قطر تُجري محادثات مع تركيا وإيران لتوفير الغذاء والإمارات تلوّح باتخاذ إجراءات جديدة - خارجيات

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - تتوالى الدعوات لتهدئة الأزمة الديبلوماسية المتصاعدة بين قطر ودول عربية، وسط مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج بالحفاظ على «الوحدة».وفي حين لم تظهر في الساعات القليلة الماضية أي بوادر حيال إمكانية تحقيق اختراق في جدار الأزمة، تجري قطر محادثات مع إيران وتركيا لتأمين إمدادات الغذاء والماء، في حين لوّحت الإمارات باتخاذ مزيد من الإجراءات وأكدت السعودية ضرورة تغيير الدوحة سياساتها.الغذاء والماءوكشف مسؤول حكومي قطري لوكالة «رويترز»، أمس، أن بلاده تجري محادثات مع إيران وتركيا لتدبير إمدادات الغذاء والماء وسط مخاوف من نقص محتمل، بعد يومين من قيام أكبر مزوديها، الإمارات العربية المتحدة والسعودية،بقطع العلاقات التجارية والديبلوماسية معها.وقال المسؤول الذي تحدث مشترطاً عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر «نجري محادثات مع تركيا وإيران ودول أخرى» مضيفاً أن الخطوط الجوية القطرية ستتولى نقل الإمدادات.وأوضح أن معروض الحبوب بالسوق القطرية يكفي لأربعة أسابيع وأن لدى الحكومة احتياطيات غذائية استراتيجة ضخمة في الدوحة.قرقاشفي غضون ذلك، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، إن احتمال فرض مزيد من الإجراءات العقابية على قطر بما في ذلك فرض قيود جديدة على المعاملات التجارية لا يزال خياراً مطروحاً.وأعرب قرقاش، في مقابلة مع وكالة «رويترز» عن أمله في أن تهدأ الأوضاع وأن تسود الحكمة وألا تسير الأمور باتجاه فرض قيود جديدة.وفي تصريحات إلى شبكة «سي ان ان»، أكد قرقاش أن قطع العلاقات مع قطر ليس وليد اللحظة، مضيفاً «ان ما قاد الدول التي قاطعت قطر هو عبارة عن تراكم من السياسات القطرية في المنطقة، التي ساهمت في تقويض أمن المنطقة واستقرارها، ولعبت دوراً في تأجيج التطرف ودعم بعض الجماعات الإرهابية».وأوضح أن «العديد من الخطوات التي تم اتخاذها، هدفها الأول هو إرسال رسالة واضحة للقيادة القطرية بأن تصرفاتها السابقة غير مقبولة، وأن لها تكلفة، ولها ثمن، ولابد من إعادة النظر لتوجه السياسة القطرية في المنطقة».واضاف «من الصعب أن يكون لك جار شريك بالتكتل السياسي والاقتصادي، ولكنه يحاول أن يقوض الأمن والاستقرار في بلدك ومنطقتك».ورفض القبول بأن المقاطعة التي حدثت أتت رداً على استقلال القرار القطري، وقال إن هناك العديد من القرارات المستقلة ضمن مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فإن استقلال قرار قطر لم يكن له أي تأثير، ولكن التأجيج الذي مارسته قطر وتقويض الأمن من دولة جارة وشقيقة هو أمر غير مقبول.وأكد أن محاولة قطر تقويض الأمن والاستقرار بالمنطقة هو «أمر من الصعب التعايش معه، وتعايشنا معه فعلاً ولكن حبل الصبر قد نفد».الجبيرمن جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريحات ليل أول من أمس من باريس، أن اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر جاء بسبب عدم التزامها بالاتفاقات المبرمة منذ سنوات عدة بشأن عدم دعم الجماعات الإرهابية وعدم التحريض على الدول، وكذلك عدم دعم وسائل الإعلام العدائية وعدم المساس باستقرار مختلف دول المنطقة.وقال الجبير في تصريح خلال لقاء غير مصور بالصحافيين في باريس، إن إصدار القرار نتج من تراكمات للأحداث، ليس فقط من موقف أو تصرف واحد، وإنه تم النظر في مواقف قطر كاملة وليس جزءاً منها.وأشار إلى أن قطر تدعم وسائل الإعلام المحرضة والمعادية، لافتا إلى أن الدول المقاطعة لقطر لا تنوي أن تضر بها أو بالمواطنين القطريين، «فهي جارة لنا وعضو في مجلس دول التعاون الخليجي، ولكن يجب على قطر أن تختار ما إذا كانت ستتخذ اتجاهنا أو الاتجاه الآخر».وإذ رأى أن سياسات قطر تضر بدول المنطقة وبالأخص دول مجلس التعاون، قال الجبير «طفح الكيل وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل (حماس) و(الإخوان المسلمين)».وأوضح ان الدوحة «تدعم (حماس) التي تقوض السلطة الفلسطينية ويقيم قادتها في قطر»، اضافة الى جماعة «الاخوان المسلمين التي تعتبرها دول عدة منظمة ارهابية» ، مضيفاً «هناك إجراءات عدة يمكن اتخاذها وهم يعلمونها».واعتبر أن الأضرار التي ستنتج عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها بعض الدول العربية ضد قطر كفيلة بأن تقنعها بتغيير سياساتها بما في ذلك في ما يتعلق بالجماعات المتطرفة، و«نعتقد أن العقل والمنطق سيقنعان قطر باتخاذ الخطوات الصحيحة».وأضاف «القرارات التي تم اتخاذها كانت قوية للغاية وسيكون لها تكلفة كبيرة جداً على قطر ونعتقد أن القطريين لا يرغبون في تحمل تلك التكلفة».وسُئل الجبير عن نوايا السعودية وما اذا كانت تسعى الى تغيير النظام في قطر، فنفى ذلك وقال «نريد ان يفي القطريون بالالتزامات التي اعلنوها» في الماضي حيال دول الخليج الاخرى.وعندما سئل هل سيتم اتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم تغير الدوحة مسارها، قال الجبير «لا أتمنى ذلك».وحذر من أن إيران «وهي دولة معادية ستحاول استغلال الوضع (...) لكن هذا سيصعد الوضع بالنسبة الى قطر».وبشأن سياسات طهران، قال الجبير إنها الداعم الأول للإرهاب في العالم كما أنها تتدخل بشؤون الدول المجاورة لها وتدعم الجماعات المتطرفة، فضلا عن استضافتها قادة من تنظيم «القاعدة» وقيادات من مجموعات إرهابية أخرى، مؤكدا في الوقت ذاته أن أفكار النظام الإيراني السياسية مرفوضة تماماً.وذكر أن النظام الإيراني وعلى مدى 37 عاماً هاجم أكثر من 12 سفارة، لافتا إلى أن إيران تعد الأولى في انتاج العبوات الناسفة والمتفجرات التي قتلت الآلاف، وأنها صنعت أكثر من 90 في المئة من المتفجرات ونظامها وزعها على الجماعات الإرهابية.واعتبر الجبير أن ما تختلقه إيران من أحداث يشكل خطرا جسيما على المنطقة وأمنها، محملاً إياها مسؤولية الأحداث في المنطقة ونتائجها، كما لفت إلى أن إيران تتآمر لاغتيال الديبلوماسيين وتنتهك القانون الدولي بصورة بشعة.وطالب إيران باحترام القانون الدولي لتكون دولة طبيعية، مشدداً على ضرورة معاقبها على تدخلاتها في شؤون المنطقة ودعمها الجماعات المتطرفة والإرهابية.وجاءت تصريحات الجبير خلال زيارة إلى باريس، أول من أمس، حيث أجرى محادثات ثنائية مع وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان في مقر الخارجية الفرنسية.وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دول الخليج الى «الوحدة» مبدياً استعداده لدعم «كل المبادرات لتسهيل التهدئة»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعدما أجرى اتصالاً أيضاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.كما أجرى ماكرون اتصالاً بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعرب فيه عن انزعاجه من تصاعد التوتر في المنطقة، مشيراً إلى أن فرنسا «لن تتهاون» في محاربة الإرهاب.ترامب يُهدّئوفي السياق نفسه، دعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء اول من امس، دول مجلس التعاون الخليجي الى «الوحدة».وذكر البيت الأبيض في بيان ان الرئيس الاميركي والعاهل السعودي «ناقشا الاهداف الحاسمة لمنع تمويل المنظمات الارهابية والقضاء على نشر التطرف من جانب اي بلد في المنطقة».واضاف البيان ان ترامب «أكد ان وحدة مجلس التعاون الخليجي أساسية لهزيمة الارهاب وارساء الاستقرار في المنطقة».وأتت هذه المكالمة الهاتفية وما تضمنته تصريحات ترامب خلالها من دعوات للتهدئة بعد ساعات على التغريدات التي نشرها الرئيس الاميركي وصب فيها الزيت على نار الأزمة المشتعلة في الخليج بتأييده الاجراءات التي اتخذتها الرياض وعدد من حلفائها ضد قطر.وطرحت تصريحات ترامب هذه أسئلة بشأن مستقبل قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تضم نحو عشرة آلاف جندي اميركي وتعتبر المنطلق الرئيسي للضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق.من جهتها، سارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للإشادة مجدداً بقطر لاستضافتها القوات الأميركية و«التزامها الدائم بالأمن الإقليمي».وذكر ناطق باسم «البنتاغون» أن وزير الدفاع جيمس ماتيس تحدث هاتفياً مع نظيره القطري، لكنه لم يكشف عن تفاصيل المحادثة.إلى ذلك، أبلغت وزيرة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون لجنة في مجلس الشيوخ أنها ليست قلقة بشأن قاعدة العديد في قطر، مشيرة إلى أنه لا يوجد تهديد بنقلها وأن العمليات الأميركية مستمرة من دون انقطاع.

مشاركة :