حرية الصحافة والإعلام.. أولى كذبات الأنظمة الديكتاتورية

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أرجو أن تتفهموا عدم قدرتي على صناعة المقدمات الجيدة، فأنا سيئ في صنع المقدمات، وسيئ في اصطناع الألفاظ اللائقة للتمهيد للدخول في الموضوع الرئيسي، التي تقوم بدورها بجذب القارئ للموضوع، فأنا لا أستطيع أن أكون أنا إلا عندما أكتُب، ولا أستطيع أن أكون أنا وأنا أُزين كتاباتي، فعُذراً سأدخل في الموضوع سريعاً دون الدخول في مهاترات المقدمات. استيقظت منذ بضعة أيام على خبر حجب العديد من المواقع الإخبارية في مصر "لنشرها لأفكار التطرف والإرهاب والأخبار الكاذبة"، على حد قول النظام المصري، لم أكن أعلم أن النظام المصري ضعيف لهذه الدرجة ضعفاً يجعله يهرع من بعض المقالات أو التدوينات "الكاذبة"، على حد قوله، هشّ لدرجة أنه يخاف من بعض المدونين الذين لا يملكون إلا أقلامهم وتدويناتهم. لم أنفجر، ولم أستشِط غضباً بعد سماعي هذا الخبر ولم أتعجب، ولكنني تعجبت حينما رأيت أن جميع الأفواه تُكمم، وجميع الأقلام تُقصف، وأنا أقف وأشاهد ولا أفعل شيئاً. * تعجبت لأنني لم أتعجب نعم، فأنا لم أتعجب على الإطلاق من قرار النظام المصري، ولم أتعجب أيضاً من تصريحاتهم الغريبة لتبرير هذا الفعل، الذي هو بالمناسبة يُعد جريمة في حق الإعلام والصحافة، وجريمة في حق كل إعلامي وصحفي. لم أتعجب إلا من ردة فعلي، هل حقاً نجحوا في جعلنا شعوباً أليفة وهيّأوا أدمغتنا على قبول سمومهم وقراراتهم وتصريحاتهم وأفعالهم دون الرفض أو حتى التعجب؟! هل حقاً نجحوا في جعلنا مُهيأين لجميع أفعالهم وقراراتهم الديكتاتورية؟! هل حقاً جعلونا ننتظر القرار الديكتاتوري القادم ونحن مُهيأون تماماً لتخطيه؟! عُذراً.. ولكن هذا المقال ليس ضد النظام الحاكم، ولا ضد الرئيس الحاكم، ولا مناهضاً للدولة، ولا مؤيداً للطرف الآخر، ولا مؤيداً أو معارضاً لأي طرف من أطراف النزاع الحالي القائم في مصر أو في أي دولة أخرى. ولكن هذا المقال بكل حرف فيه وبكل نقطة على الحروف مناهض للديكتاتورية على الإعلام والصحافة، رافض لكل فعل ينتهك مهنة الصحافة والإعلام، هذه المهنة التي تتمتع بمكانة عليا في الخارج، والتي يتم انتهاكها انتهاكاً كاملاً في الداخل، هذه المهنة التي لن تُهزم ولن تُكسر أقلامها ولن تُسجن أفكارها بـ"الحجب". أنا لست صحفياً مُحترفاً، ولست مُدوناً مشهوراً، ولا سياسياً يُسيس مقالاته أو يأخذها على النحو الذي يفيد توجهه السياسي، ولكنني أغار على الحق الإنساني في إبداء الرأي. أغار على مهنة يتم انتهاكها بكل "بجاحة" دون أن يُحرك ساكن، أغار على حق البشر في إبداء آرائهم التي لم يستطيعوا أن يبدوها على أرض الواقع فقرروا نشرها على هيئة تدوينات على الإنترنت. أنا أغار على نفسي وعلى كتاباتي وعلى حقي في نشر آرائي ومقالاتي أياً كان توجهها. أنا أدافع عن حق إنساني وهو الحُرية، وكُل من يناهض هذا، فهو عدو لحريتي، وعدو لي. في النهاية، أذكركم بالمادة رقم (65) في الدستور المصري والمُنتهكة من قِبَل النظام المصري. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :