تنتشر بشكل كبير وملفت ظاهرة الكتابة على الجدران، والتي تعبر عن آراء أصحابها أو تستخدم للتشهير بالناس أو للدعاية لبعض الأنشطة التجارية، ولم تقتصر ظاهرة الخربشات على الجدران على أحياء أو مدن أو مناطق بعينها، بل أصبحت واقعا معاشا في كثير من الشوارع والأزقة، أما مرتكبوها فهم من فئة المراهقين الذين يلجأون إلى مثل هذه السلوكيات والتصرفات غير الحضارية في غفلة من أولياء الأمور، كما يلجأ بعض المراهقين إلى مثل هذه التصرفات لأسباب نفسية ويرون الجدران مكانا مناسبا لتفريغ تلك الضغوط عبر إطلاق العبارات والشعارات والألقاب التي تعبر عن الحالة التي يمرون بها. ولم تقتصر تلك الكتابات على مواقع معينة بل طالت المرافق الحكومية والمدارس وربما وصل بالبعض أن جعل تلك التوقيعات أو الأسماء في بداية كل مدينة يزورها أو يعيش فيها طالبا للشهرة أو حلا لمشكلته النفسية. وأوضح لـ«عكاظ» المواطن صالح إبراهيم، أن البعض يستخدم هذه الظاهرة لتسويق سلعة معينة أو بيع ما يملك، دون أن يسلك الطرق الحضارية ذات المفعول المضمون والسليم، بل اكتفى بتك الجدران وتوزيع أرقامه ونشاطه التجاري اعتقادا منه أنها الطريقة الأسهل والأوفر لكسب زبائنه وعملائه. وأضاف «من يلجأ إلى هذه الوسيلة وخاصة تلك التي تحمل سلوكيات غير حضارية فهم في نظري فئة من المراهقين الذين لا يدركون فعلتهم الخاطئة وبعضها قد يلحق الأذى بالآخرين دون قصد». بدوره أكد المواطن سالم الأحمدي، أن أكثر هؤلاء المخربين هم من فئات المراهقين، فتجدهم يكتبون عبارات تنم عن مستواهم الفكري والاجتماعي الذي يعيشون فيه، وقال «الكتابات التي تشوه الجدران غالبا ما تدور حول معاناة نفسية تعيشها هذه الفئة تحت ظروف معينة، وهؤلاء بحاجة للتوجيه والإرشاد نحو الطريق الصحيح، وقد يحتاج الأمر تدخل الاخصائيين النفسيين لتقويم سلوكياتهم الخاطئة». وأردف «الرسم على الجدران بشكل عشوائي سلوك سيئ ينم عن عدم وعي الفرد لما يقوم به، وفي المقابل هناك موهوبون في هذا المجال ولكن بشكل إيجابي على شاكلة كتابات ورسومات رائعة». وأشار عدد من المواطنين، أن الشباب العابث بحاجة إلى توعية من قبل الجهات المسؤولة لحثهم على الحفاظ على المرافق العامة التي أنفقت عليها الدولة مبالغ كبيرة، وأنه لا يمكن التلاعب بمكتسبات الوطن أو إهدار المال العام في أمور صبيانية غير مسؤولة، وطالبوا محاسبة ومعاقبة أي شخص يثبت عليه فعل العبث بالممتلكات العامة بشكل رسمي وتقديمه للقضاء حتى ينال جزاءه. وفي موازاة ذلك، أثبت علماء النفس والأخصائيين النفسيين أن هذه الظاهرة تنم عن جهل ومعاناة نفسية يعيشها أصحابها، وقد تؤدي بصاحبها إلى منحى غير مرغوب به.
مشاركة :