صانع رئيسي في التنمية وتحقيق الإنجازات

  • 6/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:ميرفت الخطيب أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ورئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن النهضة التنموية والحضارية لا تتحقق من دون مشاركة المرأة وتمكينها في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والاجتماعية، وأن المرأة الإماراتية تمكنت من تجاوز دورها القائم على الشراكة مع الرجل في تحريك عجلة التنمية والاستدامة المنشودة، لتصل إلى دور الصانع والباني الرئيسي للإنجازات التي تخدم الإنسانية. وأوضحت سموها في حديث خاص مع «الخليج» أن النهج الذي تبنته في العمل على تمكين المرأة بإمارة الشارقة، يستند إلى مرجعيات متعددة، والرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي كان لها دور بارز في الارتقاء بجوانب الحياة المختلفة في الشارقة، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تجاوزت ما تطرحه المنظومات المعاصرة من أطر ومرتكزات، لتبني رؤية متينة تحقق التوازن والمواءمة مع التجارب الحضارية الناجحة ومتغيرات العصر الراهن وما يتطلبه المستقبل من استعدادات للوصول بالمجتمعات إلى مزيد من التقدم والاستقرار. ركيزة التنمية الإبداعية والمستدامة ولفتت سموها إلا أن النتائج والإنجازات التي حققتها إمارة الشارقة في مجال دعم وتمكين المرأة والارتقاء بها لم تكن لتتحقق وما كانت شواهدها بارزة في سيدات إماراتيات عربيات قائدات ناجحات ومبدعات في مختلف القطاعات والمجالات، لولا الإيمان المطلق لقيادة دولتنا الرشيدة بأن المرأة هي ركيزة التنمية الإبداعية والمستدامة للدولة، وفي الشارقة وجدت المرأة قائداً حكيماً يؤمن بقدراتها ودورها وحقوقها وبأن الارتقاء بالمرأة هو الانطلاقة السليمة للارتقاء بالمجتمع بأكمله، فكان دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وما زال الموجه والمحرك الرئيسي لمسيرة إنجازات المرأة الذي يربطها سموه دوماً بمؤشر تطور المجتمع ومستقبله.وقالت سموها: أثبتت التجارب التاريخية والمعاصرة الدور المتميز للمرأة، وأكدته عبر سلسلة من الشواهد الراسخة في الذاكرة الإنسانية التي تظهر فيها الحضارة الإسلامية والعربية كأكثر الشواهد حضوراً في هذا المجال، إذ كانت المرأة أولى الركائز التي عمل على تمكينها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قاد معها مشروع نهضة حضارية تجاوزت الجزيرة العربية ووصلت إلى مختلف بقاع الأرض، واضعاً أمام العالم نموذجاً إنسانياً راقياً يؤسس للمرأة مكانة تسمح باستثمار طاقتها وتفعيل دورها في المجتمع.وأضافت سموها: تبنى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا المشروع مبكراً، فباتت المرأة معادلاً أصيلاً ومحورياً للأسرة، التي تعد اللبنة الأساسية لتشييد مجتمع متين ومتماسك، إذ أكد صلى الله عليه وسلم أن المرأة ليست نصف المجتمع، كما جاء في بعض نظريات تمكين المرأة، وإنما تعتبر محركاً لنهوض المجتمع بأكمله، فكانت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، أول من لجأ إليها حين بُلغ بالرسالة السماوية، وظلت هي الداعم الأول الذي يحمل معه رؤية نتلمس صورتها ورقي حضارتها إلى اليوم في مختلف مناحي الحياة. تجسيد على أرض الواقع وأكدت سموها أن كل ما تؤمن به من رؤى سعت جاهدة إلى تجسيدها على أرض الواقع بمؤسسات ومبادرات ومشاريع، بتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبمباركة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وكان آخرها تأسيس مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة»، وما يندرج تحت مظلتها من مجالس ومبادرات مثل «مجلس إرثي للحرف التقليدية المعاصرة»، و«مجلس سيدات أعمال الشارقة»، وأُطلقت مبادرات ومشاريع وبرامج عديدة لتمكين المرأة في الإمارات والعالم.وأشارت سموها إلى أن الارتقاء بالمرأة وضمان استدامة مسيرة نهوضها لا يمكن أن يكون في قالبه الصحيح إن لم يتم العمل عليه ضمن منظومة متكاملة طويلة الأمد، وهذا ما بدأنا به في الشارقة منذ 4 عقود من خلال مؤسساتنا المجتمعية المعنية بالأطفال والشباب والفتيات ومن بعدها السيدات، وهنا أقصد تأسيس جيل من السيدات اللواتي يعين تماماً قدراتهن وأهمية الأدوار التي يجب عليهن أن يبدعن فيها لبناء مجتمعهن ووطنهن، وفي جزئية أخرى ذات أهمية كبيرة هي أن نؤسس لجيل من الرجال المؤمنين بالدور التكاملي للمرأة في حياتهم العملية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهذا جزء رئيسي من استراتيجية مؤسسة ربع قرن. الركيزة والعماد وبيّنت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أنها تسعى إلى تحقيق ما تؤمن به من خلال مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، التي تُعنى بتفعيل دور المرأة والارتقاء بها في مختلف القطاعات الاقتصادية، والمهنية، والاجتماعية، إذ اختارت المؤسسة «نماء» اسماً يختزل مفاهيم الاستدامة، والارتقاء، والنهوض، والتطوّر، في قالب واحد، فالمرأة في هذا السياق هي الركيزة والعماد الذي تتفرع منه مختلف المحاور التي تتكامل مع رؤية دولة الإمارات لمواصلة تحقيق الإنجازات، وتكريس حضورها في المجالات كافة. وأشارت سموها إلى أن المتابع لما وضعته مؤسسة «نماء» من أهداف، يجد فيها خطوطاً عريضة لمشاريع كبيرة، تتخطى عملية تمكين المرأة إلى مساحة أكثر رحابة، تتمثل في تمكين المجتمع بأسره، والنهوض بمقوماته، وطاقاته، فكل أمة وحضارة ودولة تمتلك مقدرات تؤهلها للنهوض لكنها تحتاج إلى من يضع الخطط والرؤى المتينة والمُحكمة التي توظف هذه المقدرات وتفعّل دورها لتصبح شريكة في مسيرة النهضة والتطوّر. واعتبرت سموها أن ما تقوم به هذه المؤسسة من مشاريع، وما تحتضنه من مجالس ومبادرات، تضع كل هذه الأمثلة والشواهد في عين الاعتبار وتبني منظومة استراتيجية محكمة تتخطى في طموحاتها ما وصلت له الكثير من دول العالم المتقدم اليوم، إذ لم تختر «نماء» تعزيز حضور الطاقات النسائية المؤهلة والاستفادة من خبراتها وحسب، وإنما ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حين وضعت المرأة في إمارة الشارقة، ودولة الإمارات بصورة عامة ضمن مشاريعها، وسعت إلى تأهيل النساء في مختلف المجالات، وفتحت أمامهن الفرص لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، والارتقاء المعرفي والتعليمي، إلى جانب التمثيل السياسي والاجتماعي في هيكلية الدولة التشريعية والتنفيذية. الاستقلالية الاقتصادية وقالت سموها: تجسدت هذه الرؤى فعلياً فيما أطلقته الشارقة من مشاريع ومبادرات ومؤسسات، حيث بات للمرأة العاملة في مجال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، على سبيل المثال، قدرة أكبر على الوصول إلى الاستقلالية الاقتصادية، وتحقيق الحضور التجاري من خلال مجلس «إرثي»، الذي فتح أمام النساء العاملات باباً للوصول بمنتجاتهن إلى العالمية، وتحويل المهن التقليدية إلى أعمال احترافية تستند إلى استراتيجيات تسويقية، وخطط تجارية مدروسة، وكذلك الحال فيما قدمه «مجلس سيدات أعمال الشارقة»، الذي عمل على تمكين المرأة من إنشاء وتطوير وتوسيع مشاريعها، والمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي عبر سلسلة من الشراكات والاتفاقيات الدولية التي ترسم مساراً واضحاً للمرأة المستثمرة والمحركة لسوق العمل. وأضافت سموها: إن هذا العمل والجهد المبذول لم يكن قائماً على تصورات وخطط قصيرة المدى، وإنما تم تحقيقه وفق رؤى تتجاوز الراهن، وتنظر إلى المستقبل بتفاؤل، لتظل دولة الإمارات رائدة بين دول المنطقة والعالم في دعم وتمكين المرأة، وجاءت مؤسسة «ربع قرن - لصناعة القادة والمبتكرين» لتعزيز الريادة من خلال الاهتمام بالفتيات الصغيرات وتنمية قدراتهن للمحافظة على هذه المكتسبات، فوضعت هدفاً مركزياً يتكامل مع دور الكثير من المؤسسات الفاعلة في هذا الإطار، لبناء جيل إماراتي قادر على قيادة المستقبل والتأثير فيه، وبنفس الوقت يلتزم بهويته الوطنية، وقيمه العربية والإسلامية، وانتمائه الإنساني العالمي. ولفتت سموها إلى «أن مؤسسة «ربع قرن - لصناعة القادة والمبتكرين» اختارت هذا الاسم، لتشير إلى الاستراتيجيات المستقبلية التي ترسمها لجيل الطفولة والشباب، فربع قرن هو عدد السنوات التي تصنع فيها الشارقة قائداً لتحمّل مشروع نهضتها، أي من عمر السادسة وحتى الواحد والثلاثين، الأمر الذي يضيء على ملمح مهم من الركائز التي تبنتها الشارقة في مشروعها الحضاري المتكامل». منظومة عمل تكاملية وأوضحت سمو الشيخة جواهر أن رؤيتها للوصول بالمرأة والمجتمع إلى مساحة الارتقاء تتجاوز التمكين بمفهومه المرحلي الاستعدادي، وقالت: «إن المتأمل فيما عملنا عليه يجد أن الشارقة أوجدت منظومة عمل تكاملية، تتحد فيها المؤسسات المجتمعية على رؤى محددة، ويستند بعضها على الآخر لتحقيق رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة، حيث احتضنت مؤسسة «ربع قرن - لصناعة القادة والمبتكرين» تحت مظلتها كلاً من مراكز الأطفال بالشارقة، وناشئة الشارقة، وسجايا فتيات الشارقة، ومنتدى الشارقة للتطوير، بحيث تتولى المؤسسة مهمة وضع خطة استراتيجية موحدة للمراكز الأربعة التابعة لها، من أجل تفعيل جهودها واستثمار طاقاتها.وكشفت سموها عن أن مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة تعمل حالياً على مجموعة من المشاريع والمبادرات الرائدة قصيرة وطويلة الأمد ضمن الهيكلة الجديدة التي سيتم الإعلان عنها قريباً، وأن جملة المشاريع تنتظم في سياق واحد وتصب في قالب يؤسس لمرحلة جديدة ونوعية في مسيرة المرأة الإماراتية والعربية على الصعد الاجتماعية والمهنية والاقتصادية. الارتقاء بالمرأة العربية وقالت سموها: «إن كل الجهود المبذولة على مستوى إمارة الشارقة ودولة الإمارات، لم تغيّب تطلعاتنا لمشروع تمكين المرأة على المستوى العربي والدولي، إذ ظلت توجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، راسخة في كل ما نمضي لتحقيقه، فهو الذي أرسى قاعدة تنظر إلى مفهوم النهوض بوصفه مشروعاً يشمل الأمة العربية والإسلامية، حيث وضعت مؤسسة «نماء» مشروع الارتقاء بالمرأة العربية في صلب خططها، وحرصت أن تكون محركاً مركزياً في تعزيز حضور المرأة ودعم تجربة تمكينها على مختلف الصعد».واختتمت سموها حديثها بتوجيه رسالة إلى المرأة الإماراتية والعربية ونساء العالم بقولها: «إن تمكينكن والنهوض بواقعكن لا يتحقق سوى بإرادتكن وإيمانكن بقدراتكن قبل أي شيء، فعلى الرغم من كل الجهود المبذولة في هذا الجانب، إلا أن النهوض الحقيقي يبدأ من المرأة نفسها، ولا يحقق جدواه المنشودة من دون الإصرار والعمل والجهد الكامل من كل واحدة منكن، فأنتن قادرات على إحداث فارق جوهري في مختلف متغيرات الحاضر والمستقبل، ودوركن يتجاوز النهوض الاقتصادي، والتربوي، والتعليمي، والاجتماعي، ليصل إلى المساهمة الفاعلة في دفع مسيرة التنمية المستدامة».

مشاركة :