واصلت افتتاحيات الصحف السعودية وكتاب الرأي بها، الحديث عن الأسباب والمبررات التي دفعت عدة دول خليجية وعربية إلى تبني قرار جريء بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مؤكدة أن الأمن القومي لدول التعاون، فرادى ومجتمعات، يحتل أولوية قصوى على ما عداه، وأنه لا يمكن السكوت أكثر من ذلك على ممارسات ضربت بعرض الحائط وشائج الأخوة والتاريخ التي تجمع شعوب دول الخليج ببعضها. وقالت إن الأمل يحدوها كي تعود قطر إلى رشدها ويتخلى أميرها الشاب عما أسمته مراكز القوى غير الوطنية التي أمسكت بناصية القرار القطري، وحادت به عن جادة الصواب خدمة لمصالحها الهامشية الضيقة التي لا تضع الشعوب في اعتبارها ولا سيادات الدول وحدود كياناتها في حسبانها، وذلك في إشارة إلى جماعات وتنظيمات وأحزاب وأفكار أيدولوجية كانت وما زالت تحكم السياسة الخارجية القطرية وسلوكياتها إزاء الدول المجاورة. من جانبها، تساءلت صحيفة اليوم في كلمتها: هل تعود قطر إلى رشدها، مشيرة إلى أن الممارسات القطرية الموغلة في الخطأ والمؤدية إلى خدش استقرار دول المنطقة بتأييدها إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية الأخرى أثارت موجة من الاستنكار الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وكان لا بد من وقفة حازمة وصارمة في وجه تلك الممارسات الطائشة التي من شأنها الإضرار بمصالح الأمتين العربية والإسلامية ومصالح دول الخليج العربي العليا. وكتبت صحيفة الرياض أن السياسة القطرية لم تدرك عواقب ما تمارسه من عبث في المنطقة ولم تع خطورة المرحلة التي تعيشها المنطقة وحجم التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل صوب ولم تفق بعد من غفلتها لتدرك خطورة الأطماع الإيرانية التي تتربص بالمنطقة ككل. ورأى محمد أبا الخيل بصحيفة الجزيرة أن الوضع الذي بات يطبق على دور أمير قطر يحتم عليه أن ينتفض ويقضى على تأثير مراكز القوى ببلاده، أو أن يستنصر بالجيران لتحقيق ذلك، أو أن ينقاد لتلك القوى ويستسلم لها والتي ستقود قطر لحال لا تسر القطريين ولا أشقاءهم وبالتالي تحتم قيام عقلاء أسرة آل ثاني بتغيير قيادي في الدولة. وأوضح هاني الظاهري بصحيفة عكاظ كيف قبل المواطن القطري بأن تتحول بلاده من دولة خليجية يفخر بها أشقاؤها إلى قاتل مأجور ملطخ اليدين بدماء الأبرياء. وقال موجها خطابه لأخيه القطري إن الوقت قد حان ليقول كلمته ويستعيد قراره، ويأخذ على يد حكومته الضالة. وأشار رمضان جريدي العنزي بصحيفة الجزيرة إلى أن قناة الجزيرة أنكشف ستارها، وستار من يديرها، وبانت خفاياها وعيوبها ورداءة توجهها، وتساءل هل ستخبرنا بأنها كانت جزءًا من عبثيين تصدروا المشهد العبثي وحاولوا أن يخطفوا منا حلمنا وطموحنا ومستقبلنا؟. وذكر سعد الحميدين بصحيفة الرياض أن قطع العلاقات مع قطر هو أول الإجراءات الحازمة أمام المواقف المتدثرة بالخداع وأنه سيكون القادم أشد إذا لم تعمل حكومة الدوحة على العودة للحق والإجماع مع الأشقاء. وأشار خالد بن فيحان الزعتر بصحيفة الجزيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذت تجاه قطر من عزل وإغلاق ستؤدي بالضرورة إلى تحرك داخلي وقد نشهد سيناريوهات ربما لا تختلف كثيراً عن سيناريوهات التسعينات عندما قام أمير قطر السابق بتنفيذ انقلاب على والده وعزله عن الحكم. وذكرت عزيزة المانع بصحيفة عكاظ أن الأزمة التي تمر بها بعض دول الخليج لا علاقة لها بالشعوب، ودعت مجلس التعاون والجامعة العربية لاحتواء الشرارة المنطلقة في خليجنا. كما رأت سمر المقرن بصحيفة الجزيرة أن مقاطعة قطر سوف يليه الكثير من التبعات التي لن تتحملها الدوحة حكومة وشعباً. وقال هادي اليامي بصحيفة الوطن إن المطلوب من قطر مراجعة سياساتها، وأن تسعى لضبط الخطاب التصعيدي لأدواتها الإعلامية وفي مقدمتها الجزيرة وغيرها من الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت، حتى تعود بلاد آل ثاني كما كانت سابقا، دوحة للعرب، تجمع ولا تفرق. وتساءل جاسر عبدالعزيز الجاسر بصحيفة الجزيرة ما الذي يجعل قناة الجزيرة تروّج لأقوال عناصر من الحشد الشيعي تهدد المملكة السعودية، مؤكدا أن أرض السعودية المقدسة قادرة على أن تلفظ وتحرق بنيران وطنية أبنائها ورجالها كلَّ من تسول له العبث بأمنها. ورأى محمد الوعيل بصحيفة الرياض أن صانع القرار القطري لم يعمل أي حساب لما قد يرتدّ إليه من تداعيات جرّاء تهوره، وأن الآمال تكمن في إمكانية مراجعة شاملة لمجمل السياسة القطرية، وأدائها ونافذيها ولاعبيها الممولين، لتعود قطر شعباً إلى حضن أشقائها وأهلها. وذكر د.عبدالعزيز الجار الله بصحيفة الجزيرة أن خطوة السعودية في قطع العلاقات مع قطر انتظرناها في كل أزمة تمر وتنتهي بمصالحة، وأن سياسة الحزم ستجد امتدادها في قطر بإجراءات اقتصادية وإغلاق الحدود لحماية بلادنا من دولة قبلت أن تلعب دور الجسر واللاعب الرخيص وسط صراع قوى بين العرب وإيران التي تصر على تصدير ثورتها. وتساءل طارق الزرعوني بصحيفة عكاظ من المسؤول في قطر؟ وهل ينتظر شعب قطر أن تُحول أرضه إلى معسكر إيراني لتدريب ميليشيات حزب الله الخليج و الحشد الإرهابي؟ لتنطلق كخلايا سرطانية في الجسد الخليجي بأمر ملالي قم وطهران وخادمهم المجرم قاسم سليماني. وقال فهد بن جليد بصحيفة الجزيرة السعودية إن المواطن القطري أذكى لاكتشاف الحقيقة، وبات واضحاً أن الدوحة هي المسؤولة عن كل ما يحدث وسيحدث له من أضرار، لأن قرارها لم يعد حراً ومُستقلاً، بل هو محكوم بتوجهات وأفكار مندسين وظلاميين لا يريدون لشعب قطر الأمن. وبيَّن علي سعد الموسى بصحيفة الوطن موجها حديثه للكاتب القطري عبدالله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية أن الحياد الذي تحدث عنه وعن رزانة وثقل الإعلام القطري والتزامه الصمت غير جدير بالتصديق. ورأى عبدالرحمن باوزير بصحيفة عكاظ أن مواقف قطر من البحرين سيئة جدة وأضرت بها، وأنه لم يقتصر الدور القطري الخفي في دعم المجاميع المناهضة لاستقرارها، بل تطور لدعم الجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران والعمل على محاولة إسقاط النظام السياسي هناك. وذكر ياسر الغسلان بصحيفة الوطن أن الحزم الذي أظهرته السعودية في قطع العلاقات مع قطر ليس إلا بداية لسياسة اللون الواحد، فإن كانت قطر تفضل الاصطفاف مع إيران واعتبار نفسها جزءا من قطيعها فهذا شأنها. وكتب محمد سليمان العنقري بصحيفة الجزيرة أن الآثار الناتجة عن قرار قطع العلاقات تشمل ارتفاعا في تكلفة السلع الغذائية وبعض مواد البناء، فقطر تستورد 90 % من احتياجاتها الغذائية من أو عبر دول الخليج، وبذلك سيكون هناك ضغط على عجز الموازنات القطرية، ففي عام 2016 حققت قطر عجزاً لأول مرة منذ 15 عاماً بنحو 45 مليار ريال قطري، ويتوقع أن يستمر لهذا العام لنحو 30 مليار رغم تقليص النفقات. وأشار إلى ارتفاع تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية وتقلص عدد رحلات الخطوط القطرية وفقدان ركاب السوق السعودي وتغيير مسار الرحلات مما سيرفع التكلفة ويؤثر على حجم التشغيل، فضلا عن تأثر حركة السفن والبواخر القطرية.
مشاركة :