نكسة يونيو ووكسة ليبيريا!

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

بالأمس جاءت ذكرى هزيمة أو نكسة أو وكسة 5 يونيو مصادفة لذكرى يوم الانتصار في 10 رمضان! والحق عندي أن لدى العرب في مجال صراعهم مع إسرائيل ومنذ عام 1967 خمسات يونيو عديدة و10 رمضان واحد! ، انظر معي على خريطة الوطن العربي وارصد عدد النكسات ستجدها أكثر من أن تعد! ثم دقق في حال الجيوش العربية التي انكفأت على نفسها في أفضل الأحوال، واستدارت على نفسها أو على شعوبها في أسوأ الأحوال، وسبحان مغير الأحوال .. كان لدينا عدو واحد نجيش الجيوش لمواجهته، ونأخذ من ميزانيات تنمية الشعوب من أجله، والآن تغير الحال!في المقابل، يمضي الغزو الإسرائيلي لأفريقيا القارة الحاضنة لغالبية العرب، حيث أعلن نتنياهو في ليبريا أمس أنه «آن الأوان لتحطيم الغالبية المضادة لإسرائيل في الأمم المتحدة، وقوامها كما يقول: 54 دولة أفريقية تعترض علينا عند أي تصويت!»، فهل هناك نكسة عربية مدوية أكثر من ذلك؟!لقد ظلت أفريقيا المسلمة وغير المسلمة على احترامها للعرب سنواتٍ بل عقوداً طويلة، ثم كان ما كان وحدث ما حدث في كامب ديفيد، ومع مرور الزمن وحيث العرب نسوا أو كادوا حقهم الذي اغتصب، وحيث بدأت كتبهم تمتلئ بالدجل وبالكذب، بدأ الأفارقة يستجيبون لإغراءات إسرائيل!شيئا فشيئاً، ومع ارتفاع العلم الإسرائيلي في أكثر من عاصمة عربية، ومع ارتفاع مستوى العلاقات التجارية العربية الإسرائيلية «بدون علم»، بدأت دول أفريقية في المجاهرة بالتنسيق مع تل أبيب في كل شيء بدءاً من أمن الحدود ونهاية بحراسة الرؤساء!أخيراً وفي الخامس من يونيو 2017 كان نتنياهو يتوسط زعماء وممثلي 14 دولة في غرب أفريقيا يمثلون مجموعة «الوكس» وهي للتذكير: ساحل العاج وبنين ومالي وبوركينا فاسو والسنغال وتوجو وغينيا بيساو والنيجر ونيجيريا وليبريا وسيراليون وغامبيا وغانا وجزر الرأس الأخضر! يذكر هنا بمزيد من التحية والتقدير انسحاب أو امتناع العاهل المغربي عن المشاركة.وبمناسبة «الوكس» والنكسة، بحثت عن معنى «وكسة» في المعاجم العربية واكتشفت الآتي: وكسة اسم مرة من «وكس»، وهي تعني مصيبة أو أزمة، و»الوكس» هو البيع بالخسارة، وفي حديث ابن مسعود: لها مهرها مثلها، لا وكس ولا شطط، أي لازيادة ولا نقصان.. وبيع «الوكس» هو البيع بالخسارة..لكنني في الحقيقة لا أدري من الذي باع من؟ هل باع العرب أفريقيا وانشغلوا عنها حتى جاءت اسرائيل؟ أم باعت أفريقيا العرب لصالح إسرائيل؟!أدرك أن هذه اللغة التي أكتب بها الآن قد انقرضت أو كادت لكني، أمثِّل جيلاً تربى وتعلم أن إسرائيل تظل هي عدو الأمتين العربية والإسلامية، وتظل نموذجاً واضحاً للمحتل الغاصب، والإرهابي الدميم!ولأن ذلك كذلك، سنظل نكتب خوفاً على الوطن المعتل! نحاول التحذير من الغامض والمجهول! نبحث عن سبب للتقارب العربي الإسرائيلي وليس الافريقي المعقول منه وغير المعقول! للمرض العربي الذي يطول.. دونما شفاء.. سنبحث عن دواء، في الأنهار التي جفت أو كادت أن تجف وفي المزارع والحقول.. سنسرج القنديل ونغني للحلم المؤجل أو المستحيل كي يظل الأمل!.

مشاركة :