابة عن تساؤلات طرحت عليه حول ما إذا كان الرئيس ترامب يرى وجود تغيرات مناخية من عدمه، أم أنه يعتبرها خدعة. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لمكافحة التغيرات المناخية التي رآها غير عادلة لبلاده. وأكد برويت أن ترامب ركز على ما إذا كان اتفاق خفض انبعاثات الكربون سيكون جيدا أم ضارا على الاقتصاد الأميركي من أجل إمكان التفاوض على اتفاقية أخرى. من ناحيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لايزال من الممكن التوصل إلى تسوية بشأن اتفاقية باريس لمكافحة التغيرات المناخية التي أبرمت عام 2015، رغم إعلان الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة منها. ووجه الرئيس الروسي رسالة إلى العالم من منتدى اقتصادي تجري فاعلياته بمدينة سان بطرسبرغ قائلا: "لا تقلقوا وكونوا سعداء". وأفاد بوتين بأنه لن يقيم قرار الرئيس ترامب بشأن انسحاب بلاده من اتفاقية باريس، ولكن مركز أميركا أصبح أقل قوة في إعادة التفاوض على اتفاق آخر بعد الانسحاب، مشيرا إلى أن أفضل طريق هو تعاون قادة الدول لإبرام اتفاقية عادلة للجميع.
مشاركة :