الأنصاري: واجب المؤسسات الإنسانية التخطيط لمشاريع بعيدة المدى

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الدكتور ماجد الأنصاري -مدير مركز راف لدراسات العمل الإنساني والباحث والأكاديمي القطري- المحسنين لدعم مشروع مدينة «راف- iHH لبناء الإنسان» التي افتتحتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية في تركيا أواخر مايو الماضي. وأكد الأنصاري أن مشروع المدينة يعد نموذجاً للرحمة بمفهومها الشامل، حيث يقدم الرعاية الشاملة والخدمات المتكاملة لألف طفل وطفلة من الأيتام الذين فقدوا والديهم أو أحدهما، خلال الأحداث الجارية في سوريا. جاء ذلك خلال الندوة التي نظَّمتها «راف» بعنوان: «الرحمة الإنسانية بين المفقود والمأمول»، ضمن فعاليات المدينة الرمضانية التي تنظمها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» بمركز قطر الوطني للمؤتمرات. وأكد الأنصاري بصفته باحثاً متخصصاً في علم الاجتماع، أن المؤسسات الإنسانية يجب أن يكون لها دور كبير في صنع هذه الحالة التراحمية النموذجية كما في مدينة راف للأيتام، طبقاً لمشاهداته لهذه المدينة وإمكاناتها والكفاءات التربوية للقائمين عليها. وأضاف أن دور المؤسسات يجب ألا يقتصر على مجرد إطفاء الحرائق -وإن كان هذا مطلوباً منها في وقت ما- إلا أنه يجب أن يخطط لمشاريع ذات أثر بعيد المدى، مثل مشروع مدينة «راف» للأيتام الذي يحول الأيتام إلى قادة في المستقبل للنهوض بمجتمعاتهم، بدلاً من أن يكونوا على هامش المجتمع فيصبحوا عاملاً مهماً في نهضته، وفق برنامج تربوي قائم على التراحم ويؤصل لمبدأ الرحمة الشاملة. واستعرض ماجد الأنصاري أثناء الندوة عدة مفاهيم ابتدأها بمفهوم تعامل المجتمعات مع مبدأ الرحمة، وشرح كيف أن سيادة الثقافة الرأسمالية الليبرالية المادية المعاصرة لها خطورة على مبدأ التراحم المجتمعي، في حال تحويلها للأخلاق والقيم القائمة على الدين والموروث الحضاري الإسلامي، إلى قيم تعاقدية فردية مادية مصلحية، تشبه العلاقة بين البائع والمشتري، فيتم تبنِّي المبادئ وفق ما تحققه من مصالح لا من منطلق عقائدي قيمي، فتضمحل القيم لصالح التفسير النفعي الاقتصادي. وأسهب الأنصاري في شرح مفهوم الثروة البشرية والثروة الاجتماعية، وهي تماماً كالثروات الطبيعية لها أهمية، مؤكداً أن الثروة البشرية هي امتلاك المجتمع للتخصصات والمهارات والتعليم، الذي يجعل من أفراده ثروة حقيقية للبناء والنهضة، والثروة الاجتماعية هي مدى ترابط البناء الاجتماعي وتأصل القيم وعمق وقوة الروابط بين الأسرة والمجتمع ومؤسساته ككل وبين السلطة القائمة. وأوضح الأنصاري أن الأزمات الطبيعية والسياسية هي التي تعصف بالمجتمع، وهي التي تبيِّن أهمية الثروة الاجتماعية القيمية، وضرب المثل على ما حدث في زلزال هاييتي بأميركا، وكيف أنه سُجلت نسبٌ عالية جداً من النهب والسرقة وغيرها، وما حدث في تسونامي، وكيف أن قوة الرابطة القيمية الاجتماعية الإسلامية حالت دون حدوث ذلك.;

مشاركة :