الخطورة لم تعد تكمن في الهراء الذي ينشر وحده، بل في كيفية تشذيب الصحافة لمنتجها بطريقة تعيد القراء الأوفياء إلى سكتها وإثبات من جديد أن مزاعم السياسيين بشأن وسائل الإعلام لم تكن في يوم ما صادقة، فلماذا يراد لنا أن نصدقها اليوم. الوقوف بثبات أمام تحويل الصحافة إلى مجرد نشرة كاذبة، يعني منع السياسيين ورجال الدين من الاستحواذ على المال العام وشيوع الفساد مقابل ألا يدفع هؤلاء سوى ضريبة الكلام والوعود الزائفة. لذلك يرى سايمون شاما أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا، إذا كان هناك وقت يجب فيه الاحتفاء بحرية الصحافة وتكريمها وحمايتها وتعبئة الجهود للدفاع عنها وعن العمل الصحافي الأساسي الجيد، فإن ذاك الوقت هو الوقت الحالي. كرم نعمة karam@alarab.co.uk
مشاركة :