نحاول محاكاة أجواء «رمضان زمان».. ونتقاسم الإفطار مع مرضانا بالمستشفيات

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبدي سعادة الشيخ جاسم بن عبدالرحمن آل ثاني سفير قطر في مملكة تايلاند في ثاني حوار يخص به صحيفة «العرب» اعتزازاً قوياً بالبيئة القطرية التي تربىّ فيها، مستذكراً أجواء رمضان في الدوحة، ومشدّداً على تعلّقه بالعادات والتقاليد المتوارثة خلال الصيام، والتي تظلّ ماثلة في ذهنه، ويحاول محاكاتها في ديار الغربة، وعلى الجانب الآخر يكشف سعادة السفير عن وجه إنساني راقٍ، يعكس رقيّ شخصيته، متحدثاً أكثر من مرة في نص الحوار عن المرضى القطريين الذين يعالجون بمستشفيات مملكة تايلاند، وحرصه على تخفيف شعور الابتعاد «القسري» عن الوطن لديهم، وتوفير أجواء رمضانية، تخفّف عنهم «وجع الألم»، و»ولع الحنين للوطن»، كما تحدث سعادته عن تفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:سعادة السفير، ماذا يمكن أن تقول لأهل قطر وقيادتها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك؟. - في البداية، أود أن أرفع خالص التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حفظه الله) وإلى الشعب القطري الكريم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله أن يعيد هذه المناسبة، ودولتنا تنعم بالأمن والعز والرخاء في ظل القيادة الرشيدة لسمو حضرة صاحب السمو الأمير المفدى. كيف تستعدون لقضاء شهر الصيام في ديار الغربة؟. - في الحقيقة، فإن الاستعداد للشهر المبارك في الغربة يختلف عن الاستعداد له في دولة قطر، فبالإضافة إلى الاستعداد النفسي والروحي وتجديد صلة الرحم مع الأهل والأحباب في الدوحة لتبادل التهاني والتبريكات؛ فإننا في الغربة نحرص على جمع المواطنين، والإخوة المقيمين من دولة قطر في مملكة تايلاند، والذين أغلبهم متواجدون للعلاج والاستشفاء، ولعلّ الالتقاء، وتقاسم الإفطار، ونكهة الصيام مع إخواننا والمواطنين المقيمين يضفي سمة قطرية خالصة على رمضان في الغربة. هل هذا أول رمضان لكم بعيداً عن الوطن والأهل؟. - طبيعة العمل الدبلوماسي تحتم العمل خارج الدولة خلال فترات الحياة، وبذات الوقت، فإن الابتعاد الجسدي عن الوطن والأهل لا يعني بالضرورة البعد أو الابتعاد عنهم، ولعلنا دائماً ما نكون حريصين على متابعة الأهل والإخوة بالوطن والعودة، حيثما كان ممكناً، خلال العطلات والأعياد الرسمية. ما أكثر شيء تفتقدونه في رمضان قطر؟. - مهْمَا تشابهت الأجواء بقدرٍ ما في أي مكان في العالم، تظل الأجواء التي اعتدنا وتربينا عليها ماثلة في أذهاننا، وربما نحاول محاكاتها عند قضاء شهر رمضان المبارك، والأجواء الأسرية بالطبع واحدة من أهم سمات رمضان في قطر؛ حيث إن الشهر المبارك مناسبة لتقوية أواصر الترابط والتراحم مع الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى الحرص على إحياء العادات، والتقاليد المتوارثة عن الأجداد مثل الغبقة وليلة القرنقعوه، والمجالس اليومية بعد صلاة التراويح وحتى ساعات السحور. يميل كثير من الصائمين إلى تخفيف وتيرة العمل في الشهر الفضيل، بحجة التعب، فكيف هو حال رمضان معكم؟. - هنالك من يخفّف وتيرة العمل نتيجة لأسباب صحية أو التعب والإرهاق البدني، ومن ناحية أخرى، فشهر رمضان في الحقيقة فرصة كبيرة لتنظيم أوقات العمل والعبادة، كما أن الالتزامات المهنية لا يمكن تأجيلها. ما هي أكثر الوجبات التي تستهويك في شهر الصيام؟. - ولله الحمد، أتناول ما يوجد على مائدة الطعام التي أعدتها أسرتي في المنزل، أو مع الإخوة والمواطنين، أو الأصدقاء، والجالية التايلاندية المسلمة، ولكن مطبخنا القطري يتميز بمذاق خاص، لا سيما الأكلات الشعبية مثل الثريد والهريس. هل تعودت عائلتكم على أجواء الصيام بعيداً عن الوطن؟. - بصراحة، نحن نحاول أن نتكيف مع أجواء الصيام والعبادة بعيداً عن تقاليدنا، وعاداتنا وسط الأهل في الدوحة. كيف تعيش أجواء الإفطار والتراويح في تايلاند؟. - أجواء الإفطار والتراويح في مملكة تايلاند دائماً ما تكون وسط الأهل والإخوة المواطنين المقيمين في مملكة تايلاند، ويوجد في مملكة تايلاند نحو 4000 مسجد في كافة أنحاء البلاد المختلفة، وتحظى العاصمة بانكوك بعدد من المساجد التي تم تصميمها على الطراز الإسلامي، ونقوم بتنظيم مأدبة إفطار داخل المستشفيات ذات الغالبية من المواطنين القطريين، وتوفير الأجواء الرمضانية، وذلك في إطار التخفيف عليهم من مشقة الصيام، وتوفير مستلزماتهم، وحرصاً على أولئك الذين لا يستطيعون الخروج إلى مسافات بعيدة. كم عدد الجالية القطرية المقيمة في تايلاند، وفي أي مجال تنشط؟. - أغلب الإخوة القطريين في مملكة تايلاند متواجدون بغرض العلاج في المستشفيات والمراكز الطبية. هل تنْوون تنظيم برامج خاصة بالإفطار، أو الإمساك، أو السهر مع الجالية القطرية في تايلاند خلال شهر الصيام؟. - خلال الشهر المبارك، نقوم بتنظيم لقاءات رمضانية، ونحرص على جمع المواطنين القطريين المتواجدين بمملكة تايلاند، ونحاول أن نوفر عناصر المطبخ القطري، والمأكولات المفضلة، وإضفاء التراث الأصيل على مائدة الطعام، وكذلك ننظم مأدبة إفطار، وبصورة يومية داخل المستشفيات التايلاندية التي تشهد وجود عدد كبير من مرضانا، شفاهم الله وعافاهم. هل لديكم تواصل مع المسلمين التايلانديين؟. - شهر رمضان فرصة لتجديد، وإحياء العلاقات الودية والطيبة التي تجمعنا مع أشقائنا المسلمين. وهنالك ترتيب لإقامة حفل إفطار بواسطة البعثة لكبرى المنظمات والجهات والمعاهد الإسلامية التايلاندية، ومركز شيخ الإسلام، وكذلك لرؤساء البعثات والدبلوماسيين بسفارات الدول العربية والإسلامية المعتمدة لدى مملكة تايلاند. وفي الختام، أريد أن أنتهز هذه المنصة للإعراب عن الشكر الخالص للجمعيات والمنظمات القطرية التي لديها تواجد بمملكة تايلاند، والتي لها أيادٍ بيضاء تعمل على تعزيز صورة الإسلام، ودولة قطر.;

مشاركة :