قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن الوضع في سوريا تحسن بشكل كبير لأن المجموعات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة، في حالة تراجع، وأن الوضع على الأرض من منظور عسكري “ بات أفضل بكثير مما كان ” . وأكد أنه “ما لم يقدم الغرب والدول الأخرى وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعماً هائلاً لأولئك المتطرفين، فأنا متأكد أن الأسوأ بات وراءنا”.وأضاف أن هذ التحسن “ لا يعكس الصورة كاملة لأن الأمر لا يقتصر على الصراع العسكري بل هناك أشياء مختلفة مثل الإيديولوجيا التي يحاولون نشرها في منطقتنا والتي تشكل أخطر تحد يمكن أن نواجهه على المدى القريب وكذلك المدى البعيد ” . لا مبادرات سياسية حقيقيةوبشأن المبادرات السياسية، قال الأسد “ لم نرَ أية مبادرة سياسية حقيقية من شأنها أن تنتج شيئاً، رغم أن أستانا حققت نتائج جزئية من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، والتي شكلت تطوراً إيجابياً في هذا الصدد، لكن لا تستطيع أن تسمّي ذلك حلاً سياسياً ” . وأضاف الأسد “ الرئيس يأتي من خلال الانتخابات، فإن التنحي يكون من خلال الانتخابات أيضاً، أو عندما تلاحظ أن الشعب السوري لن يدعمك، لأنك دون ذلك الدعم لا تستطيع أن تنجز أو تحقق شيئاً، عندها ينبغي أن ترحل ” . واستطرد “لأن الوضع ليس على هذا النحو، وأنت في وسط العاصفة، وسوريا في عين العاصفة، لا أستطيع القول إني سأستسلم وأُغادر، سيكون ذلك أنانياً جداً وغير وطني على الإطلاق، عندما تكون في وسط العاصفة، عليك أن تقوم بعملك كرئيس إلى أن يقول لك الشعب اذهب، ارحل، فإنك لا تستطيع أن تساعد بلدك، عندها ينبغي أن ترحل، هذا فيما يتعلق بمغادرة سوريا، لكن بالنسبة لي شخصياً، فإن مغادرة سوريأ ليست خياراً، مذ كنت شاباً، تربيت ونشأت كشخص لا يمكن أن يعيش إلا في بلده، وليس في أي بلد آخر”.تأثير الأزمة على أسرتهوعن تأثير الأزمة السورية على أسرته وأطفاله والأحاديث التي تدور بينهم، قال الأسد: “ إننا نعيش في وسط المدينة، أو في وسط دمشق، وبيتي ليس بعيداً من هنا. نحن كجميع السوريين، تعرضنا لكل أنواع التهديدات، بما في ذلك قذائف الهاون وغيرها من الوسائل، وبالتالي فهذه ليست قضية أساسية بالنسبة لأسرتي ” . وأضاف “ بالنسبة لنا كأسرة سورية، فإن ما أثّر فينا أكثر من أي شيء آخر هو الألم، والمعاناة بسبب إراقة الدماء التي أثرت في كل أسرة تقريباً في سوريا، هذا هو الأمر الأكثر أهمية، عدا عن ذلك، فإن هناك ذاك النوع من الحوار الذي يجري في أسرة نشأ أطفالها في مشهد غريب جداً وليس عادياً ولا طبيعياً. إنها ليست سوريا التي اعتدنا على رؤيتها قبل الحرب. وبالتالي، فإن السؤال يكون: لماذا؟ ما الذي يحدث؟ ” . وتابع الأسد “ عليك أن تكون شفافاً وواقعياً جداً، لأنه ورغم جميع الأوجه السيئة للحرب، فإن لكل شيء جانبه الإيجابي أيضاً والذي يتمثل في الدرس الذي ينبغي أن يتعلموه، لأن جيلنا ربما والجيل السابق لم يتعلم من الأخطاء، ولذلك حدثت هذه الحرب، على الجيل الجديد أن يتعلم من ذلك الدرس كي يتمكنوا من حماية بلادنا في المستقبل عندما يكبرون ” .
مشاركة :