يتواصل الزلزال الدبلوماسي الذي يضرب قطر منذ أمس الأول، بعد إعلان ثماني دول خليجية وعربية وإسلامية، في صداراتها السعودية والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية. وقرر الأردن أمس تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة بإغلاق مكتب قناة «الجزيرة» القطرية في عمّان، كما ألغت الخطوط الجوية الملكية المغربية رحلاتها عبر الدوحة، بينما بدأت اللهجة الأمريكية تتغير حيال قطر، واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن عزل قطر قد يشكل «بداية نهاية رعب الإرهاب»، موضحاً أن «كل الدلائل تشير إلى قطر» في تمويل التطرف الديني. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر، أمس، أن الدول المشاركة في قمم الرياض قالت «إنها ستعتمد نهجاً حازماً ضد تمويل التطرف، وكل الدلائل تشير إلى قطر». وأضاف «قد يكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب». كما أعلن البيت الأبيض، مساء أمس الثلاثاء، إن ترامب أجرى نقاشاً إيجابياً مع أمير قطر عندما كان في المنطقة، بخصوص مكافحة تمويل الإرهاب.ووسط حديث عن تحركات دبلوماسية خليجية وعربية لاحتواء الأزمة، عقد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، مساء أمس، جلسة مباحثات في قصر السلام بجدة تعلقت بمستجدات الأحداث في المنطقة.وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية ل«سي إن إن» عن أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، إن ما قاد الدول التي قاطعت قطر هو عبارة عن تراكم من السياسات القطرية في المنطقة التي ساهمت في تقويض أمن المنطقة واستقرارها، ولعبت دوراً في تأجيج التطرف، ودعم بعض الجماعات الإرهابية.وأضاف أن «ما نراه اليوم ليس وليد اللحظة، وإنما تراكم السياسات أدى لما حدث مؤخراً»، في حين قال وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، إن أن إلحاق الضرر بقطر ليس هدف المملكة العربية السعودية، ولكن عليها أن تتخذ خياراً، وتختار طريقها. وقال «طفح الكيل، وعلى قطر وقف دعم جماعات، مثل حماس والإخوان المسلمين». وأضاف أن الأضرار التي ستنتج عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها بعض الدول العربية ضد قطر كفيلة بأن تقنعها بتغيير سياساتها، بما في ذلك في ما يتعلق بالجماعات المتطرفة. وضمن المساعي الجارية أيضاً، أعلن الديوان الملكي البحريني، أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، سيتوجه اليوم الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة يلتقي خلالها خادم الحرمين.وواصل الاقتصاد القطري النزيف مع دخول قرار مقاطعة دول عربية من بينها السعودية والإمارات حيز التنفيذ، أمس، وهوى الريال القطري إلى أدنى مستوى منذ عام أمام الدولار، وفقاً لبيانات تومسون رويترز.وتتجه تكلفة صادرات الطاقة والسلع الأولية القطرية للارتفاع في ظل استمرار الحظر، لاسيما بعد إعلان موانئ دبي العالمية أنها لن تسمح لسفن الحاويات التي ترفع العلم القطري، أو المتوجهة إلى قطر، أو تلك القادمة منها بالرسو في أي من المحطات التابعة للشركة في الإمارات، حتى إشعار آخر.وتواجه الخطوط الجوية القطرية تهديدات بدفع ملايين الدولارات على سبيل التعويض للركاب بسبب إلغاء أو تعديل مواعيد رحلاتها، مع دخول قرار إعلان عدد من الدول العربية من بينها الإمارات والسعودية، إغلاق المجال الجوي أمام الخطوط القطرية حيز التنفيذ، أمس، ما جعل الشركة تبدأ تحويل مسارات رحلاتها عبر الأجواء التركية والإيرانية، بديلاً عن الأجواء السعودية والإماراتية. وكشفت «ديلي تلغراف» البريطانية أن آلاف المسافرين في بريطانيا بدؤوا بتلقي اتصالات هاتفية من مكاتب الخطوط القطرية تفيد بإلغاء رحلاتهم الجوية، أو تأجيلها، أو إعادة جدولتها، أو أنها أصبحت تستغرق وقتاً أطول.إلى ذلك حذرت مؤسسات مالية ومصرفية عالمية من «عواقب وخيمة» على الاقتصاد القطري حال استمرار المقاطعة العربية المفروضة على الدوحة.وقال بنك «ستاندرد تشارترد» إن التداعيات الاقتصادية على قطر ستكون كبيرة، وقد تتأثر عملياتها التجارية عبر محورين، حيث يمكن أن يؤثر قفل حدودها الحيوية مع السعودية في صادراتها من الأغذية والسلع الأخرى.وأضاف أن هذا التصعيد من شأنه أن يجبر قطر على إعادة تحويل مساراتها التجارية، ما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الصادرات ويمتد إلى تضخم الاستهلاك.
مشاركة :