تونس: «داعش» يذبح راعياً بعد اتهامه بالتجسس

  • 6/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقدمت مجموعة إرهابية متحصنة في جبل المغيلة (وسط غربي تونس) على ذبح التونسي خليفة السلطاني وتشويه جثته، وذلك بعد اتهامه بالتجسس لصالح المخابرات التونسية ممثلة في المؤسستين الأمنية والعسكرية. وتعرض السلطاني، وهو راعي أغنام، لعملية اختطاف يوم الجمعة الماضي من قبل مجموعة إرهابية مسلحة تتكون من أربعة أفراد، وهو شقيق مبروك السلطاني الراعي، الذي ذبح بالطريقة نفسها من قبل مجموعة إرهابية سنة 2015.ووفقا لمعطيات تحصلت عليها «الشرق الأوسط» حول ملابسات الجريمة الإرهابية الجديدة، فقد اقتادت المجموعة الإرهابية اثنين من الرعاة إلى المكان الذي ذبح فيه مبروك السلطاني، وربطت شقيقه خليفة السلطاني بحبل، وقالوا له «أنت هددتنا وقمت بكشف أمرنا...»، وقد همّ مرافقه بالتدخل فطالبوه بأخذ أغنامه والانصراف عن مكان الجريمة، ونفذوا فيه حكم التعزير وفق أدبيات التنظيمات الإرهابية.وإثر هذه العملية الإرهابية فتحت السلطات التونسية تحقيقا قضائيا للكشف عن مختلف أطوارها، وتوعدت قيادات أمنية وعسكرية بـ«رد مزلزل لن يتأخر» على حد تعبيرها. وتبنى تنظيم داعش العملية الإرهابية، معتبرا أن خليفة السلطاني «جاسوسا» يعمل لصالح المخابرات التونسية. وإثر العثور على الجثة في جبل المغيلة الواقع بين مدينتي القصرين وسيدي بوزيد، من المنتظر أن تسعى السلطات التونسية إلى الرد السريع على تلك العناصر الإرهابية، ووفق مصادر حكومية، فقد أصدر يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، تعليمات عاجلة باقتفاء أثر الإرهابيين وتحديد ملابسات العملية الإرهابية وتفاصيلها.ونفذت قوات الجيش التونسي سلسلة من العمليات العسكرية في جبل المغيلة بحثا عن العناصر الإرهابية المتحصنة إثر تنفيذها تلك الجريمة الإرهابية. وفي السياق ذاته، قال عصام الدردوري، رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن: إن هذه العملية الإرهابية الجديدة ورطت الدولة التونسية باعتبارها تستهدف أحد أفراد العائلة سنة 2015 وتعود لتنتقم من العائلة نفسها بالطريقة البشعة نفسها، وتذبح شقيقه سنة 2017. وأكد الدردوري على الأهداف التي بحثت عنها العناصر الإرهابية من خلال هذا العمل الإرهابي، وهي تتلخص بالخصوص في إظهار عدم قدرة الدولة وأجهزة الأمن على حماية مصادرها من المعلومات؛ وهو ما يجعلها في موقف ضعيف، على حد تعبيره. وما يجعل السلطات التونسية في حرج فعلي بعد هذه الجريمة هو أن خليفة السلطاني كان قد قابل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إثر ذبح شقيقه سنة 2015، ووعده بتوفير حماية الدولة له ولأفراد عائلته في مواجهة المجموعات الإرهابية، غير أن الإرهاب عاد ليضرب داخل العائلة نفسها وفي المكان نفسه خلال فترة زمنية وجيزة.

مشاركة :