أكد تجار تنامي الطلب على السبائك الذهبية من قبل العملاء، وبدأ هذا المنتج من الذهب الخالص في استقطاب شريحة أكبر من عملاء السوق، وذلك بهدف الاستثمار، أو لتقديمها كهدايا في المناسبات والأعياد. وأوضح التجار لـ «العرب» أن محلات المجوهرات في السوق المحلي غير متخصصة في تجارة السبائك الذهبية، لكنها أصبحت توفرها بحسب طلب عملائها، كما أن المحلات ذاتها يمكنها أن تعيد شراء السبائك التي يشتريها عملاؤها في وقت لاحق.لفت التجار إلى أن السبائك الذهبية تتميز بضعف العمولة الموظفة عليها والتي تتراوح ما بين 5 و%6 مع غياب الرسوم الجمركية عند استيرادها، فيما توظف على المجوهرات كلفة مصنعية، والتي تنقص من قيمة المجوهرات في حال أراد صاحبها بيعها. وعلى هذه الخلفية، قال عبدالرحمن السعدي مدير محل روما للذهب والمجوهرات: «هناك ارتفاع في الطلب على السبائك الذهبية منذ أن نزلت أسعار الذهب إلى مستويات منخفضة قبل فترة، وهنا ظهر نوعان من الطلب، الأول لأجل الادخار، حيث يعتبر العديد من الأشخاص أن أسعار السبائك الذهبية أكثر استقراراً من المجوهرات.» كلفة المصنعية وأضاف السعدي: «تضم أسعار المجوهرات كلفة المصنعية والتي سيخسرها العميل في حال إعادة بيع تلك المجوهرات، بينما سيخسر نسبة قليلة في حال قام ببيع سبيكة على ملكه.» وزاد السعدي: «كما أن ادخار المال في شكل سبائك ذهبية قد يكون أكثر استقراراً وازدهاراً بالنسبة للشخص من ادخار السيولة المالية، إذ قد يغري المال السائل صاحبه بصرفه في أي وقت وظرف يشعر فيها بحاجة للمال، بينما السبائك الذهبية قد تحتم عليه التنقل لبيعها، وبالتالي فإن إمكانية تسييلها وصرف قيمتها تكون أصعب... فالسبائك الذهبية تدوم أطول من المال السائل وهذه الفكرة صائبة في اعتقادي.» وأوضح السعدي أن الطلب الثاني على سبائك يأتي بهدف تقديمها كهدايا في المناسبات والأعياد، إذ يوجد احتمال بعدم تناسب تصميم قطعة المجوهرات مع ذوق وميولات الشخص الذي سيتسلمها كهدية، وبالتالي فإن العملاء أصبحوا يتجهون أكثر فأكثر إلى تقديم الهدايا في شكل سبائك ذهبية بدل المجوهرات، ويمكن لمستلمها أن يحتفظ بها أو يبيعها ويشتري مكانها قطعة مجوهرات حسب ذوقه الخاص. أحجام مختلفة وأشار السعدي إلى أن السبائك الذهبية متوفرة بمختلف الأوزان ويتم جلبها بحسب الطلب، وذلك بما يتماشى والمقدرة الشرائية للعملاء، حيث تتراوح أوزان السبائك من 5 جرامات (ما بين 700 و750 ريالاً تقريباً) إلى 116 جراماً. بدوره أكد عبدالله ناصر الوليدي موظف بمحل الصلاحي للذهب والمجوهرات بالقول: «فعلاً هناك نمو ملحوظ في الطلب على السبائك الذهبية خلال الأشهر القليلة الماضية، ويأتي ذلك من منطلق تفكير موضوعي وسليم، والمتمثل في أن السبائك الذهبية لا تفقد كثيراً من قيمتها عند إعادة بيعها مقارنة بالمجوهرات التي تم اشتراؤها بنفس السعر.» وأشار إلى أن السبائك الذهبية تعتبر أكثر سهولة وأماناً عند المضاربة من المجوهرات الذهبية، وقال: «إذا ارتفع سعر الذهب فإن حركة بيع السبائك الذهبية ترتفع، وإذا تراجعت الأسعار فإن الطلب على الشراء يرتفع، وما يشجع على هذه الحركة من النشاط هو غياب المصنعية واعتماد رسوم بيع بسيطة جداً، كما أنها معفية من الرسوم الجمركية.» وأوضح الوليدي أن الطلب على السبائك الذهبية ونشاط المضاربة فيها موجود منذ فترة طويلة، لكن هذا النشاط شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الحالي. وأشار إلى أن السبائك الذهبية متوفرة بمختلف الأوزان بما يتماشى والقدرة الشرائية لكل عميل، وقال: «تتراوح أسعار السبائك الذهبية من حوالي 750 ريالاً بالنسبة لتلك التي تزن 5 جرامات، وتصل إلى 4400 ريال للأونصة والتي يقدر وزنها بنحو 31 جراماً، فضلاً عن السبائك ذات الـ50 جراماً (7500 ريال) وغيرها.» إعادة الشراء ولفت الوليدي إلى أن محلات المجوهرات مستعدة لإعادة شراء السبائك التي يمتلكها عملاؤها، وقال: «لا يوجد أي مانع من إعادة شراء السبائك الذهبية من عملائنا، طالما يقدمون شهادة إثبات بأنهم قاموا بشرائها من محلنا، سواء ارتفع سعرها أو تراجع عن كلفة شرائها في البداية، وفي حال لا يملك هذه الشهادة يستطيع العميل إصدار واحدة من الجهات المعنية بذلك، وفي هذه الحالة من الشرطة، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على السبائك بل يشمل كذلك المشغولات الذهبية.» وفي السياق ذاته، قال يونس اليافعي تاجر بأحد محلات الشلوي للذهب والمجوهرات: «مع نزول أسعار الذهب بنهاية العام الماضي، أقبل عدد كبير من العملاء على شراء السبائك الذهبية صغيرة الحجم والتي تتكون من الذهب الخالص، خاصة وأن الأسعار هبطت إلى مستويات مغرية جداً في تلك الفترة، في ظل اعتماد عمولة بسيطة جداً، وتختلف تماماً عن كلفة المصنعية المعتمدة في المجوهرات الذهبية.» مناسبة للادخار وزاد بالقول: «تعتبر السبائك الذهبية مناسبة جداً للادخار، وعلى عكس المجوهرات التي تفقد قيمة مصنعيتها في حال تم بيعها، فإن السبائك الذهبية تخسر نسبة طفيفة جداً في حال اضطر صاحبها إلى بيعها، فيما يمكنه تحقيق ربح سريع مع ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية عن المستوى الذي اشترى عنده سبائكه.» وأوضح اليافعي أن محلات المجوهرات تقوم بتوفير السبائك الذهبية بناء على طلب العملاء، ولا تقوم بالتجارة فيها مثل المجوهرات، كما أن محلات المجوهرات مستعدة لشراء السبائك الذهبية في أي وقت أراد العميل ذلك، وقال: «نعيد شراء السبائك الذهبية من عملائنا مهما كان سعرها، وفي حال كانت السبائك غير متأتية من محلاتنا، فإنه يتوجب على العميل إثبات ملكيته لها من طرف الشرطة.» كما أوضح التاجر محمد السعدي وجود انتعاش واضح في تجارة السبائك الذهبية وخاصة كبيرة الحجم ذات الـ116 جراماً، وقال: «تعتبر السبائك الذهبية وسيلة تقليدية لادخار المال، لكن مع تراجع الأسعار في الفترة الأخيرة لاحظنا ارتفاعاً غير مسبوق في الطلب عليها.» لافتاً إلى أن السبائك الذهبية مطلوبة من المواطنين وجميع الجاليات المقيمة في البلاد. وأكد على أن محلات المجوهرات لا تميل للتجارة في السبائك الذهبية لضعف هامش الربح فيها، وقال: «في المقابل فإننا نلتزم بتوفيرها لعملائنا عندما يطلبون ذلك.»;
مشاركة :