هوس البشرة البيضاء يجتاح موريتانيا

  • 6/3/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا شيء يشغل الفتيات في فصل الصيف سوى كيفية المحافظة على نضارة بشرتهن وتفتيح لونها في فصل تتأثر فيه البشرة كثيراً بالحرارة والجفاف، ولعل الأنشطة التي تتخلل هذا الفصل من أسفار وأنشطة ترفيهية هي السبب الرئيسي وراء اهتمام الفتيات بتفتيح البشرة وتقليل نسبة تأثرها بأشعة الشمس، كما أن المناسبات والأعراس التي تميز فصل الصيف تشكل عامل ضغط على الفتيات فيزداد حرصهن على الظهور في أبهى حلة. وفي موريتانيا يتحول الأمر إلى هوس، حيث تلجأ الفتيات إلى استخدام تقنيات متعددة لتبييض البشرة وخلط مواد طبيعية وأدوية طبية لاستعمالها كوصفات لا تخلو من خطورة على الصحة. وأثّر حرصهن على تفتيح لون البشرة على نمط حياتهن، حيث إنهن يمتنعن عن الخروج نهاراً ويستعملن لثاماً يغطي الوجه وقفازات وجوارب لمنع تأثر الأجزاء الظاهرة من أجسادهن بأشعة الشمس. تفتيح البشرة طريق نحو الجمال بياض البشرة حلم يغري الكثيرات خاصة في مجتمع صحراوي تغلب السمرة على أبنائه، وتؤمن نساؤه بأن البياض نصف الجمال وأن البشرة البيضاء أكثر ملاءمة لباقي عناصر الجمال. وتقول خبيرة التجميل سعاد بنت العروسي «مع قدوم فصل الصيف تظهر العديد من الفتيات حرصاً زائداً على بشرتهن خاصة أنه خلال هذا الفصل تتعرض البشرة لمشاكل عديدة بسبب الحر والرطوبة وأشعة الشمس الحارقة فتصاب بالجفاف والإسمرار... وهذا يحبط الباحثات عن بشرة بيضاء نقية تناسب ألوان الأزياء وأنواع الماكياج وصبغات الشعر الدارجة في فصل الصيف». وعن خطورة الوصفات التي تستعملها النساء لتفتيح لون البشرة خلال مدة وجيزة تقول الأخصائية: «هناك خلطات فعالة تعمل على تفتيح لون البشرة خلال أيام لكنها خطيرة ولها تأثير سلبي على صحة المرأة، ورغم ذلك فإنها تلقى رواجاً كبيراً منها وصفات كيماوية تستعمل فيها أدوية طبية ومحاليل كيماوية كوصفة «السيروم» و«القنبولة» إضافة إلى دهانات تستعمل لمعالجة أمراض الصدفية والربو ومحاليل وريدية يتم خلطها مع أعشاب وكريمات تفتيح البشرة». وتنصح الأخصائية الباحثات عن البشرة البيضاء باستعمال الوصفات الطبية والطبيعية وتجنب السلوكيات التي تمارس في الحياة اليومية وتؤثر سلباً على صحة البشرة ونضارتها مثل السهر والتدخين وتناول الأطعمة الدسمة والحارة والتعرض لأشعة الشمس دون وضع كريمات تحمي منها وعدم إزالة الماكياج بطريقة صحية. وصفات تسبب السرطان ويقول طبيب الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر سيد عالي ولد حمادي: «إن البعض يلجأ إلى حل مشاكل بسيطة كاسمرار البشرة وجفافها والكلف والظلال السوداء بأصعب الحلول وبوصفات وأدوية لها تأثير مباشر على العظام والأنسجة وتسبب السرطان على المدى البعيد». ويضيف «أعالج حالات مختلفة لنساء استعملن خلطات وكريمات مصنعة وأحياناً زاوجن بين الصناعي والطبيعي للحصول على نتيجة سريعة... فهوس بياض البشرة دفعهن إلى تجريب جميع الوصفات وخلط أكثر من وصفة في وقت واحد مما أدى إلى ظهور تأثيرات سلبياً على بشرتهن». ويشير د. ولد حمادي إلى أن الوصفات التي اعترفت المريضات باستعمالها هي خليط من أدوية مخصصة لحروق الجسم والجروح والصدفية والالتهابات الجلدية وبعض المحاليل الطبية التي تستعمل في العمليات الجراحية. ويضيف: «هناك عدة حالات لنساء وفتيات قادهن الحظ العاثر إلى استعمال وصفات لا يدركن مدى خطورتها فكانت النتيجة الإصابة بسرطان الجلد أو الصدفية.. وهنا يأتي دور التوعية بخطورة هذه الوصفات التي تتبادلها النساء فيما بينهن وتباع في صالونات ومراكز التجميل». ويشير الطبيب أن مشكلة اسمرار البشرة ليست خاصة بموريتانيا فغالب نساء المنطقة العربية يعانين من هذا المشكل بسبب المناخ والنظام الغذائي وأسلوب الحياة، وينصح الطبيب بحل مشاكل اسمرار البشرة بالطرق السليمة وبحلول طبية وذلك باتباع نظام صحي متوازن وممارسة الرياضة وعدم السهر واستعمال الوصفات الطبيعية وكريمات الحماية من أشعة الشمس وزيارة الطبيب للحصول على الأدوية القادرة على تفتيح لون البشرة دون عواقب خطيرة».

مشاركة :