السكري 2.. مرض منتصف العمر

  • 6/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يصيب مرض السكري من النوع الثاني ملايين الاشخاص حول العالم، فهو من الامراض التي تحتل مرتبة متقدمة في الانتشار، ويعد من المشاكل المزمنة التي تتطلب العناية والعلاج والمحافظة على نسب السكر في الدم، ولكن مع الاهمال وتطور المرض هناك بعض المضاعفات والمشاكل التي يمكن ان يسببها للشخص المصاب، وهذا النوع من مرض السكري غالبا ما يصيب الاشخاص بعد سن الاربعين او في منتصف الاربعين.من الملاحظ في هذه الايام ان هذا النوع بدأ يظهر بشكل متزايد بين الشباب والصغار وامتد إلى الاطفال، نتيجة الكثير من العوامل غير الصحية التي طرأت على المجتمع، بعد التقدم التكنولوجي الكبير، ويمكن ان تكون السمنة والبدانة ونمط الحياة عوامل ظهوره بين الاطفال، وسوف نقدم اسباب ظهور مرض السكري من النوع الثاني، والاعراض التي يسببها مع توضيح طرق الوقاية الممكنة وكيفية التعايش معه، وايضا احدث طرق واساليب العلاج.مقاومة الخلايا للانسولين ويعتبر مرض السكري من النوع الثاني خللا في عملية ايض سكر الجلوكوز، ما يسبب ارتفاعه بمعدلات كبيرة داخل الدم، بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الانسولين الذي يفرزه البنكرياس، نتيجة حدوث مقاومة من خلايا الجسم لهذا الانسولين، او عدم كفاية الكميات التي تنتج من الانسولين للقيام بعملية الايض الطبيعية للجلوكوز في الجسم، ويختلف مرض السكري من النوع الثاني عن النوع الاول في ان الثاني يكون البنكرياس قادرا على انتاج الكميات المعتادة من الانسولين او اكثر من الطبيعي، ومع ذلك لا تكفي الشخص نتيجة البدانة او السمنة المفرطة، وايضا كما ذكرنا يكون هناك خلل فى خلايا الجسم فلا تستطيع التأثر بالانسولين ويحدث مقاومة لهذه الهرمونات، وبالتالي يدخل الجلوكوز إلى مجرى الدم ويتجمع بكميات كبيرة محدثا مجموعة من الاضرار، بالاضافة إلى ان الخلايا تحرم من مصدر الطاقة الرئيسي وهو الجلوكوز، فيصاب الشخص بالتعب والارهاق وينخفض وزنه بشكل كبير اذا استمر الحال على هذا المنوال فترة دون علاج او تحسين للظروف الحياتية، اما النوع الاول من مرض السكري فيتوقف البنكرياس عن افراز هرمون الانسولين تماما، بسبب تلف خلايا بيتا بفعل الجهاز المناعي الذي اصابه خلل وبدأ في مهاجمة هذه الخلايا ودمرها بالكامل وهي المسؤولة عن انتاج الانسولين في البنكرياس، وبذلك يصبح الجسم غير قادر على افراز الانسولين ويحتاج إلى هذه المادة من الخارج.السمنة والخمول والوراثة لم يتوصل العلماء إلى الاسباب الحقيقية للاصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولكن هناك بعض العوامل المتداخلة التي يمكن ان تؤدي إلى هذه الحالة، منها زيادة الوزن والسمنة مع اتباع طرق واساليب غذائية ضارة بالصحة العامة وتحتوي على دهون وزيوت مشبعة وغير مشبعة بكميات كبيرة، ما يعجل بالاصابة بهذا المرض، حيث اشارت بعض الدراسات إلى ان الدهون والشحوم التي تتكون في بطن الشخص تجعل فرص الاصابة بهذا المرض كبيرة، مقارنة بالاشخاص الذين تتكون لديهم هذه الدهون في مناطق اخرى في الجسم، كما ان قلة الحركة وضعف النشاط والخمول المستمر عامل مساعد للاصابة بهذا المرض، وهناك بعض العلماء اشاروا إلى دور الوراثة في الاصابة بهذا المرض، حيث تزيد الفرص والاحتمالات في حالة اصابة الاب او الام او الاثنين بهذا النوع وايضا اذا اصيب احد من الاسرة يكون الباقي عرضة للسكري من النوع الثاني، وهناك ارتباط بين المرض وقلة هرمون الانسولين الناتج من البنكرياس وعدم كفايته للجسم مع حدوث مقاومة من الخلايا للكمية الضعيفة المفرزة، حيث لا تستجيب الخلايا لهرمون الانسولين مثل خلايا الكبد والعضلات، كما ان زيادة افراز هرمون الجلوكاجون من خلايا الفا في البنكرياس من الاسباب للاصابة بهذا المرض، حيث يعمل هذا الهرمون على تحفيز الكبد لتحويل المخزون من الجليكوجين إلى جلوكوز ثم يقوم بطرحه في الدم، ما يسبب ارتفاع السكر في الجسم.الاعراض والعلامات تظهر بعض الاعراض والعلامات الدالة على الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني، رغم ان البداية لا تظهر بشكل واضح ولا كمجموعة من الاعراض المتزامنة، ولكن عند شعور الشخص بالاعراض التالية يجب ان يذهب للطبيب، ومنها الاحساس الدائم بالعطش وتناول المياه بكثرة، مع كثرة التبول وزيادة عدد مرات دخول الحمام للتبول بشكل اكثر من الطبيعي، ويشعر الشخص بالجوع ويصاب بحالة من النهم في الاكل ويتناول كميات كبيرة، ورغم ذلك ينخفض الوزن بصورة كبيرة وباستمرار، ويحدث تنميل سريع للاطراف مع اي حركة بسيطة او ضغط على هذه الاطراف، ويصاب الشخص بحالة من التعب والضعف والاعياء العام نتيجة قلة الجلوكوز الواصل للخلايا الذي يعتبر الطاقة اللازمة للحركة والنشاط وهذه الطاقة تضعف وتقل كثيرا، ويمكن ان يشعر الشخص بعدم وضوح الرؤية وتشويش وغيام في الابصار، وفي بعض الحالات تتأخر عملية التئام الجروح ويتأخر شفاؤها.يصيب الشخص المريض مجموعة من المضاعفات في حال تطور وتفاقم مرض السكري من النوع الثاني، وذلك نتيجة عدم الحفاظ على مستوى السكر في الدم والاهمال في تناول العلاج، وتناول الطعام بصورة غير صحية، ومن هذه المضاعفات اصابة الشخص بمشاكل وامراض القلب والشرايين والاوعية الدموية، ومشاكل في الاعصاب حيث تتلف بعض الاعصاب وتقل درجة الاحساس خاصة في الاطراف، ما يجعلها عرضة للاصابة ببعض الجروح والحروق والخدوش، ومشاكل في شبكية العين واضطراب في البصر، فمرض السكري من هذا النوع يزيد من فرص الاصابة بمرض الجلوكوما والكاتراكت وكذلك العمى، كما يؤثر سلبا في الكلى وتدريجيا يؤدي إلى اعتلالها ويسبب الفشل الكلوي ويصبح الشخص في حاجة إلى الغسل، ويسبب هذا المرض الوصول إلى حالة هشاشة العظام، وزيادة فرص مهاجمة البكتيريا والفطريات للجسم والتعرض للعدوى، كما يزيد من فرص الاصابة بخطر الزهايمر وضعف الذاكرة، وتضعف قدرة الشخص المصاب على السمع الجيد، وايضا يصل إلى حالة غرغرينة القدم، حيث يقل وصول وتدفق الدم إلى القدم، ما يسبب تلف بعض الالياف والحزم العصبية.امراض القلب والكلى يقي من الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني اتباع بعض الطرق، منها الالتزام بنظام غذائي صارم تقل فيه الدهون والسعرات الحرارية، وممارسة الرياضة يوميا بانتظام لمدة نصف ساعة، والحفاظ على الوزن المثالي للشخص، وتجنب السمنة، اما لعلاج هذا المرض فهناك عدة اساليب، اولها اتباع نظام غذائي وتغيير في اسلوب ونمط الحياة الذي سبب هذه المشكلة المرضية، مع ممارسة الرياضة باستمرار، والاكثار من الخضراوات الاطعمة المليئة بالفيتامينات، وذلك دون تناول اية ادوية علاجية، وفي حالة فشل هذه الطريقة، يلجأ الشخص إلى العلاج الدوائي وهو متوفر بالاسواق حسب كل حالة، ومدى تطور السكر في الجسم، وحسب الجرعة التي يقررها الطبيب المختص لوقف زيادة السكر في الدم مع تنظيمه في الجسم، وفي حالة فشل هذه الادوية في الحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الجسم لابد من حقن المريض بالانسولين، مع الحفاظ على اداء اجهزة الجسم المختلفة مثل الكليتين والقلب والدماغ، ومع الادوية لابد من معرفة ثقافة التعايش مع هذا المرض، ومنها مراقبة نسبة السكر باستمرار في الدم، وعمل فحص الهيموجلوبين السكري 6 مرات سنويا، والحفاظ على حالة القدمين وتجنب التقرحات والجروح، والحفاظ على الاسنان ورعايتها، وممارسة الرياضة باستمرار، والمحافظة على مستوى الكولسترول في الدم. ملايين المرضى تشير أحدث دراسة أجريت على مرض السكري من النوع الثاني إلى أن ما يقرب من 390 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصاب بهذا المرض، ومن بين هذا الرقم حوالي 35 مليون شخص في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يصل هذا العد إلى 69 مليون شخص في المنطقة بحلول عام 2030، ويمثل مرضى السكري من النوع الثاني حوالي 91% من إجمالي عدد المرضى المصابين بالسكري عموماً، وتزداد أعداد المرضى مع كبر السن، والكثير من الدراسات أكدت أن عدد المرضى بهذا النوع في ازدياد مستمر كل عام، وليس هناك سبب واضح وقوي يمكن الركون إليه في هذا المرض، غير أن هناك عوامل بيئية ووراثية متداخلة تسبب هذا المرض، وهذا النوع من المرض يتطور بشكل بطيء ولا يتفاقم بصورة سريعة أو مفاجئة، ومقاومة الأنسولين تظهر بعد بضع سنوات من تطور المرض، حيث يزيد البنكرياس من إنتاجه لهرمون الأنسولين في البداية، كنوع من التغلب على المقاومة للأنسولين، وبعد مرور الوقت مع تداخل عوامل أخرى يمكن أن يصل البنكرياس إلى مرحلة الفشل في إنتاج الأنسولين نتيجة زيادة الضغط عليه.

مشاركة :