سيول - أ ف ب - تخوض فنزويلا اليوم الخميس تجربتها الأولى في نصف نهائي كأس العالم للشباب لكرة القدم (دون 20 عاماً) في كوريا الجنوبية، عندما تلتقي الأوروغواي، فيما تتطلع إنكلترا إلى الثأر من إيطاليا التي أخرجتها من الدور نصف النهائي لبطولة أوروبا تحت 19 عاماً العام الماضي.وستجمع المباراة النهائية الاحد المقبل في سوون، منتخبين احدهما من أوروبا والآخر من أميركا الجنوبية، في تكرار لنهائي النسخ الثلاث الماضية، بينها نسخة 2015 الأخيرة التي أحرزتها صربيا بفوزها على البرازيل 2-1 بعد التمديد.في سوون تجمع المباراة الاولى من نصف النهائي منتخبي إيطاليا القوي تكتيكياً ومنتخب إنكلترا الطامح إلى الثأر.وقال لاعب وسط إيفرتون اديمولا لوكمان: «أعتقد ان إيطاليا الأكثر ترجيحاً، بعدما خسرنا امامها في نصف نهائي بطولة اوروبا ( تحت 19 عاما) 1-2. وكان صعباً علينا تقبل تلك الخسارة».ويتميز المنتخب الإنكليزي بلاعبين مهاريين بينهم لوكمان والمهاجم دومينيك سولانك.وتخطت إنكلترا كوستاريكا 2-1 في دور الـ 16 ثم المكسيك 1-صفر في ربع النهائي.في حين تبدو التشكيلة الإيطالية متماسكة وتعوّل على القوة في دفاعها وعلى سرعة التحرك عبر الأجنحة، وارسال الكرات الطويلة الى المهاجمين ريكاردو اورسوليني واندريا فافيلي.ويضم المنتخب ايضا صاحب التسديدات المميزة بقدمه اليسرى فيديريكو ديماركو، الذي قدم الكثير أمام زامبيا في ربع النهائي، بتسجيله هدف التعادل 2-2 من ضربة حرة، ليفرض بعدها وقتاً إضافياً فاز فيه منتخب بلاده 3-2.وتوقع المدرب الإيطالي البريغو ايفاني مباراة صعبة أمام إنكلترا، ومماثلة لتلك التي خاضها المنتخب امام فرنسا في ثمن النهائي.وقال إن لاعبي إنكلترا: «يملكون مهارات فنية، وقد تحسنوا على الصعيد التكتيكي».وكانت إيطاليا أقصت فرنسا احد المرشحين للقب في دور الثمانية 2-1.وفي دايجون، تلتقي الاوروغواي مع فنزويلا.ومنذ بداية البطولة، اعتبرت الاوروغواي أحد المنتخبات المرشحة، وتتطلع التشكيلة التي يقودها لاعب الوسط رودريغو بنتانكور الذي انتقل أخيراً إلى يوفنتوس الإيطالي، إلى محو خيبة لازمت المنتخب في تاريخ البطولة، بعدما حلّ وصيفاً في 1997 و2013.وتسعى الأوروغواي إلى تخطي فنزويلا، الأمر الذي لا يبدو سهلاً أمام منتخب يتميز بقوة دفاعه، إذ لم تهتز شباكه إلا مرة واحدة في 5 مباريات.ويعتمد المنتخب على لاعبين تقنيين في طليعتهم أدالبرتو بيناراندا.إلا ان المنتخب الفنزويلي يعاني من إرهاق لاعبيه، بعد خوضهم وقتين إضافيين في الدور ثمن النهائي أمام اليابان (1-صفر)، وربع النهائي أمام الولايات المتحدة (2-1).وفي تاريخ الكرة الفنزويلية، سبق لمنتخب السيدات تحت 17 عاماً بلوغ الدور النهائي لبطولة العالم.في المقابل، خسر منتخب الأوروغواي ركلات الترجيح في المباراة امام البرتغال في ربع النهائي (5-4 بعد تعادلهما 2-2)، وقد تألق حارس المرمى سانتياغو ميلي في صد 3 ركلات ترجيح. كما يعوّل المنتخب على رودريغو امارال الذي يتقن تسديد الكرات الثابتة.وقال المدافع الفنزويلي رونالد هرنانديز: «نعرف بعضناً جيداً، تواجهنا عدة مرات في الآونة الأخيرة، دائما ما تابعناهم يلعبون، ستكون مباراة على طريقة أميركا الجنوبية. ليس هناك سيناريو أفضل في الدور قبل النهائي لكأس العالم».الجدير بالذكر أن بطولة كأس العالم للشباب (دون 20 عاما) المقامة في كوريا الجنوبية حتى 11 يونيو، تشكل فرصة ملائمة للكشافين العاملين بصمت، بحثاً عن المواهب الشابة لاقتناصها الى الأندية الكبيرة.ويحضر هؤلاء في ملاعب البطولة ومدرجاتها، حيث يراقبون الأداء والمواهب الناشئة، الا ان عملهم الأبرز يتركز في الأروقة والقاعات المكيفة للفنادق التي تنزل فيها المنتخبات الوطنية، كحال فندق «شيلا ستاي» الذي أقام فيه المنتخب الفرنسي خلال الدور الأول.وفي قاعات الفندق، يتبادل فرنسيان في العقد السادس من العمر الحديث، وهما يستعدان للمغادرة لمتابعة مباراة جديدة في مونديال الشباب. يؤكد أحدهما أنه مرسل من قبل نادي باريس سان جرمان، أما الثاني فمبعوث من قبل نادي مرسيليا.وعلى رغم التنافس بين الناديين، يقول الرجلان انهما «يتفقان بشكل جيد»، قبل ان يشرعا في رواية بعض تفاصيل عملهما «المتخفي».ويشدد الرجلان على أنهما شاهدا في البطولة الحالية، «لاعبين جيدين»، إلا انهما لم يلحظا أي «لاعب كبير» قد يسطع نجمه على الساحة العالمية خلال أعوام.ويستعيد الكشافان مونديال الشباب الذي أقيم عام 2005 في هولندا، وسطع فيه نجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على مرأى من الجميع.أما في البطولة الحالية، فغابت مواهب أوروبية شابة، كالفرنسي الصاعد كيليان مبابي (18 عاما) لاعب موناكو، والألماني كاي هافرتز (17 عاما) لاعب باير ليفركوزن.وبحسب متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، أرسل: «أكثر من 50 نادياً أو اتحاداً ممثلين الى بطولة العالم للشباب دون 20 عاما في كوريا الجنوبية»، وأن: «غالبيتهم من البطولات الأوروبية الكبرى».ويضيف: «في كل نسخة من هذه البطولة، يزداد عدد الكشافين. هذا يظهر ان البطولة تسلط الضوء على المواهب الشابة وتلك الواعدة التي سبق لها ان أظهرت مواهبها، والمستعدين لاثبات قدرتهم على خوض المنافسات على الساحة العالمية».
مشاركة :