محمد بن زايد: موقف الإمارات ثابت في ترسيخ قيم التسامح

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:سلام ابوشهاب شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، مساء أمس المحاضرة التي ألقاها الدكتور كاليب هاربر، مدير مبادرة الزراعة المفتوحة بمختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجي بعنوان «الغذاء في ظل التكنولوجيا الرقمية: الثورة الزراعية الرابعة» وذلك بمجلس سموه بقصر البطين في ابوظبي. وحضر المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة والدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والعلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والقس الانبا يوليوس الممثل الخاص لقداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.وأعرب المحاضر عن سعادته لدعوته لإلقاء محاضرة عن الغذاء والتكنولوجيا الرقمية خلال شهر رمضان في مجلس سمو ولي عهد أبوظبي، مشيراً إلى انه زار عدداً من المزارع واطلع على الأنظمة الزراعية والأساليب المتبعة في البيوت الزراعية البلاستيكية في الإمارات، مشيدا بمستوى الأداء فيها ومؤكدا على أهمية ادارة الموارد وتبادل الخبرات والبيانات واستخدام التقنيات الرقمية المتطورة في الزراعة. وعرض المحاضر على الشاشات في قاعة المجلس صورة لتفاحة قائلاً أين المشكلة ؟ مضيفاً في أمريكا على سبيل المثال ثمرة التفاح يتم تناولها من قبل المستهلك بعد 14 شهراً من قطفها حيث يتم تخزينها في مستودعات ذات ظروف وبيئة معينة، وبالتالي مثل هذه الأغذية تصبح مجموعة من الألياف السليلوزية والسكر موضحا ان الكثير من الأطعمة الرخيصة الثمن ستتغير طبيعة انتاجها وتخزينها وحفظها. وأكد ان المشكلة تكمن في انحسار الأراضي الزراعية والتلوث وعوامل البيئة التي تمثل تحديات للزراعة ما دفع إلى التركيز على الزراعة الرقمية من خلال بناء نماذج الكترونية لأنواع من المحاصيل يتم انتاجها في صناديق ومساحات صغيرة وتمتاز بإعطاء محصول اكبر في ظل تراجع مساحات الأراضي الزراعية. وأضاف: لقد أصبح عالم الغذاء اليوم رقميا، ويريد المستهلكون أن يفهموا من أين يأتي الطعام وكيف يتم إنتاجه، حتى لو كان ذلك يعني إعادة تعريف «الغذاء الطبيعي» و«الغذاء»العضوي «مؤكدا ان التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي يساهمان ببناء مجموعات البيانات حول الظروف المناخية، والحقول، وعلم التغذية، والشراء، والكيمياء، وعلم الأحياء، وعلم الوراثة، فمن سيكون المستفيد؟ هل ستكون هذه»ثورة»أخرى تؤدي إلى اختيار المعلومات الغذائية وخصخصتها؟ أم إن هذا سيحفز على استخدام أكثر موثوقية وشفافية وديمقراطية لمعارف العالم وموارده في تغذية أجيالنا المقبلة؟وقدم المحاضر كاليب شرحاً لرؤيته لمستقبل الزراعة المفتوحة، بما في ذلك إرسال الطماطم بالبريد إلكتروني! واستنبات الخلايا الزراعية، وخلق ديمقراطية مناخية عالمية، وتمكين مليار مزارع حول العالم من انتاج افضل للمحاصيل الزراعية من خلال استخدام التقنيات الرقمية المتطورة.وقال انني من خلال ابحاثي اركز على خلق ديموغرافيا في بيئة افضل وصولا إلى انتاج وفير من المحاصيل ما يدفعنا إلى توفير البيانات الدقيقة والشاملة للمزارعين في ظل تدني أعداد الزارعين عالميا، ففي أمريكا أقل من 2% من السكان يعملون في الزراعة والأغلبية منهم تقترب اعمارهم من الستينات، والمزارع الياباني ليس افضل حالا في ظل تدني مساحات الأراضي الزراعية، موضحا أن نصف سكان العالم اعمارهم اقل من 18 عاماً، و80% من سكان العالم لا يرغبون العمل في الزراعة في ظل التزايد المضطر على الغذاء لتلبية احتياجات السكان. وأضاف أنه يعمل منذ نحو 6 سنوات على تطوير الزراعة والتركيز على انتاج محاصيل شهرياً، في الوقت ذاته يجري ابحاثا على نباتات يتم انباتها في ظروف مشابهة للمناطق الجافة، وتبين ان هذه النباتات تحاول التأقلم على ظروف الجفاف مشيرا إلى ان مثل هذه الأبحاث تساعد في جمع معلومات دقيقة تساعد في التغلب على التحديات الزراعية. كما قدم المحاضر شرحاً علمياً عن مختبر هاربر، والذي يحمل اسم «الزراعة المفتوحة» «OpenAg» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث يركز على نوعين رئيسيين من البحث والتطوير وهما: منصات الإنتاج المفتوحة «أجهزة الكمبيوتر الغذائية»: وذلك بإنشاء منصات لأجهزة وبرمجيات مفتوحة المصدر قادرة على تنفيذ وصفات «مناخية» بيولوجية وبيئية تكيفية معقدة والتحكم بها لخلق الخصائص الفيزيائية الأمثل واستخدام الموارد في إنتاج المحاصيل الزراعية.وقال انه تم بناء أجهزة الكمبيوتر الغذائية على ثلاثة أشكال: وحدة شخصية مناسبة للمنازل والمدارس والمساحات الصناعية، والمرافق التجريبية، ووحدة ضخمة بحجم حاوية الشحن مناسبة لتوريد المطاعم والكافتيريات والمستشفيات، ومستودع/‏ مركز صناعي أو «مركز بيانات أغذية.»واوضح انه يمكن للمستخدمين تعديل الأجهزة والبرمجيات ومن ثم مشاركة التحسينات التي أجروها كجزء من شبكة تعليمية تؤسس لقاعدة معرفية برعاية المجتمع، وتسهيل إنتاج غذائي محلي «أكثر ذكاء» يتسم بالاستقلالية واللامركزية.واشار إلى انه عمل على انشاء مزرعة متحركة تحتوي على 30 نقطة للاستشعار لجمع البيانات والمعلومات الدقيقة عن كل ما يتصل بالتربة والمناخ واحتياجات النبات مع التركيز على كل ما يتصل بالجينات وما يحيط بها. وأضاف: أجهزة الكمبيوتر الغذائية مجهزة بحساسات استشعار بيئية، ومحركات تنفيذ، واتصال شبكي من أجل مشاركة البيانات بشكل مفتوح، وتنتج أجهزة الكمبيوتر الغذائية ما يقرب من ثلاثة ملايين نقطة بيانات لكل نبات، في كل دورة نمو.وتطرق إلى النماذج الناجحة التي صممتها ناسا في مركبات الفضاء لإنتاج محاصيل زراعية تحت ضغوط عالية، وأسهمت هذه النماذج في إنتاج محاصيل وفق تقنيات متطورة. وقال الدكتور هاربر حتى يومنا هذا، لاتحتوي الصناعة الزراعية على قاعدة بيانات مفتوحة حول ظروف النمو «المثلى»، والنتائج المرافقة لزراعة الغذاء، بل لا يزال المزارعون يعتمدون على غريزتهم الخاصة، وتاريخهم الشفوي، وخبراتهم من أجل التوصل إلى ظروف نمو محددة ومغذيات من أجل الوصفة الصحيحة، ولكن لا يمكنك الحصول على وصفة مثالية عندما تتبدل المتغيرات باستمرار، وهذا يعني أن كل عام وكل محصول هو عبارة عن مقامرة.وأكد أن الجمع بين النماذج الرياضية النباتية و«الوصفات المناخية» استنادا إلى بيانات الطقس الحقيقي يمكن أن يوفر أدوات جديدة لفهم إنتاج المحاصيل، كما يمكن أن يقودنا ذلك إلى أفكار هامة حول الظروف البيئية المطلوبة لتحقيق سمة نباتية معينة، على سبيل المثال، الحجم، والطعم، والتركيز الكيميائي، وما إلى ذلك، وباستخدام قدرات الحوسبة الحديثة، يمكن إجراء آلاف التجارب والمحاكاة في فترة قصيرة من الزمن، مما يولد أفكارا بالغة الأهمية حول كيفية قيام الباحثين أو المزارعين الحديثين بتصميم تجاربهم.وقدم صوراً عن الزراعة الرأسية في اليابان والتي تتم في عدة طوابق، ونجحت التقنيات في انتاج الخس على سبيل المثال اسبوعياً ما جعل هذا النوع من المحصول اكثر شهرة ورواجا من شركات الكترونية معروفة. واضاف انه يتم التعاون مع برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة لاستخدام التكنولوجيا في الزراعة كما في بعض المخيمات في الأردن وفي اكثر من 30 دولة مشيرا إلى ان 80% من دول العالم لا يوجد فيها امن غذائي لعوامل كثيرة منها قلة المحاصيل الزراعية المنتجة. ثلاثة نماذج لتصاميم زراعية رقمية أكد الدكتور كاليب هاربر في معرض رده على اسئلة الحضور انه بفضل استخدام التكنولوجيا الرقمية في الزراعة فإن 30 إلى 40% من المحاصيل الزراعية ستتم زراعتها في المدن والمناطق المحيطة بها الأمر الذي يساعد في وصول الطعام إلى المستهلك في وقت سريع.ورداً عن مدى امكانية بناء نموذج رقمي وحاسوب زراعي لأشجار التمر قال انه من الممكن زراعة اشجار النخيل في صناديق صغيرة وإنتاج التمور في المستقبل، مؤكدا انه في الوقت الحاضر تم الوصول إلى 3 نماذج لتصاميم زراعية رقمية وهي التبغ والذرة والصويا، ونموذج رابع يجري العمل عليه لإنتاج البندورة.وأضاف الأمر المهم في هذا الجانب هو معرفة تفاصيل النباتات الزراعية ومن ثم تصميم حاسوب رقمي لكل نوع من النباتات، وتظل الزراعة حواراً بين العالم الطبيعي والعالم البشري واحتياجاته، ما يساعد على خلق جديد مع النباتات للوصول إلى نباتات اكثر ذكاء.وأشار إلى استخدام الهندسة الجينية لإنتاج محاصيل بشكل افضل موضحا ان اكثر من 150 عالماً في مجال الزراعة من الحاصلين على جائزة نوبل، وقعوا في وقت سابق على عريضة تتضمن عدم إحداث تغييرات في جينات النباتات، وانما التركيز على طريقة التعامل مع الجينات وصولا إلى نتائج افضل. المحاضر في سطور الدكتور كاليب هاربر يدير فريقاً متنوعاً من المهندسين والمصممين المعماريين والعلماء الذين يعملون على استكشاف وتنمية انظمة الغذاء المستقبلية، ويعمل فريقه على تطوير اجهزة وبرمجيات وبيانات زراعية «مفتوحة المصدر» بهدف خلق نظام غذائي اكثر مرونة وشفافية وتعاونية، وتركز أبحاثه على التصميم البيئي، والاستشعار الفعال، وأتمتة التحكم والموارد المستندة على البيانات، والطاقة والتعزيز البيولوجي، وينسق مع العديد من الوكالات التنموية العالمية مثل وكالة المعونة الأمريكية، والبنك الدولي، والبنك الأمريكي المشترك للتنمية وغيرها، وهو احد مستكشفي ناشونال جيوغرافيك وعضو شبكة رؤية جديدة لقادة التحول الزراعي في المنتدى الاقتصادي العالمي.

مشاركة :