البرازيل تسابق الزمن استعدادا لكأس العالم

  • 6/5/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

 مع تبقي نحو أسبوع فقط على انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم تسابق البرازيل الزمن للتأكد من جاهزية الاستادات والمطارات والطرق وشبكات الاتصالات قبل وصول مئات الألوف من المشجعين للبلاد. وتعج المطارات في كل المدن تقريبا التي ستستضيف النهائيات بعمال انشاءات يقومون بتجهيز اماكن انتظار السيارات وتركيب أجهزة الفحص وآخرين يتولون إزالة تلال من الأتربة في مناطق التوسعات التي عانت من تأخيرات طويلة. ولا يزال العمال في عدد من الاستادات يجاهدون لتركيب شبكات الهواتف المحمولة التي ستعتمد عليها عشرات الآلاف من الهواتف الذكية. ولم تختبر بعد المدرجات المؤقتة التي نصبت في استاد كورنثيانز بمدينة ساو باولو الذي سيستضيف الافتتاح يوم 12 يونيو حزيران. وبعد أكثر من 13 عاما من أعمال البناء المتقطعة تجري القطارات اخيرا تجارب على خط سينقل المشجعين الى الاستاد الواقع في مدينة سلفادور بشمال شرق البلاد. ولم تكتمل سوى نحو نصف المشروعات التي وعدت السلطات بتنفيذها قبل كأس العالم علاوة على مشروعات أخرى انجز بعضها فقط مما أثر بالسلب على المزاج العام لبلد يعشق كرة القدم لكن تراوده شكوك متزايدة بشأن الفوائد التي ستعود عليه من تنظيم البطولة. ويعني تسريع وتيرة العمل رغم تأخره أن أغلب البنى التحتية ستكون جاهزة في الوقت المطلوب. ويشعر الكثير حاليا بالاطمئنان أن أول منافسات لكأس العالم تقام في البرازيل منذ 1950 ستنجح وتبقى خالدة. ووعدت رئيسة البلاد ديلما روسيف بأن البرازيل ستكون جاهزة تماما في الوقت المطلوب رغم اعترافها بوقوع تأخير في بعض المشروعات الكبرى. وقالت مبتسمة خلال لقاء مع صحفيين اجانب مساء الثلاثاء لا يقدر احد على تشييد (شبكة قطارات انفاق) في عامين. لكن ربما تستطيع الصين ذلك. ووصفت التأخير بانه بمثابة تكلفة الديمقراطية (في البرازيل). ومع ذلك تسبب الاحباط إزاء الميزانيات والتخطيط المتخبط وفوات فرص إقامة مشروعات تعود بالفائدة على البلاد لعقود قادمة في انفجار موجة احتجاجات العام الماضي لا تزال تهدد البطولة. لكن دائرة التحذيرات والتسارع لانجاز المطلوب في اللحظات الأخيرة امر مألوف قبل انطلاق منافسات كأس العالم والالعاب الأولمبية وتنجح البلدان المضيفة في النهاية في اسكات المتشككين. كان سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قال في يناير كانون الثاني ان البرازيل تتأخر في الاستعداد عن أي بلد مضيف اخر يتذكره مع تبقي خمسة اشهر على الانطلاق. لكنه وغيره من مسؤولي الفيفا باتوا يتحدثون بلهجة اكثر تفاؤلا عن البلد المضيف والبطولة المرتقبة. وقال بلاتر انني واثق في انه (كأس العالم) سيكون حدثا عظيما ..نجاح عظيم. وأضاف الروح البرازيلية وقدرة البرازيل في لعب كرة القدم ستمنح كأس العالم هذه مذاقا خاصا جدا. وينتشر العلم البرازيلي والقميص الاصفر الشهير للمنتخب في كل الشوارع بمختلف أرجاء البلاد. وفاز البرازيليون برقم قياسي لكأس العالم يبلغ خمس مرات ويحتلون حاليا صدارة الترشيحات لتسجيل اللقب السادس. وبالنسبة لمنظمي الحدث فإن من المبكر جدا الاحتفال بنجاح البطولة. وقضى العمال في ساو باولو وناتال الاسبوع الماضي في تركيب المقاعد بالملاعب رغم انه يفترض انها جاهزة منذ ديسمبر كانون الاول. واستضاف استاد ساو باولو مباراة قبل أيام لاختبار مدى جاهزيته لكنه استخدم نحو نصف المقاعد فقط ونحو ربع المدرجات رغم ان بعضها لم يخضع بعد لاختبارات السلامة. ولا تزال اماكن وصول وخروج المسافرين في مطار بيلو هوريزونتي مغلقة بسبب التجهيزات. ويختلط في بعض المناطق المسافرون بعمال الانشاءات ذوي السترات البرتقالية. وفي ماناوس يشتكي الركاب من انتشار الغبار بسبب اعمال التوسعة الجارية في المطار بينما لا تزال اعمال البناء جارية في الخارج لتجهيز منطقة مخصصة لانتظار السيارات. وحتى في المطارات الجديدة التي ازيل عنها الغبار قد لا تفتتح فيها صالات الركاب المخصصة للبطولة نظرا لتأخر تسليمها وضيق الوقت امام اخضاعها للفحص. وسلمت صالة الركاب الثانية من بين صالتين جديدتين لكأس العالم في العاصمة برازيليا في الشهر الماضي لكن الجهات التنظيمية لم تجيز بعد ضمها للخدمة. ودخل مطار جديد غربي ناتال الخدمة على المستوى الدولي امس الثلاثاء فقط. ويمثل الوصول والخروج من بعض المطارات أزمة مرور في الوقت الحالي نظرا لأن المشروعات التي تهدف لتسهيل الوصول من المطارات إلى وسط المدينة باتت هي الان سبب الزحام. وأصبحت كوريتيبا الواقعة على بعد 16 كيلومترا من الطريق المؤدية للمطار موقعا للانشاءات ليضيق الطريق ذو الاربع حارات الى حارة واحدة تقريبا وتزيد مدة السير عليه التي تستغرق في العادة نحو 30 دقيقة الى الضعف او ربما ثلاثة اضعاف. ولن يدخل مشروع للسكك الحديد في كويبا كان مخصصا في الاصل لكأس العالم الخدمة هذا العام لكن لا يزال المئات من العمال ينتشرون بالموقع حيث تمتد السكك الحديدية خارج المطار. وتستغرق القيادة من هناك الى قلب المدينة ما يصل الى ساعتين في الوقت الراهن. وافتتحت روسيف العازمة على إبراز مظاهر النجاح سلسلة من المشروعات العامة الكبيرة رغم استمرار اعمال البناء في كثير منها. واحتفلت روسيف يوم الاحد بافتتاح ممر للحافلات عبر ريو دي جانيرو تكلف 700 مليون دولار ويمتد من المطار في الطرف الشمالي من المدينة إلى المنطقة الشاطئية المزدهرة في الجنوب. ولم يفتتح سوى نصف المحطات ومن المنتظر إعداد اثنتين من جملة سبعة خطوط حافلات في الوقت المطلوب لخدمة كأس العالم. وفي صالة الركاب الموسعة بالمطار التي زارتها روسيف في وقت سابق غطى العمال مواقع العمل برقائق من الأخشاب. وقللت روسيف من شأن الربط بين المشروعات والاستعدادات لكأس العالم مؤكدة انها استثمارات طويلة الاجل. وقالت روسيف لا نقيم مطارات او مشروعات بهذا الحجم من اجل كأس العالم. نحن نشيدها من اجل البرازيليين. ولا يقدم ما تبقى من الوقت على انطلاق البطولة الكثير لبرامج النقل الكبيرة ومنها قطارات انفاق سالفادور الذي تأخل لسنوات رغم انطلاق اعمال تشييده في عام 2000. وعلقت الاختبارات على مدى جاهزية الخط الذي طال انتظاره بعد وفاة أحد العمال ومن المقرر الآن بدء الخدمة في 11 يونيو حزيران عشية المباراة الافتتاحية لكأس العالم.  رابط الخبر بصحيفة الوئام: البرازيل تسابق الزمن استعدادا لكأس العالم

مشاركة :