بات الحصول على مزيد من أحجام النطاق الترددي أداة مهمة لتوسيع دائرة المنافسة في قطاع الاتصالات السعودي، وهو الأمر الذي يمكّن الشركات المحلية بالتالي من زيادة مستوى الخدمات التي تقدمها لعملائها، بجودة أفضل، وبحجم أكبر.وتعمل السعودية بشكل ملحوظ على دعم المناخ التنافسي في قطاع الاتصالات، فيما يمثل الأمر السامي الكريم الذي يقضي بتمديد رخص الشركات، ومنحها الرخصة الموحدة لتقديم خدمات الاتصالات كافة، وقودا حقيقيا نحو منح الشركات مزيدا من القدرات التنافسية، التي تتيح لها تقديم خدمات أفضل في السوق المحلية.وعقب مزاد أجرته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، أعلنت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية «زين» عن حصولها يوم أمس، على 10 ميغاهيرتز من النطاق الترددي 1800 ميغاهيرتز، بتكلفة إجمالية بلغت 844 مليون ريال (225 مليون دولار).وبحسب بيان صحافي نشر على موقع السوق المالية السعودية «تداول»، ستدفع «زين السعودية» هذا المبلغ كدفعات سنوية، على أن يكون سداد أول دفعة بنسبة 30 في المائة بمبلغ وقدره 253 مليون ريال (67.4 مليون دولار) خلال 2017، وباقي المبلغ كدفعات سنوية بنسبة 7 في المائة على مدى 10 سنوات.وفي السياق ذاته، قالت «زين السعودية»: «جاء هذا الاستحواذ على الطيف الترددي، بعد اختتام مزاد أجرته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، فيما أصبح إجمالي الطيف الترددي بعد هذا الاستحواذ في النطاق 1800 ميغاهيرتز للشركة يضم 20 ميغاهيرتز»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها تمتلك ترددات إضافية في نطاق 900 ميغاهيرتز ونطاق 2100 ميغاهيرتز.ويعتبر الطيف الترددي أحد أهم الأصول لمشغلي شبكات الهواتف المتنقلة بالنظر إلى ما تشهده المملكة العربية السعودية من ارتفاع الطلب على خدمات البيانات ذات السرعة العالية، كما أن تدشين مزيد من الطيف الترددي يمكن شركات الاتصالات من تقديم خدمات أفضل، وإثراء تجربة المشتركين.ومن المتوقع أن يزيد الطيف الترددي الجديد من قدرة شبكة الجيل الرابع لشركة «زين السعودية» بنسبة 50 في المائة، مما يمنح مشتركي الشركة ما يصل إلى 80 في المائة زيادة في سرعة التحميل وتقليص الازدحام على الشبكة، دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة في البنية التحتية.وأكدت «زين السعودية» في بيانها الصحافي المنشور على موقع السوق المالية السعودية «تداول» يوم أمس، أن هذه الخطوة ستحسن جودة الخدمة وتعزز تجربة المشتركين، دون الحاجة إلى تغيير أي إعدادات على هواتفهم اللاسلكية للأجهزة اللوحية وأجهزة الراوتر، متوقعة أن يترتب على هذه الخطوة في الوقت ذاته آثار إيجابية على أدائها.من جهة أخرى، أغلق قطاع الاتصالات في سوق الأسهم السعودية يوم أمس الأربعاء على ارتفاع جديد بلغت نسبته نحو 0.46 في المائة، جاء ذلك وسط مكاسب محدودة حققها مؤشر السوق العام بنحو 13 نقطة، ليغلق بذلك عند مستويات 6946 نقطة.وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلنت فيه شركة «زين السعودية» عن تحقيقها - لأول مرة في تاريخها منذ التأسيس - أرباحا صافية بقيمة 45 مليون ريال (12 مليون دولار) عن فترة الربع الأول من العام الحالي.وبحسب بيان صحافي صادر عن شركة «زين السعودية» في 15 أبريل (نيسان) الماضي، جاءت مؤشرات الأداء الرئيسية لعمليات الشركة عن فترة الربع الأول من عام 2017 مدعومة بالنمو في حجم الإيرادات وتخفيض المصاريف التشغيلية، وذلك بالمقارنة بفترة الربع الأول من العام الماضي 2016.وقادت هذه النتائج «زين السعودية» إلى تحقيق صافي ربح لأول مرة في ربع مالي، مسجلة ربحا يقدر بـ45 مليون ريال (12 مليون دولار) في الربع الأول من عام 2017، مقارنة بخسارة بـ250 مليون ريال (66.6 مليون دولار) خلال الربع الأول من عام 2016، وخسارة بـ135 مليون ريال (36 مليون دولار) في الربع الرابع من عام 2016.وفي تعليقه على النتائج، أوضح الأمير نايف بن سلطان بن محمد، رئيس مجلس إدارة «زين السعودية»، أنه رغم المنافسة العالية في سوق الاتصالات السعودية، والتحديات التي تواجهها الشركات المشغلة، فإن «زين السعودية» قد تمكنت من تسجيل نتائج إيجابية خلال فترة الربع الأول، وتسجيل صافي أرباح خلال ربع مالي لأول مرة.وأضاف الأمير نايف حينها: «الأثر الإيجابي للقرار السامي بتمديد رخصة (زين السعودية) لمدة 15 عاما إضافية، والتركيز المتواصل على تحسين العمليات التشغيلية للشركة، كان لهما دور مهم في تحقيق هذه النتائج».ونوه الأمير نايف بقرار مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بترسية المشروع الأول للنطاق العريض في المناطق النائية على الشركة بعد منافسة شملت كل الشركات المشغلة، موضحا أن هذا المشروع يخدم الأهداف الاستراتيجية لقطاع الاتصالات في «برنامج التحول الوطني 2020»، مؤكدا التزام الشركة بالمشاركة بكل مواردها المالية والبشرية والتقنية للمساهمة في تحقيق أهداف البرنامج.
مشاركة :