10 أسباب تدعو للتفاؤل في جدة

  • 6/5/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بالتأكيد جدة ليست مدينة عادية تمر على الزمان أو المكان مروراً بلا أثر، بل هي من تلك المدن الفارهة والفارقة التي تنضح جمالاً وبهاء كلما أطلقت الفرحَ بها وتفانيت في العناية والاهتمام بتفاصيلها. هي من المدن «الأم» في العالم، وهي قليل، تلك المدن التي تُعطي وتهب ساكنيها أكثر مما يعطوها. قد تغفو قليلاً، لكنها سرعان ما تنهض وكأن وهن السنين الذي أصابها ليس إلا ساعة أو بضع ساعة. اليوم تطل جدة بعشرة أسباب فارقة تستحق في نظري أن تملأنا تفاؤلاً بجدة الجديدة. أول تلك الأسباب هو قرب افتتاح مطار الملك عبدالعزيز بحلته الجديدة منتصف عام 2015، المطار الذي تراهن جدة عليه؛ ليكون شراعها الممتد، وروحها اليقظة وقلبها المملوء بالناس شرقاً وغرباً، كيف وهو سيكون باستطاعته خدمة40 مليون راكب في العام الواحد في مرحلته الأولى، ليصل إلى 80 مليون عند انتهائه تماماً، وسيعوِّض المسافرين بإمكاناته الهائلة وتفاصيله الرائعة عن أعوام من المعاناة مع المطار القديم، وما صحبه من صعوبات تشغيلية. وثاني المشاريع المنتجة للتفاؤل افتتاح مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية وإستاد «الجوهرة»، الذي أطلق جدة في سماء العالم قبل أسابيع قليلة، كان حدثاً مفاجئاً وبحراً من الفرح غمر جدة كلها. وثالثها إطلاق معرض جدة الدولي للكتاب الذي عاد بمبادرة من محافظ جدة، ولمن لا يعرف أهميته، فإن معرض الكتاب غاب عن جدة أعواماً عدة سيكون هو الرافعة الثقافية التي ستعيد إلى جدة وجهها الحضاري والثقافي المميز، الذي تتكئ وتتباهى به منذ أن سكنت قضاعة هذه المدينة وحتى يومنا هذا. وتأتي مكتبة جدة العامة لتكون رابع تلك الماكينات المنتجة للتفاؤل، بعد أعوام من الانتظار والبناء. هذه المكتبة التي وضع حجر أساسها أمير مكة الأسبق ماجد بن عبدالعزيز -رحمه الله- قبل أعوام، ها هي اليوم تنبت من قلب الجامعة لتطل على جدة بمخطوطاتها وفكرها الوارف، ومداد مؤلفيها، ولتكون جناحاً آخَر مع معرض الكتاب يُحلِّقان بجدة إلى موقعها الثقافي العربي الذي تستحقه. أما قطار الحرمين الشريفين فسيكون خامس الأسباب التي تطلق الفرح، حيث سيمتد من جوار باب السلام في الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة إلى باب السلام في الحرم المكي الشريف، وبمحطتين ضخمتين داخل المطار وحي السليمانية، إضافة إلى محطة أخرى في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، لتصبح جدة خلال عامين هي الخط «الروحي» الحامل لتهليلات وتكبيرات القادمين للأرض المقدسة. أما التفاؤل السادس فسيكون مشروع النقل العام الذي أقر بموازنة تصل إلى 45 بليون ريال، ستشمل المترو والباص البحري، وشبكة من الحافلات العامة داخل المدينة وعلى أطرافها، وهو ما يعني تيسير النقل التي عانت منه جدة طويلاً. ثامن المشاريع هو استكمال مشاريع تجميل وبناء الكورنيش الأوسط والحمرا، وأبحر الشمالية، الذي سيعيد البحر لحضن مدينته بعدما أعطته ظهرها طويلاً، بسبب ما لحق بالكورنيش من تقادم. تاسع مشاريع جدة التي ستعيد إليها ابتسامتها وفولكلورها هو مهرجان جدة التاريخي، الذي استحضر أنفاس الجداويين، وهم يتحركون في أزقة وطرقات حاراتهم، ذاهبين إلى أعمالهم وصيدهم قبل عقود داخل أسوار مدينتهم، وهمسات النساء الشريفات من خلف الرواشين، يتابعن أطفالهن وهم يمرحون بألعابهم وأهازيجهم تحت أشجار النيم والليمون، لقد كان المهرجان بما شهده من فرح مكثف وفعاليات متنوعة وحضور طاغي، دليل آخر على أن الناس تفرح «بالفرح» متى ما كان جميلاً وبهياً. وأخيراً سيكون تقديم ملف جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي في «يونيسكو»، بما له من أهمية لدى سكان جدة هو السبب العاشر للتفاؤل، إذ سيكون مصدر اعتزاز لهم، بأن مدينتهم ستكون من المدن القليلة الخالدة، وأحد معالم التراث الإنساني التي تحتفظ وتفاخر بها الإنسانية. الحياة

مشاركة :