محمد أمين | مسكين نادي يوفنتوس، فهذه الهزيمة السابعة له من أصل عشر مباريات يخوضها في نهائي دوري أبطال أوروبا، وبالنظر الى حقيقة ان الهدفين الاول والثاني اللذين سجلهما ريال مدريد في المباراة النهائية جاءا من كرتين انحرفتا بالخطأ من اقدام مدافعي اليوفي، فإن هناك من يعتقد ان سوء الحظ لازم الفريق في هذه المباراة. ومع ذلك، فإن الحقيقة انه على الرغم من الأفضلية النسبية لفريق اليوفي في الشوط الاول، الا أن ريال مدريد تسَّيد الشوط الثاني تماماً. ولو لم تنحرف كرة كاسيميرو من أقدام سامي خضيرة لتسكن الشباك بعيداً عن متناول حارس اليوفي بوفون، لربما كان مسار المباراة مختلفاً، لكن التيار سار عكس فريق المدرب الايطالي ماكس اليغيري بعد ذلك. حلم تبخر مسكين بوفون. لقد كان يأمل، وهو في التاسعة والثلاثين الان، ان يكون أكبر لاعب يتوج بلقب دوري الابطال. وهو النهائي الثالث الذي يخسره في هذه البطولة خلال مسيرته. وفي حين ان الفرصة لا تزال متاحة امامه العام المقبل، لأنه صرح بأنه لن يعتزل كرة القدم قبل كأس العالم المقبلة، فان من المرجح ان ينهي هذا الحارس الكبير مسيرته دون الحصول على الجائزة العظمى، وهي دوري أبطال أوروبا. ويمثل بوفون نموذجاً حياً لمدى قسوة هذه اللعبة، فلم تتح له الفرصة لعمل أي شيء في ثلاثة من أصل أربعة أهداف دخلت مرماه، ولم يتعرض لاختبار حقيقي بمنأى عن هذه الأهداف. مسيكن خوان كوادرادو الذي يشعر بأن البطاقة الحمراء التي حصل عليها كان قاسية بسبب تعمده الخشونة ضد سيرجيو راموس، ولكن عدم طرده «المتأخر» ما كان ليؤثر كثيراً في مجرى المباراة، لكن الطرد حمل شيئاً من الرمزية على ليلة لم يكن بالإمكان ان يكون ما هو أسوأ منها بالنسبة لبطل الدوري والكأس في إيطاليا. لقد تساءل كثيرون عن طريقة لعب اليوفي في النهائي، فهل سيلعب بثلاثة أو أربعة مدافعين، ولكنه فعل الاثنتين معاً، من خلال منح الحرية للمدافع بيرزالي بالتقدم والتأخر حسب الحاجة، بينما تولى داني الفيس مراقبة مارسيلو اللاعب الأكثر تأثيراً في الريال هذا الموسم، وبالفعل نجح في الحد من تقدمه لمساندة الهجوم. الفيس ومارسيلو لقد ألغى اللاعبان البرازيليان (الفيس ومارسيلو) كل منهما جهود الآخر، في اسناد هجوم فريقه، وجاءت المساعدة لرونالدو في إحراز الهدف الأول من كارفاخال والمساعدة لماندسوكتيش في إحراز هدف التعادل من اليكس ساندرو. بدا اليوفي أفضل في ما تبقى في الشوط الأول، ولكن دون ان يترجم ذلك إلى أهداف، وقد اثبت هيغواين الفكرة السائدة عنه لا سيما في الأرجنتين، بأنه يفشل في الأداء في المناسبات الكبيرة، فقد أضاع فرصاً محققة للتسجيل في نهائي كأس عام 2014، ضد ألمانيا ونهائي بطولة كوبا أميركا ضد تشيلي 2010، كما خسر مع ريال مدريد ثلاثة مباريات نصف نهائي تشامبيون لينغ. ولكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة لهويغواين بالأمس، فلم يُضع الفرص، ببساطة لأنه لم تتح له أية فرصة. أفضلية نسبية الفشل الذي لازم يوفي بالأمس كان تكتيكياً بالدرجة الأولى، ففي حين كبح الريال تقدم أليكس ساندرو من خلال الدفع بطوني كروز إلى عمق مناطق اليوفي في الشوط الأول، فعانى اليوفي كثيراً للتأقلم، وحين فشل اليوفي في الاستفادة من الأفضلية النسبية في الشوط الأول، كان الريال محظوظاً في بداية الشوط الثاني وقاسياً على اليوفي بعد ذلك. لقد أتى اليوفي باللاعب داني إلفي ليس بسبب مهاراته العالية كظهير أيمن، بل للمساعدة من خلال مواقفه. فقد حصل 34 لقباً خلال مسيرته الكروية، وهو ما يعزوه كثيرون إلى حسه الفكاهي (!)، فهو يقول إنه لا يأخذ كرة القدم على محمل الجد كثيراً، وليس هناك لاعب فاز على ريال مدريد أكثر من الفيس، وتحدث لاعبون آخرون من يوفي عن الروح التي بثها الفيس فيهم، لكن ذلك لم يكن كافياً هذه المرة. هل كان اليوفي غير محظوظ؟ نعم، إلى حدّ ما، لكن تراجع الفريق بعد أن مُني بالهدف الثاني لم يكن مبرراً ويشي بأن ما أصاب اليوفي هو أبعد بكثير من مجرد سوء طالع.
مشاركة :