قصص إنسانية من الحرم المدني: على مدى 32 عاماً، فضَّل جيرة الرسول الكريم ليخدم في الحرم النبوي الشريف على العودة إلى بلاده، ولم يشغله شاغل عن عمله، وهو يتابع التطوير عاماً بعد عام، والتوسعة التي أقرها ملوك السعودية، ولسان حاله يدعو لهم واحداً تلو آخر، فلا شرف يعلو فوق شرف خدمة الحرمين الشريفين، فكل من ساهم ولو بالقليل جداً في هذا الشرف العظيم له الحق أن يزهو بفعله، ويباهي به طول حياته، فلا فرق في الشرف بين جيرة الكعبة المشرفة، وجيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا يزهو رئيس أحمد "٦٢ عاماً هندي الجنسية" بخدمته على مدى ٣٢ سنة في المسجد النبوي الشريف كعامل فني آلات، ويزداد زهوه أنَّه عاصر تطوير المسجد النبوي الشريف مع عدد من ملوك السعودية، ورغم أنَّ أولاده عادوا إلى وطنهم الهند، إلا أنَّه لا يزال يخدم الحرم النبوي بالمدينة المنورة. ويقول: "أتمنى أن أخدم المسجد النبوي الشريف طول حياتي، فلا يهمني المال، بقدر ما يهمني عملي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أنَّ الرواتب ارتفعت في الآونة الأخيرة، إلا أنَّ بركة العمل لا تعتمد على كثرة الرواتب وقلتها، أولادي كانوا هنا في السعودية، وغادروا إلى الهند لإكمال دراستهم وتعليمهم، وسأبقى أنا أواصل الخدمة هنا بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنا أشهد باهتمام الدولة بالمسجد النبوي ومرافقه وزوَّاره".