فنانة سورية لا تتوانى عن حلق شعرها خدمة للدور الدراميجيانا عنيد، اسم فرض نفسه بقوة في حركة الدراما السورية الحديثة، نظرا لما تمتلكه من جمال ومواهب تمثيلية دعمتها بالتحصيل العلمي الأكاديمي، وهي الخريجة حديثا من المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا، “العرب” التقت الفنانة الشابة فكان هذا الحوار عن بداياتها المسرحية ومشاركاتها الدرامية في رمضان الحالي.العرب نضال قوشحة [نُشر في 2017/06/07، العدد: 10656، ص(16)]جيانا عنيد صلعاء في دور "خديجة" بمسلسل "خاتون" دمشق- قبل أن تحترف الفنانة السورية الشابة جيانا عنيد فن التمثيل، لفتت الأنظار إليها من خلال مسرح الهواة، حيث تحصلت عام 2008 على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الشام المسرحي عن مشاركتها في مسرحية “تشيللو”. وعن أولى مشاركاتها المسرحية للهواة وما حققته من نجاح، تقول جيانا “كانت خطوتي الأولى، وأؤكد أن جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الشام المسرحي حينها، منحتني الثقة والقوة للمضي قدما في مشواري الصعب”. وكما في مسيرة أي فنانة شابة حديثة التخرج، كان لا بد لعنيد في سبيل تحقيق مطامحها الفنية، من فك لغز المحطة الأولى المتعلقة بمسألة أيهما أولى الاختيار أم الانتشار؟ فتقول “تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا في وقت صعب، تحديدا عام 2012، وهي سنة تبلور الأزمة في بلدي، وهذا ما أثر على الكم والكيف في الدراما، ورغم ذلك فأنا مع الاختيار ومؤمنة به، وأعتبر أن الانتشار يأتي لاحقا كنتيجة طبيعية للاختيار الصحيح”. ولعل ما يؤكد الإمكانيات الاحترافية العالية للفنانة الشابة جيانا عنيد، وامتلاكها لجرأة فنية متفردة، أنها أقدمت على حلق شعر رأسها بالكامل، إذ غدت صلعاء، بسبب دور خديجة في مسلسل “خاتون”، حيث كانت ضرورة الشخصية تتطلب ذلك.جيانا عنيد: أصبح التعاون السوري العربي في الدراما غير مبرر، وهدفه التسويق وبالطبع كان ممكنا أن يقوم أحد المختصين بالمكياج اللازم لفعل ذلك، لكن جيانا قررت أن تقوم بحلق الشعر تماما، لإيجاد حالة حقيقية من التفاعل الفني مع الدور، وهي حركة جريئة من فنانة شابة، الأمر الذي سبب حينها ضجة كبيرة في الوسط الفني والإعلامي السوري. وعن التجربة، تقول “كنت أنا في ذلك القرار، الطالبة الأكاديمية التي تخرجت وهي في منتصف العشرينات من العمر وتمتلك الجرأة والطاقة للعطاء بصدق في العمل الذي تؤمن به”. ولعل الخطوة التالية الهامة في مسيرة الفنانة الشابة كانت من خلال مشاركتها في عمل سينمائي هو الثاني لها بعد فيلم “سلم إلى دمشق” للمخرج السوري محمد ملص، حيث شاركت في الفيلم السينمائي الجديد “طريق النحل” لعبداللطيف عبدالحميد، والذي يتحدث عن هاجس البقاء أو السفر الذي يخطر ببال الكثير من السوريين في ظل الأوضاع الراهنة في البلاد. وقدمت عنيد في الفيلم شخصية صبية يتصارع على كسب ودها العديد من الشباب، في حين تصارع هي لإثبات ذاتها، وعن التجربة السينمائية تقول لـ”العرب” “كنت سعيدة جدا باختياري للقيام بدور البطولة في فيلم من إخراج الأستاذ عبداللطيف عبدالحميد، وأراها مسؤولية كبيرة وأنا في بداية مشواري الفني، سيما أن السينما أكثر احترافا واعتناء بالتفاصيل من الشاشة الصغيرة، وتطالبك بأن تكون بنفس مستواها من الدقة والوضوح”. وعن ظهورها في الموسم الرمضاني الحالي بأكثر من عمل واحد، وإمكانية أن يحدث ذلك تشويشا عند المتلقي، مما يجعل الأدوار تتداخل في ذهنه، تبين الفنانة الشابة “أعتقد أن الجمهور شريك في لعبة الدراما، مما يجعله يعيش الحالة مع الممثل في كل دور على حدة، ولكني أتمنى أن يأتي يوم أتفرغ فيه لبطولة عمل واحد في الموسم الدرامي، وأن يكون مُشاهدا، ولكن هذا يتطلب الكثير من الجهد والتوازن والعمل والصبر لإثبات الموهبة، إضافة إلى اقتناص الفرص المناسبة”. وترى الفنانة السورية أن الأعمال العربية المشتركة فقدت راهنا بريقها القديم، فتقول موضحة “التعاون ما بين الدراما السورية والعربية موجود منذ أيام الأبيض والأسود، وأنا أحترمه لأنه أنتج أعمالا مهمة تطلبت هذا التعاون ضمن أحداث الفعل الدرامي، أما الآن فللأسف بات يظهر بشكل غير مبرر ومقنع، وواضح أنه تشكل لهدف التسويق فحسب، وهذا ما أُرجعه إلى ضعف في النصوص الدرامية المميزة مع بعض الاستثناءات طبعا”.
مشاركة :