تتجه لندن بخطى ثابتة صوب الاستحقاق البرلماني الحاسم اليوم الخميس الذي يرسم سياسة بريطانيا لخمس سنوات مقبلة مع انتخاب برلمان جديد، وتواصل في الوقت نفسه التحقيق في ملابسات الهجوم الإرهابي على جسرها ليل السبت الأحد والذي أوقع سبعة قتلى، ولم تردد رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي في تأكيد أنها ستمزق قوانين حقوق الإنسان في بلادها من أجل محاربة الإرهاب. ملف الأمن وقد هيمن ملف الأمن على الأيام الأخيرة في حملة الانتخابات البريطانية العامة، بعد الهجومين الإرهابيين في لندن ومانشستر. وانتقدت الأحزاب المنافسة الأخرى حزب المحافظين بسبب التخفيضات التي أجراها في جهاز الشرطة. وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أنها ستغيّر قوانين حقوق الإنسان إذا كانت «تعترض طريق» التعامل مع المشتبه في كونهم إرهابيين. وقالت ماي إنها ستمزق قوانين حقوق الإنسان في بلادها من أجل محاربة الإرهاب. إنها ستسهل عملية ترحيل الإرهابيين الأجانب المشتبه بهم و«تقيد حرية وتحركات» أولئك الذين يشكلون تهديداً، وخصوصاً ممن يشتبه بأنهم متشددون، ولا تتوفر أدلة كافية لمحاكمتهم. وأضافت ماي في آخر خطاب لها في منطقة سلاو ضمن حملة الانتخابات التشريعية المبكرة: «في الوقت الذي نرى فيه التهديد يتغير ليصبح تهديداً أكثر تعقيداً، نحن بحاجة للتأكد من أن أجهزة الشرطة والأمن والاستخبارات لديها ما يكفي من الصلاحيات». وأضافت: «إذا انتخبت رئيساً للوزراء يوم الخميس، فإن العمل بذلك سيبدأ يوم الجمعة». توقعات بفوز ماي وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي فوز ماي بغالبية الأصوات. لكن إذا لم تستطع ماي تأمين الاثني عشر مقعدا التي فاز بها سلفها ديفيد كاميرون عام 2015 ستكون قد خسرت مقامرتها الانتخابية وستضعف سلطتها سواء داخل حزب المحافظين أو خلال المحادثات مع باقي زعماء الاتحاد الأوروبي. وعندما أذهلت ماي خصومها السياسيين وأسواق المال بدعوتها لانتخابات مبكرة، أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أنها ربما تحقق فوزا كاسحا يشبه ذلك الذي حصلت عليه مارغريت تاتشر عام 1983 بأغلبية بلغت 144 مقعدا. لكن نتائج استطلاعات الرأي أظهرت تقلص شعبيتها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وأظهرت أحدث استطلاعات أن حزبها متقدم بما يتراوح بين نقطة واحدة و12 نقطة مئوية. وأشار أحد التقديرات إلى فوزها بغالبية 64 مقعدا. وقاد جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض حملة قوية، حيث هاجم المحافظين بشدة على خلفية مسألة الأمن منتقدا قرارا أخذته ماي عندما كانت وزيرة للداخلية بخفض عدد أفراد الشرطة. ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا، تقول فيه إن ثلاثة أرباع الناخـــبين البريطانيين يتفقون مع كوربين، بأن السياسة الخارجية البريطانية تسهم في خطر الإرهاب، بحسب استطلاع رأي. ويشير الاستطلاع بأن 75 في المئة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن الهجمات ضد بريطانيا أكثر احتمالا بسبب تورطها في حروبخارجية.
مشاركة :