الرياض - قررت المملكة العربية السعودية مواصلة تصعيد إجراءاتها العقابية تجاه قطر بعد ألغت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية الثلاثاء إ جميع التراخيص الممنوحة للخطوط الجوية القطرية ولموظفيها وإقفال جميع مكاتبها في المملكة خلال 48 ساعة، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية. وجاء قرار سحب التراخيص بعد وقف الرحلات الجوية بين المملكة السعودية ودول اخرى من جهة، وقطر من جهة ثانية، اثر قرار الرياض وابوظبي والمنامة والقاهرة قطع العلاقات مع الدولة الخليجية الغنية بالنفط والغاز على خلفية اتهامها "بدعم الارهاب". ودعت الهيئة المسافرين الذين قاموا بشراء تذاكرهم من وإلى قطر إلى "التواصل مع الناقلات الجوية أو وكيل السفر عبر الموقع الإلكتروني لاستعادة التذاكر أو التعويض". ومن المتوقع ان يكون للقرار تبعات اقتصادية مهمة إذ أنه يعطل بشكل تام أعمال الخطوط القطرية في المملكة، ويطال موظفيها المقيمين في السعودية. ويذكر ان شركة الطيران العملاقة تسير رحلات يومية الى تسع مدن سعودية. ويرى مراقبون أن قرار التصعيد الذي اتخذته السعودية يبين أنه لا مجال للتراخي مع الإجراءات المعلنة ضد قطر في ظل مساعي الدوحة لفك عزلتها. وأكد هؤلاء أن الصرامة الخليجية تجاه سياسة الدوحة العدائية ستكون صامدة هذه المرة لأن قطر فرطت على نفسها فرصة إثبات نيتها السليمة في حفظ أمن الخليج عبر مواصلة سياستها الداعمة للإرهاب. وعددت وزارة الخارجية السعودية على حسابها على موقع "تويتر" الثلاثاء بعض الاسباب التي ادت الى قطع العلاقات، واتهمت الدوحة بالتدخل في شؤون دول خليجية اخرى والتحريض ضدها في الاعلام، واستمرار "دعم جماعة الاخوان المسلمين واحتضانهم على الاراضي القطرية". وتواجه قطر، الدولة الصغيرة التي أثبتت حضورها على الساحة الدولية بفضل ثرواتها الهائلة من الغاز والنفط، اتهامات متكررة بالتقاعس في مكافحة تمويل الإرهاب، لكنها تنفي هذه الاتهامات على الدوام. وتأتي هذه الازمة في الخليج بعد اكثر من أسبوعين على زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض حيث دعا الدول الإسلامية الى التصدي للإرهاب وشن هجوما لاذعا على ايران. ودخلت الإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية ومصر بحق قطر حيز التنفيذ الثلاثاء. ومن بين 35 رحلة كان مقررا ان تنطلق من مطاري دبي الى الدوحة، ألغيت 27 رحلة، بحسب موقع مجموعة مطارات الإمارة. وتضمنت الإجراءات العقابية اغلاق المجالات الجوية أمام رحلات الخطوط الجوية القطرية، وإغلاق الحدود البرية مع السعودية. كما طلب من رعايا قطر المقيمين والزائرين في السعودية ودولة الإمارات والبحرين، مغادرة أراضيها في مهلة 14 يوما. ويمثل الخلاف بين دول الخليج تحديا جديدا لشركات الطيران في المنطقة في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقييد حركة السفر للقادمين إلى الولايات المتحدة من عدد من الدول الإسلامية. وحظرت السلطات الأميركية استخدام معظم الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات القادمة من بعض الوجهات في الشرق الأوسط. والقيود المفروضة على قطر أكثر صرامة منها خلال خلاف سابق استمر ثمانية أشهر في 2014 حين سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة لنفس الأسباب لدعم قطر لجماعات متشددة لكن في ذلك الوقت تقرر الإبقاء على رحلات الطيران.
مشاركة :