لم يكن يوم الاحد عاديا بالنسبة الى الكولومبيين اذا خلدوا الى فراشهم وهم يحلمون بامكانية تكرار انجاز 1990 حين تخطوا الدور الاول للمرة الاولى والاخيرة من اصل اربع مشاركات سابقة في كأس العالم لكرة القدم، لكنهم استفاقوا على "فاجعة" وطنية بعدما اعلن مدرب المنتخب الوطني ان نجمهم الكبير رادامل فالكاو لن يسافر الى البرازيل. اعتقد الكولومبيون ان "النمر" سيقودهم في مونديال البرازيل بعدما قام بجهود مضاعفة من اجل التعافي من اصابة تعرض لها في ركبته مع فريقه موناكو الفرنسي في كانون الثاني/يناير الماضي في مسابقة الكأس المحلية ضد فريق من الهواة. وقد تعززت امالهم بمشاركة فالكاو بعدما استدعاه المدرب الارجنتيني خوسيه بيكرمان الى التشكيلة الاولية استعدادا لنهائيات البرازيل 2014، لكن "المأساة" وقعت الاحد عندما استبعد مهاجم بورتو واتلتيكو مدريد الاسباني السابق عن التشكيلة النهائية. واتخذ قرار استبعاد فالكاو بعد ان تشاور بيكرمان مع الجهاز الطبي الذي ارتأى ان مهاجم موناكو لن يكون لائقا لدرجة المنافسة في كأس العالم. "انه يوم حزين، بكل حزن، ازف لكم نبأ غياب رادامل فالكاو ولويس بيريا عن نهائيات كأس العالم لانهما لم يتعافيا من الاصابة"، هذا ما قاله بيكرمان الذي كان متأثرا دون ادنى شك بغياب فالكاو اكثر من افتقاد لبيريا. ولم يكد بيكرمان ينهي اعلان تشكيلته النهائية حتى لجأ الكولومبيون الى مواقع التواصل الاجتماعي من اجل التعبير عن حزنهم. واضطر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ان يتدخل بنفسه من اجل رفع معنويات ابناء بلاده من خلال حسابه على موقع "تويتر" حيث قال: "البلاد تأسف على غياب النمر فالكاو... رغم ذلك، نحن نعلم ان منتخبنا سيلعب دورا كبيرا". اما بيكرمان فطالب الجميع بان يثقوا بمجموعة اللاعبين الموجودين في التشكيلة، متحدثا عن "طموح كبير" خصوصا في ظل تواجد منتخب في مجموعة تضم اليونان وساحل العاج واليابان. بدوره، قال فالكاو "انها لحظة صعبة، لكني ساساند المنتخب بكل قوتي. المهاجمون الذين تم اختيارهم لقيادة الفريق اثبتوا جدارتهم ويستحقون التواجد في صفوف المنتخب". لكن محاولات الرئيس والمدرب والنجم لم تتمكن من رفع معنويات الكولومبيين خصوصا في ظل الاجواء الكئيبة التي "عممتها" الصحف المحلية وبينها "ال تييمبو" التي تصدر فيها خبر غياب فالكاو العناوين على حساب تنحي ملك اسبانيا، كاتبة "الغياب الكبير". اما "ال اسبكتادور"، فكتبت "النمر الحزين"، فيما لم تتردد "ال بايس" في الحديث عن "الوقت الاكثر حزنا في تاريخ كولومبيا". وتسبب خبر غياب فالكاو عن النهائيات والتي ساهم بشكل كبير في بلوغ بلاده العرس الكروي العالمي للمرة الاولى منذ 1998، باستفاقة مشاعر الضغينة والكراهية ضد سونر ارتيك، لاعب فريق الهواة شاسولاي الذي تسبب باصابة النجم الكولومبي خلال المباراة بين الفريقين في كأس فرنسا. واصبح سونر ايتيك الاسم الاكثر تداولا في محركات البحث على الانترنت في كولومبيا، وذلك بعد اشهر عدة على اضطرار هذا المدافع على اغلاق حسابه في موقع "فيسبوك" بسبب تهديده بالقتل. وكتب مستخدمو الانترنت في كولومبيا عبارات مثل "نعم، الان يجب قتل سونر ارتيك" او "سونر ارتيك ابن... اريد ان اقتل عائلته باكملها". ولطالما ارتبط العنف بكرة القدم في كولومبيا والعالم ما زال يتذكر ما حصل مع المدافع الدولي اندريس ايسكوبار الذي قتل في مرآب ملهى ليلي بعد شهر على الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى كولومبيا في مونديال 1994.
مشاركة :