عبدالله بن حمد العذبة: رفض العالم المقاطعة انتصار جديد لقطر

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة -رئيس تحرير صحيفة «العرب»- أن رفض العالم كله بصفة عامة، والخليجي بصفة خاصة، مقاطعة دولة قطر يعد انتصاراً آخر لدولة قطر، ويدل على التخبط الشديد في الحملة الإعلامية الممنهجة لشيطنة دولة قطر.وأضاف العذبة في لقاء على فضائية «الجزيرة» أمس، أن الشعب الخليجي رفض مقاطعة قطر؛ لأن الأمر مس النسيج الخليجي، مشيراً إلى أن المواطن الخليجي لا يستطيع أن يستوعب أن دولة الإمارات تحتل إيران جزرها الثلاث، وفي الآن ذاته لا يوجد قطع علاقات معها ولا تغلق مجالها الجوي بينهما، بل على العكس اتخذت قراراً بمحاصرة القطريين، معرباً عن أسفه من اتخاذ المملكة العربية السعودية لهذا القرار. وأكد خلال لقائه أن الشعب القطري يتكاتف سوياً خلف القيادة الرشيدة وردت تغريدات المواطنين بـ «كلنا تميم»، كما أن رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثلجت صدور الجميع. وأشار العذبة إلى أن بيان مجلس الوزراء أوضح أن قطر ليست دولة صغيرة تخطيطاً، والدليل على ذلك أن قرار المقاطعة لم تلتفت له قطر. وبيّن أنه عندما حدث سحب السفراء في 2014 والذي كاد يصل إلى قطع العلاقات احتاطت قطر للمستقبل، وقامت بتأمين المخزون الاستراتيجي من الأغذية وغيرها، مؤكداً أن دولة قطر لديها أسطول كامل لنقل كافة الاحتياجات التي يحتاجها المواطن والمقيم من كل دول العالم، وأن المجال الجوي والبحري مفتوح. ولفت إلى أن الخاسر في قطع العلاقات الشركات التي كانت تصدر لدولة قطر، فالجميع يعلم أن تصدير قطر للخليج شيء لا يذكر، بينما الشركات التي أوقفت تصديرها هي الخاسر الكبير وستفتح الفرصة لدول أخرى، مضيفاً أن دولة قطر صغيرة تكفيها شاحنة أو شاحنتان من هنا وهناك، بالإضافة إلى المخزون الاستراتيجي بالمخازن الكبرى التي أنشأتها دولة قطر، فضلاً عن ميناء حمد مع المجال الجوي. البورصات العالمية وأردف رئيس التحرير، أن كل البورصات تتأثر تلقائياً في ظل وجود أي حدث سياسي، كما حدث هذا الأمر في عام 2014 أثناء سحب السفراء، وتتأثر أيضاً بورصات دول الخليج التي قامت باتخاذ مواقف سلبية ضد دولة قطر، مضيفاً أن القطريين معتادون على مثل هذه الأمور. وأشار إلى أن دولة قطر تعرضت لمحاولة انقلاب فاشلة في عام 1996 بدعم من الرئيس المخلوع حسني مبارك ودول أخرى معه، وكانت دولة قطر وقتها في وضع اقتصادي أضعف من الآن، وشبكة علاقات دولية أضعف، واستطعنا أن نمر من هذه المحنة ونصمد، وكل الشعب التف حول صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويحدث ذلك الآن أيضاً فالجميع يردد كلنا تميم، ويلتف حول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مشيراً إلى أن الجميع لا يعرف صلابة القطريين. وتساءل كيف تكون دولة قطر صغيرة ودول كبرى تقوم بقطع العلاقات؟ فمن الكبير الآن، مشيراً إلى أن هناك تناقضات كثيرة في بيانات الدول التي أعلنت المقاطعة، فالجميع يعلم أن دولة قطر لم تدعم الحوثيين. وأضاف أن تلك الدول قامت بقطع صلة الأرحام في هذا الشهر الكريم، بل إن الصادم الأكبر يتمثل في تعلق المعتمرين القطريين الذين سافروا على الخطوط الجوية القطرية، فهل يعلم خادم الحرمين الشريفين -وهو المسؤول عن رعاية المعتمرين والحجيج- أن القطريين عالقون في مطار جدة، وفي الطائف تم إلغاء الرحلات القطرية، والبعض ينكر ذلك. وأشار إلى أن ذلك لم يحدث مع إيران مع أنهم يزعمون أن دولة قطر تتآمر مع إيران عليهم، موضحاً أن الكل يعلم، حسبما يقول محللون، أن أبوظبي أعطت أموالاً للحوثيين ولكنهم لم يلتزموا، وهذا رأي محللين سعوديين وليس قطريين حتى لا يقولوا إن كُتاب قطر يتجنون على أبوظبي. وعن دور سلطنة عمان، قال العذبة إن الكل يعلم أن سلطنة عمان هي ثاني أكبر دولة خليجية وتلعب دوراً مهماً ومحورياً، كما أنها نأت بنفسها عن الحرب باليمن، على عكس دولة قطر التي انخرطت في التحالف العربي واختلطت دماء شهداء قطر بدماء أشقائهم في المملكة العربية السعودية. تطويع قطر وبيّن العذبة أنه من الواضح أن كل ما يراد الآن هو تطويع قطر والإخلال بسيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية، وهذا من خلال بيان وزارة الخارجية السعودية فهي تخاطب المواطن القطري وتقول له نحن نحترمك ونقدرك وتتجاوز الحكومة، وهذه تعد سابقة خليجية. وأضاف أن قطر اليوم مستهدفة وهذا لم يمنع أن يكون هناك دول لم تسر في ركاب أبوظبي على سبيل المثال، مشيراً إلى أن الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله قال إن المستفيد من الخلاف بين قطر والسعودية هي أبوظبي، والعلاقات في تطور مستمر وهناك محور الرياض وأبوظبي مدعوم من أميركا ضد قطر، متسائلاً هل هذا الشيء يدعو للفخر، وما هي مكاسب أبوظبي عندما يحدث خلاف بين قطر الوهابية والسعودية الوهابية؟ وعن دور دولة الكويت في منظومة دول التعاون، قال رئيس التحرير إنه لا شك أن سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة هو بلسم جروح المنطقة، وحريص على منظومة التعاون الخليجي رغم أن الكويت لا تقودها، بينما الرياض هي التي تقود منظومة التعاون، ولكن هذه الجهود المشكورة لأمير الكويت تعكس خبرته، خصوصاً أنه مر في تصعيد حقيقي عندما اجتاح العراق الكويت، وكلنا نعاني من تبعات هذا الاجتياح للكويت، فنحن أمام رجل مخضرم وسياسي حقيقي يعرف ما الذي يقوله، وكلنا نقلق على هذه المنطقة، وتداعيات هذا التصعيد غير المبرر الذي لم يسعَ حتى لإقناع المواطنين في الدول الثلاث بذلك. وأشار العذبة في لقائه إلى أن بعض المغردين في الدول الثلاث تعرضوا لملاحقة أمنية، وبعضهم مسح تغريدات له بعد فترة زمنية نتيجة ضغوط عليهم، فلا يستطيع أحد من الكُتاب في الدول الثلاث أن يقول نحن وقطر أشقاء. وأوضح في ختام حديثه أن بيان مجلس الوزراء كان واضحاً، فالدول الثلاث لم تحترم القانون الدولي الذي ينص على عدم التدخل في شؤون البلاد، والمتابع للصحف السعودية في الفترة الأخيرة يلاحظ أنها تقول قطر ستخضع وغير ذلك، بل تعرضوا أيضاً للنساء فهذا الأمر لا يليق بالدولة التي ترعى الحرمين الشريفين، وهذه لهجة غربية في الإعلام السعودي الذي عرفناه منذ أكثر من عشرين عاماً.;

مشاركة :