بالتعنت والإجرام.. مليشيا "الحوثي" تُفسد روحانية رمضان عند اليمنيين

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسبب الانقلاب الذي نفّذته عصابات "الحوثي" المسلحة وحليفها المخلوع "صالح" في إفساد روحانية شهر رمضان المبارك لدى اليمنيين، فإلى جانب موجة النزوح التي قام بها المواطنون من المدن إلى القرى والأرياف، وهجرة آخرين خارج البلاد كلياً، يعاني اليمنيون في مناطق سيطرة الانقلابيين تضييقاً أفقدهم نكهة رمضان التي اعتادوا عليها. وقامت مليشيا الموت والإرهاب الحوثية باستبدال خطباء المساجد بآخرين محسوبين على الجماعة، ومنعوا إقامة صلاة التراويح في أغلب مساجد العاصمة صنعاء وبعض المدن التي يهيمنون عليها. وحذر وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أحمد عطية المليشيات الانقلابية من مغبة الاستمرار في ‏فرض أفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني التي لا يقبلها اليمنيون، داعياً في الوقت نفسه ‏إلى النأي بالمساجد عن الصراعات المذهبية والحزبية.‏ وأكد أن المليشيات عملت ‏على حرف رسالة المسجد وربطها بالمراجع الإيرانية التي تحاول فرضها على الشعب اليمني، ‏وبث أفكارهم المنحرفة التي تدعو إلى الخراب بدلاً عن البناء، وإلى التناحر بدلاً عن التلاحم، ‏وإلى الفرقة بدلاً عن الإجماع، مشيراً إلى أن المليشيات قامت بمنع أداء صلاة التراويح في المساجد والاعتداء على المصلين ‏وإخراجهم بقوة السلاح من المساجد، واختطاف العديد منهم في أعمال تتنافى مع تعاليم الإسلام ‏الحنيف، وتتعدى على حرمة المساجد، وبين أن المليشيات الانقلابية مستمرة في انتهاك حرمة المساجد ‏وتمزيق النسيج الاجتماعي والتعايش الذي عرفته اليمن.‏ من جهته، قال المواطن "عبدالله عبدالباري"، من أهالي صنعاء إن مليشيا الحوثي منعت أداء صلاة التراويح في المساجد، وهذا الإجراء نزع جزءاً كبيراً من روحانية رمضان التي اعتدناها كل عام، ونشعر أن الانقلابيين الحوثيين يفرضون علينا شعائر رمضانية غير التي نعرفها. وأضاف: "اعتدْتُ في رمضان على الخروج مع الزملاء والأصدقاء لصنعاء القديمة وأماكن أخرى أو لزيارة الأقارب، وفي رمضان هذا العام، لكل واحد منَّا همه الخاص، إضافة إلى أن الكثير من زملائنا يقبعون في سجون الحوثيين.. رمضان هذا العام مختلف تماماً عن كل عام". وتابع قائلاً: "كل عام يستعد اليمنيون لرمضان بشراء مستلزمات هذا الشهر الكريم، وهذا العام حرموا الموظفين من رواتبهم، وأصبح الهم الوحيد لنا كيمنيين هو توفير المواد الغذائية الأساسية فقط، التي ارتفع سعرها؛ بسبب مضايقة الحوثيين للتجار وفرض إتاوات عليهم ". وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قد قدّم مبادرة لصرف رواتب أكثر من مليون موظف حكومي، بيد أن مساعيه اصطدمت برفض مليشيا الموت الحوثية وتجار الدماء من جماعة المخلوع "صالح" في حين وافقت الحكومة الشرعية عليها. وتنص المبادرة على قيام مليشيا "الحوثي" والمخلوع "صالح" بتحويل إيرادات الدولة من العاصمة صنعاء وبقية مناطقهم، وأبرزها إيرادات ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، وضرائب شركات الاتصالات والقطاع الخاص، وإيرادات المشتقات النفطية إلى صندوق مستقل يعمل بحيادية ويتولى صرف رواتب الموظفين في جميع المناطق، ويديره فريق مهني يمني بإشراف الأمم المتحدة، وبالمثل تقوم الحكومة بتحويل الإيرادات من عدن ومناطقها إلى الصندوق. وأوضح مراقبون للشأن اليمني أن الحل الذي حمله "ولد الشيخ" إلى صنعاء يشتمل على جوانب أمنية واقتصادية وإنسانية تهدف إلى ترتيبات انسحاب المليشيا من محافظة الحديدة وتشكيل لجنة فنية من خبراء اقتصاديين وماليين لمساعدة الحكومة لإيجاد آلية مناسبة وعاجلة لدفع مرتبات الموظفين في الجهاز الإداري للدولة والتعامل مع الإيرادات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين؛ بهدف توفير السيولة اللازمة لتغطية هذه النفقات على أن تستعمل الإيرادات الجمركية والضريبية لتمويل الرواتب والخدمات الأساسية. وكشفت مصادر في الداخل اليمني عن أن هذا المقترح جاء بعد جهود كبيرة لخبراء خلال لقاءاتهم ببعثة الأمم المتحدة وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وسفراء بعض الدول ذات العلاقة والاتحاد الأوروبي، وينص على تسليم الميناء للفنيين الذين يديرون الميناء حالياً بإشراف الأمم المتحدة، ويتم إيداع دخل الميناء في فرع البنك المركزي في الحديدة، على أن تشكّل قيادة محايدة للبنك المركزي بإشراف أممي لصرف المرتبات لجميع الموظفين. واصطدمت هذه المبادرة بأصحاب المصالح من استمرار الحرب الذين لا تعنيهم الخسائر البشرية شيئاً، لذلك استبقوا زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء بالدعوة إلى عدم استقباله والتحريض عليه وإطلاق النار على موكبه؛ للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق؛ لأنه ليس من مصلحتهم أي اتفاق لوقف الحرب؛ لأنهم سيخسرون الفوائد المادية والرتب الممنوحة والترقيات التي تتم خارج القانون. ولم يألُ هؤلاء جهداً في تشويه من يدعو لإحلال السلام ووصفه بأنه خائن وطابور خامس. وصوروا للناس أن "ولد الشيخ" طلب تسليم الميناء لطرف ثالث مقابل دفع المرتبات، ولم يوضحوا للناس من هو هذا الطرف الثالث. وأكدوا أن الذين انخرطوا في اقتصاد الحرب على حساب السلام من عصابات الموت الحوثية وجماعة المخلوع "صالح" الذين اعتادوا سرقة اليمن وخيراته لحسابهم الخاص يحاولون استمرار الحرب والدمار، ومثل هؤلاء الذين يحرقون اليمن ليس لديهم أي هدف سوى الإثراء على حساب دماء الناس، وأحلوا الفقر في كل بيت ونشروا البطالة والتسول والفساد واليأس والإحباط. وكان نائب رئيس الحكومة اليمنية وزير الخارجية عبدالملك المخلافي قد جدد تأكيد الحكومة الشرعية ضرورة التزام الانقلابيين بتوريد عائدات المؤسسات الإيرادية إلى البنك المركزي في عدن وفروعه في المحافظات لصرف مرتبات الموظفين. وأوضح أن مصدر الرواتب يأتي من إيرادات المؤسسات المختلفة التي تذهب في المناطق الخاضعة للانقلاب إلى تمويل آلة الحرب وإثراء قيادات الجماعة الانقلابية مما زاد من معاناة المواطنين. من جهة أخرى، تشهد العاصمة اليمنية صنعاء احتجاجات يومية لموظفي المؤسسات الحكومية؛ للمطالبة بمرتباتهم. وتظاهر عشرات الموظفين في وزارة الداخلية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية وقطعوا الطريق الرابط بين وسط المدينة ومطار صنعاء الدولي، وطالب المحتجون برحيل مليشيا الحوثي من الوزارة وصرف مرتباتهم المتأخرة، كما تظاهر عشرات الموظفين في ديوان أمانة العاصمة صنعاء للمطالبة بحقوقهم. وأعلن المتظاهرون استمرارهم في الاحتجاج حتى تنفذ مطالبهم وتسلم جميع حقوقهم، مؤكدين أن حقوقهم مشروعة ولا يمكن أن تلغيها ممارسات المليشيات الانقلابية. وأوضحت مصادر يمنية في صنعاء أن المحتجين يتعرضون للاعتداء من أعوان الحوثي ومنتفعي الانقلاب. وتعيش صنعاء حالياً انتشاراً واسعاً لعصابات السرقة والنهب والسطو المسلح بشكل لافت؛ بسبب تفشي الفقر ورفض المليشيات الانقلابية صرف المرتبات. يُذكر أن عدد موظفي الدولة يبلغ نحو 1.2 مليون موظف يتركز نحو مليون موظف في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وهم بدون رواتب للشهر الثامن على التوالي، فيما لا يتجاوز عدد الموظفين بمناطق الحكومة الشرعية 200 ألف موظف يستلمون رواتبهم بانتظام. وسارعت مليشيا الانقلاب الحوثية بإبلاغ مرجعياتهم في الإرهاب بإيران رفضها القاطع للمقترحات التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بخصوص ميناء ومدينة الحديدة خلال اللقاء الذي جمع ما يسمى وزير خارجية الانقلابيين هشام شرف بالقائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء محمد فرهات مؤخراً. ووصف مراقبون هذا اللقاء بمثابة رسالة مساندة لإيران في سياستها الإرهابية، وتحدٍّ من الانقلابيين للدول الراعية لعملية السلام في اليمن ودول العالم التي شاركت في القمة العربية الإسلامية الأمريكية.‏

مشاركة :