تكاد ليالي رمضان بالكويت ظاهرة استثنائية وحصرية لا تراها في ديار العروبة والإسلام الأخرى، ولعل الكثير من سفراء الدول بالكويت وحتى الأخوة الوافدين الذين يتعاطون التجوال الليلي على الدواوين يكتشفون بالعين المجردة، إن هذه الدواوين هي نتاج مرحلة تاريخية اجتماعية قديمة توارثتها الأجيال المتعاقبة على امتداد سنوات الزمان والمكان التي عاشتها من موقع إلى آخر. فالديوانية خصوصا في ليالي هذا الشهر المبارك هي محطة اجتماعية ومنبر من منابر الرأي وتبادل الأحاديث، يسبقها تبادل التهاني بقدوم شهر القرآن. وهي، أي الدواوين، صورة يحيطها برواز ترى فيه تباين الأعمار والثقافات والرؤى، هذا إذا استثنينا الشاي والقهوة وبقية بضاعة الزبائن، من العصائر والبخور، ختاماً بالغبقة الرمضانية إيذانا بإعلان الطوارئ استعداداً لانطلاقة لحظة الإمساك. يقول بعض الأخوة من ديار التعاون الخليجي إنهم حاولوا إيجاد دواوين في بلادهم لكنهم لم يكملوا المشوار، بعد أن رأوا أن المشهد الاجتماعي في دواوين الكويت لم يتحقق لديهم. فكانت النتيجة المتوقعة إغلاق تلك الدواوين بالشمع الأحمر، بعد أن افتقدت الرواد الذين لم يألفوا تلك الدواوين ولم يعتادوا عليها، في الوقت الذي نجحت فيه بالكويت وصار لها شأن كبير في المحيط الاجتماعي، ولذا فإنك من النادر جداً أن تسمع أي مواطن يقول لك لا أذهب إلى الديوانية. * * *• نغزة: نصيحة خاصة للعديد من رواد الدواوين التي تكثر فيها الحلويات بكل أصنافها، عليهم بعد العيد بإذن الرحمن قياس السكر، خصوصا لأولئك الذين لا يملكون المقاومة أمام أصناف حلويات الديوانية.. طال عمرك. يوسف الشهاب
مشاركة :