عبدالله القواسمة (أبوظبي) يصنف الفرنسي هاري كريستوفر نوفيلو لاعب بني ياس، بأنه أحد أفضل المهاجمين الذين تعاقد معهم النادي، خلال الانتقالات الشتوية، ليقضي مع الفريق نصف موسم، أحرز خلاله العديد من الأهداف، لكنها لم تشفع لـ «السماوي» للهروب من شبح الهبوط، ويمتد عقده حتى نهاية الموسم المقبل. ووصف نوفيلو تجربته مع بني ياس بالجيدة، رغم عدم بلوغ الهدف الأهم، وهو البقاء بدوري الأضواء، ورغم أنه التحق بالفريق في «الشتوية»، ولم يكن في كامل جاهزيته البدنية، إلا أنه مقتنع بما قدمه للفريق، وقال: نجحت في تسجيل الأهداف خلال معظم المباريات، وبذلت أقصى الجهد، وإذا كنت في إحدى المباريات دون مستوى الطموح، فإن ذلك لا يعني أنني لم أحاول دعم أهداف الفريق والرفع من مستواه. وعن شعوره بعدما أحرز 10 أهداف، من دون أن تسهم في بقاء بني ياس ضمن «الأضواء»، قال نوفيلو: للمرة الأولى في مسيرتي الكروية، أعيش مثل هذه التحديات الصعبة، ولكن في حياة اللاعب يجب أن يمر بجميع الظروف، ومن بينها تجربتي مع بني ياس، وبالتأكيد استفدت كثيراً منها، وأعتقد أنني لو التحقت بالفريق، وأنا في قمة جاهزيتي البدنية، لسجلت عدداً أكبر من الأهداف، وربما أسهمت في عدم هبوط، إلا أن الظروف أقوى مني ومن الجهازين الفني والإداري واللاعبين كافة. وعن حقيقة بكائه، بعد التعادل أمام الإمارات، في الجولة قبل الأخيرة، وهي النتيجة التي مضت بالفريق إلى الدرجة الأولى، قال: نعم انفجرت بالبكاء، بعد أن سيطر عليّ الحزن، وكنت مؤمناً بمشروع النادي، بالإضافة إلى الطموح ببقاء الفريق في دوري المحترفين، وقبل التوقيع مع بني ياس تلقيت ثلاثة عروض من خارج الإمارات، ووصلت المفاوضات إلى مرحلة متقدمة مع الأندية الثلاثة، إلا أنني اخترت بني ياس، بعدما درست عرض النادي بصورة عميقة، إذ كنت مؤمناً حينها بمشروع النادي، والذي يمتد لمواسم عدة قادمة، إذ ترسخت لدي ولدى عائلتي قناعة بأن عرض «السماوي» يعتبر الأفضل، ومن هنا تمت الموافقة على اللعب معه؛ لذلك فإن مشاعر الحزن والقهر التي شعرت بها بعد التعادل أمام الإمارات، سببها أنني رأيت الأحلام التي رسمتها وتطلعاتي مع بني ياس تنهار أمامي!! وبخصوص مستقبله مع النادي بعد الهبوط إلى «الهواة»، أكد نوفيلو أن الأمور غير واضحة المعالم؛ لأن عقده يمتد حتى نهاية الموسم المقبل، وقال: أنتظر الجلوس مع مجلس إدارة شركة كرة القدم، لكي أتحدث معه، بخصوص المستقبل، وما يشهده الموسم المقبل، وفي ظل الظروف الجديدة التي طرأت على النادي، بعد الهبوط إلى دوري الهواة، هذا الأمر لا يعني أنني غير سعيد مع بني ياس، بل على العكس، أنا مرتاح بدرجة كبيرة، وهناك ثقة متبادلة بيني وبين المسؤولين في النادي. ّّّورداً على سؤال عما إذا كان لا يرغب في اللعب بدوري «الهواة» الموسم المقبل، أكد نوفيلو وبشكل صارم، أنه كان وما يزال، وسيبقى يحترم العقود التي يبرمها أياً كانت التداعيات التي تشهدها مسيرته مع الفريق الذي يلعب له، وحتى الآن ما زال العقد سارياً، لكنه يحتاج إلى الجلوس مع إدارة النادي لمناقشة المستقبل، وهذا باختصار ما يصبو إليه وليس أي أمر آخر. وبشأن انطباعاته حول أول تجربة احترافية، يخوضها تحت قيادة فنية عربية تتمثل في العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، أشار نوفيلو إلى أنها شهدت تجرعه ثقافة جديدة، وأن أي علاقة جديدة تربط مدير فني مع لاعب جديد، أو فريق بأكمله، عادة ما تحتاج إلى وقت لا بأس به، قبل أن تصل إلى الحالة النموذجية، مشيراً إلى أنه وفي بداية تسلم عبدالوهاب عبدالقادر كان غير مدرك لما يحتاج إليه المدرب من اللاعبين والفريق، لكن مع مرور الوقت وصل إلى حالة من الانسجام، مع فكر المدير الفني، حيث أعرب عن سعادته للعمل تحت قيادة مدرب عربي للمرة الأولى في مسيرته الكروية، بعدما لمس مقدار السمعة الكبيرة التي يتمتع بها عبدالوهاب داخل الأوساط الرياضية هنا في الإمارات. وتطرق نوفيلو على رؤيته للدوري الإماراتي قائلاً: قبل انضمامي إلى بني ياس كان الكثيرون يتكلمون معي ويوجهون النصح لي بأن لا أوافق على اللعب مع بي ياس، أو الوجود في الدوري الإماراتي، وجميعها تنتقص من القيمة الفنية لهذا البطولة، كما أن الآراء ترى أن البطولة تسهم في «أفول» نجم اللاعبين، وتراجع مستوياتهم الفنية، ولكن بعدما التحقت ببني ياس وجدت أن هذه الآراء يجانبها الصواب، وبعيدة عن المنطق، كونها لا تستند على تجربة حقيقية، والدوري الإماراتي يضم لاعبين يتمتعون بمستوى فني متطور، وعقليات احترافية راقية، بالنسبة لي مواجهة مثل هذا النوع من اللاعبين، وفي المباريات التي خضتها من شأنه أن يمنح لك الحافز الكبير للعب بشكل أقوى وأفضل على الدوام، كما يثير الحماسة والمنافسة بين اللاعبين، لذلك كانت سعادتي كبيرة مع كل مباراة أخوضها مع بني ياس. وكشف نوفيلو عن أن الموافقة على عرض بني ياس جاءت بناء على اتصال هاتفي جمعه مع الجزائري إسحق بلفوضيل لاعب بني ياس السابق، وقال: رغم أن جميع من طلبت رأيهم نصحوني بعدم اللعب في الدوري الإماراتي أو الانضمام إلى بني ياس، إلا أن بلفوضيل كان له رأي آخر، فأنا تربطني علاقة وثيقة مع بلفوضيل، بعدما لعبنا معاً لمدة أربعة أعوام في ليون الفرنسي، حيث تخطت علاقتنا حدود العلاقة النمطية التي تربط لاعب بزميله، ومن هنا لجأت إلى بمشورته بخصوص الموافقة على اللعب مع بني ياس، ودفعني إلى خوض هذه التجربة.
مشاركة :