جمال الضاري: إيران تحكم قبضتها بالعراق بعد خروج أميركا

  • 6/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جمال الضاري: إيران تحكم قبضتها بالعراق بعد خروج أميركا منذ الإطاحة بصدام حسين في سنة 2003 وغزو القوات الأميركية دخل العراق في دوامة من العنف عززتها السياسة الطائفية في البلاد حتى تحولت في إلى حاضنة إستراتيجية لمختلف المجموعات الإرهابية كان آخرها تنظيم الدولة الإسلامية الذي نجح في السيطرة منذ 2014 على مناطق شاسعة من البلاد أعلن عليها إمارته الإسلامية التي تكافح اليوم القوات العراقية بدعم دولي لاستعادتها وإخراجه مع أفكاره منها. وفي خضم هذه الحلقة الدموية التي شهدتها البلاد والتي انتصرت فيها الطائفية لسنوات طويلة ومازالت، كان هناك العديد من العراقيين، الذين ربما كانوا يشكلون أقلية، من بذلوا جهودا كبيرة في سبيل التصدي لتحول بلادهم إلى حاضنة للمتطرفين كان بينهم الشيخ جمال عبد الوهاب خميس الضاري الذي حاول نقل الوضعية القائمة في العراق للعالم من بوابة “مركز البحوث لسفراء السلام من اجل العراق” الذي أنشأه في 2014. ويقول الضاري، الذي يترأس أيضا اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي، أن العراق يحمل وزر الجوار السيئ مع إيران التي استطاعت أن تكتسحه بعد تخلي الأميركيين عنه وتركهم له في وضع امني غير مستقر ساعد على وقوعه بسهولة تحت السطوة الإيرانية. وندد بإقدام أوباما على سحب قواته من البلاد في وضع أمني على غاية من التعقيد، مستنكرا كيف يتم القيام بهذه الخطوة في الوقت الذي دفعت فيه العراق الآلاف من الأرواح وخسرت واشنطن كذلك الكثير ثم تخرج قبل أن يكتمل النصاب وتهدأ البلاد. كما ندد الشيخ العراقي بتقصير الدول العربية مع العراق ومساهمتها في احتلاله كرد على احتلال الكويت في السابق التي خلقت، برأيه، حالة من عدم الثقة بين الجانبين وكانت من بين أسباب غزو الولايات المتحدة للعراق، وجعلته لقمة سهلة لإيران في ظل غياب الدول العربية التي تشكل عمقا استراتيجيا للعراق. ولكنه يقول أن الدول العربية التي سهلت دخول الغزو الأميركي لم تكن تتوقع أن يتحول الوضع في العراق إلى ما هو عليه اليوم وخاصة فيما يتعلق بسقوطه في يد إيران. وشدد على أن استقرار دول الجوار لن يتحقق إلا بعد استقرار العراق باعتباره “حجر الزاوية” في المنطقة على حد تعبيره. و في إطار رئاسته لـ”مركز البحوث لسفراء السلام من اجل العراق”، واللجنة المركزية للمشروع الوطني العراق، يعمل خميس الضاري على مستويات إقليمية وداخلية وعالمية تحت شعار “العراق للعراقيين” بهدف نقل الصورة العراقية الراهنة والوضع السائد في البلاد للعالم. كما يقود مشروعا وطنيا يتعارض مع مبدأ الطائفية السائدة في البلاد ويعيد للناس الثقة في وطنهم الذي سئموا ما آلت إليه أوضاعه في ظل تفشي شعارات الأقاليم والتقسيم التي تحركها النزعات الطائفية والمصالح السياسية الضيفة على حد قوله. وفي سياق آخر انتقد الضاري لجوء العراق للاقتراض من صندوق النقد الدولي في حين انه ضمن قائمة اكبر مصدري النفط في العالم، معتبرا ذلك بمثابة “احتلال اقتصادي ممنهج يستخدم كورقة ضغط في يد الدول المسيطرة على الصندوق لفرض ما تريد”، واصفا إياه بأنه “احتلال ذو سيطرة خارجية بدون قوات عسكرية”. مشيرا إلى استمرار لعب أميركا لأدوار كبيرة في العراق ولكنها ضعف وفتحت المجال أمام طهران لتسيطر حتى مقدرات البلاد على حد تعبيره.

مشاركة :