أهالي مدينة الرقة يتحايلون لتبادل الحب وأخذ الدروس

  • 6/7/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سامي وريما حبيبان من الرقة يقعان ضحية أحكام داعش وبات عليهما الاكتفاء بالرسائل المكتوبة أو تبادل النظرات سريعا من بعيد.العرب  [نُشر في 2017/06/07، العدد: 10656، ص(24)]لا حياة في الرقة الرقة (سوريا) – عانى سكان مدينة الرقة خلال نحو ثلاث سنوات من حكم تنظيم داعش من قواعد صارمة منعتهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، فبات التعليم خلف الأبواب الموصدة وعلاقات الحب سرية وبعيدة عن أعين الجهاديين. ووقع سامي (24 عاما) وريما (22 عاما) ضحية أحكام تنظيم داعش وبات عليهما الاكتفاء بالرسائل المكتوبة أو تبادل النظرات سريعا من بعيد. ويتذكر سامي كيف بدأت معاناته مع ريما التي تعرف عليها وأحبّها في العام 2011. وقال “كنا نلتقي ونتحدث في الشارع ونجلس سويا” في مكان عام، لكن كل شيء تغير، وبتنا نخاف من دوريات التنظيم. وأضاف “لم يبق شيء لم نقم به. كنا نكتب رسائل ونرسلها عن طريق الفتيان الصغار”، متابعا أنهما وجدا خطة أخرى أيضا، فكان هو ينزل قبلها على سبيل المثال إلى مقهى إنترنت ويبعث لها رسائل إلكترونية، وبعد يومين تزور هي أيضا أحد مقاهي الإنترنت لتتمكن من فتح بريدها الإلكتروني وتلقي الرسائل على هاتفها. ويقتصر وجود الإنترنت في الرقة على مقاه معدودة بعدما قطع تنظيم داعش الخدمة عن المنازل والمحال منذ فترة طويلة. وروى سامي خططا أخرى لجأ إليها وحبيبته، قائلا “تخبرني مثلا أنها ستخرج من المنزل في وقت محدد، فنتفق على أن نلتقي في أحد المتاجر، تدخل هي لشراء بعض الأغراض من دون أن ترفع حتى الغطاء عن وجهها، وآتي أنا ونتكلم قليلا قبل أن يدخل علينا داعشي يخرب كل شيء”. وأفاد أنه في إحدى المرات كان حظهما سيئا جدا، موضحا “خرجت ريما من منزلها وأتيت بدوري لأراها من بعيد. لكن عناصر تنظيم داعش أوقفوها بحجة أن لباسها غير نظامي، ولم يكن باستطاعتي حتى الدفاع عن حبيبتي”. وأضاف “غضبت ولم أتجرأ على الكلام. أردت أن تنشق الأرض وتبتلعني”، متابعا “نزلت دموعي وهي كانت تؤشر لي بيديها بألا اقترب منهم. تمنيت الموت وقتها”. ويطمح سامي، الذي يعمل حاليا في أحد محال البقالة بعدما كان طالبا جامعيا، إلى الزواج من ريما ويتخلص من هذا العذاب لكن شرط عائلتها كان مغادرة الرقة وهو ما لم يتمكن بعد من القيام به. وألغى داعش الدراسة بالمنهج الحكومي. وقال أحد الأساتذة السابقين في الرقة، رافضا الكشف عن اسمه، إن تنظيم داعش استبدل المدارس بأخرى “يتم فيها تدريس مناهج تحول الطفل إلى متطرف”، مضيفا “من هنا بدأت فكرة الدروس الخصوصية في المنازل بشكل سري”. وتقوم كل عائلة من أجل انتفاع أبنائها بالدروس السرية بالتواصل مع معلمين تثق فيهم يكونون عادة من الأقارب أو الأصدقاء لتجنب الشبهات. ويزور الأستاذ التلميذ في منزله ليدرسه مواد المنهج السوري الأساسي.

مشاركة :