لبنان .. "الأيادي الناعمة" تنافس الجمعيات الخيرية في رمضان

  • 6/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت/ ربيع دمج/ الأناضولمن كافة الأعمار والمستويات الاجتماعية اجتمعن، وبعيدا عن وسائل الإعلام عملن، وبمجهود شخصي استطعن في غضون سنوات قليلة، رسم بسمة أمل على شفاه مئات الأطفال والعجزة والأرامل من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وكذلك من المواطنين اللبنانيين.إنهن أكثر من ثلاثين سيّدة لبنانية مسلمات ومسيحيات، اتحدّن مع بعضهن وقررن الوقوف بوجه كل المصاعب لإزالتها قدر المستطاع وتحدّي الفقر الذي يطبق على محتاجين يقيمون في عدد من القرى في البقاع اللبناني، شرقي البلاد.السيدات الثلاثين تعرفت على بعضهن قبل سنوات بالصدفة عبر "الفيسبوك"، واندمجن في العمل الخيري لمساعدة المحتاجين طوال العام وخاصة في شهر رمضان، بعيدا عن أي منظمات أو جمعيات، أو حتى إعلام، باعتبار أن هدفهن الأساسي "المساعدة" وليس "التباهي".اندماج كان هدفه سدّ ما يرونه "تقصير الدولة اللبنانية ووزاراتها المعنية والجمعيات الخيرية فيها"، تجاه المحتاجين من لبنانيين وغير لبنانيين سواء لاجئين سوريين أو فلسطينيين، حيث دشن مبادرة لمساعدة هؤلاء بعيدا عن أي إطار رسمي أو تنظيمي.وبحسب القائمات على المبادرة، فإن أكثر من 100 عائلة تستفيد من المساعدات التي تجمعها السيدات على مدار العام، وخلال شهر رمضان المبارك تصل المساعدات إلى أكثر من العدد المذكور بكثير.فعلى مدار الشهر الكريم تحديدا، تجتمع النسوة في منزل إحداهن كل يوم، ويقمن بتحضير الأطعمة والسلطات والحلويات، ثم يقمن بتوزيعه على عائلات نازحة من سوريا وغيرها، إلى جانب العائلات اللبنانية.هنادي المعلم، سيدة لبنانية عادت من سويسرا حيث أمضت هناك سنوات طويلة مع عائلتها، إلى لبنان وتحديداً إلى قريتها "قبّ الياس" في البقاع اللبناني، وتعرّفت على سيدة ناشطة تُدعى يسرا مجذوب، كانت تقوم بأعمال خيرية في محافظة البقاع والجميع يسمع بها وبأعمالها.وفي حديث مع "الآناضول" قالت هنادي: "لم أكن أعلم أن هناك حالات فقر شديدة في القرى البقاعية ولكن بعد تواصل مع يسرا تشجعت على المساعدة وكنا نزور بيوت المحتاجين من كافة الأديان في جميع المناسبات، ومع الوقت طوّرنا جهودنا وأصبحنا كل أسبوع (في غير رمضان) نجتمع كنساء من البلدة ونذهب لتوزيع المعونات وتقديم المساعدات العينية والطبية". وفي رمضان، تقوم يسرا مجذوب، وبعض المتطوعات معها، بزيارة كل مخيّمات اللاجئين ومنازل الفقراء لتوزيع حصص غذائية قبل حلول الإفطار، بجهد جبار لا يقوى عليه الرجال. وفي هذا الصدد، قالت يسرا مجذوب، في حديثها مع الأناضول، إنها لا تثق "بإعطاء أي مبلغ أو تبرع لجمعية أو شيخ أو غيره، بل هي من تشرف على كل شيء وهي من تزور العائلات وتسلمهم الأمانات بنفسها كي تطمئن إلى أين عمل الخير ذاهب، لا سيما مع كثرة السرقات واستغلال البعض لأعمال الخير في تمويل جيوبهم، بدلا من مساعدة الآخرين". وأضافت: "ما أقوم به جهداً فردياً خاصاً بدأته في بلدتي قبل اندلاع الأزمة السورية في العام 2011 وتطوّر بعد ذلك، وتعرفت لاحقاً على هنادي ومن ثم توسع نشاطنا مع عدد من السيدات ولكل واحدة منا دورها الفردي وجهدها الخاص".وتابعت: "عن نفسي أجمع المبالغ المطلوبة للدعم من شقيقتي التي تقيم في مسقط وكذلك بناتي المقيمات في دولة الإمارات فجميعهن وضعهن المالي ممتاز، هن يقمن بإرسال الزكاة عن أموالهن لي وأنا أوزّعها إما نقدياً أو عبر مساعدات عينية للمحتاجين". واللافت في تلك المبادرة الفردية الإنسانية، بحسب القائمين عليها، مشاركة سيدات مسيحيات بتحضير طعام الإفطار للمسلمين الصائمين ضمن مشهد لم يعد مألوفاً كثيرا في لبنان.إذ تشارك عدة سيدات مسيحيات في تحضير الطعام، وكذلك في التبرع وجمع التبرعات من الميسورين في البقاع لتوزيعها على أي فقير لبناني أو نازح، خلال الشهر الفضيل. وفي هذا السياق قالت سلوى مخلوف، وهي مسيحية من مدينة زحلة شرقي لبنان: "تعرفت على نشاط هنادي ويسرا، عبر صفحة خاصة عن تعليم الطبخ مجاناً على فيسبوك، وتواصلت معهما حين علمت بقيامهما بمساعدة محتاجين، وطلبت المشاركة دون الاهتمام لأي جهة دينية سيذهب الدعم، فما أقوم به عملاً إنسانياً يرضي الله أولاً، وهذا هدفي". سلوى، تخصص من وقتها ساعتين يومياً، وفق حديثها للأناضول، في عمل الخير وتتمنى لو لديها متّسع من الوقت لساهمت أكثر، لكن التزاماتها العائلية لا تسمح بأكثر من ذلك. أما جاندارك قاصوف (مسيحية) من قرية "قب الياس" أيضاً بالبقاع، فقالت: "بدأت منذ فترة المشاركة مع النسوة في الأعمال الخيرية بعيداً عن عيون الناس".وتهتم جاندارك، حسبما أخبرت الأناضول، بـ"زيارة بيوت المحتاجين في البلدة (قب الياس) وأطرافها، نعاين الحالات ونوزع الحاجات، في مناسبات المسلمين نشارك، وفي أعياد المسيحيين تشارك المسلمات معنا، ما نقوم به لا تستطيع الدولة القيام به". وبحسب تصريحات لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في مايو/ أيار الماضي، فإن لبنان يوجد به " 1.5 مليون نازح من السوريين، إضافة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :