«ليالي الصالحية» في تونس تجمع الموسيقى والشعر وعشاق الكتب

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من بناية آيلة للسقوط تسكنها الحشرات والقوارض التي وجدت لها وليمة هائلة من الكتب والمجلدات والوثائق، إلى فضاء ينشر الفكر والمعرفة وتنير جدرانه صنوف الإبداع على مدار السنة. المركز الوطني للإتصال الثقافي في تونس يديره الإعلامي ناجي الخشناوي الذي تمكّن في وقت وجيز وبإمكانات بسيطة من تحويل بناية تنفّر المارّين من قربها إلى فضاء ثقافي بامتياز، تستقبل فيه الكتب عشّاق الفنون. وفضلاً عن دوره في دعم الكتاب وترويجه والاحتفاء به، أسس الخشنــاوي في الفـضاء الذي سكنـه أبـو القــاسم الشابـــي حين كان طالباً، مهرجاناً سماه «مهرجــان ليالي الصالحية» نسبة إلى المدرسة الصالحية التي أُسست عام 1937 وتنسب إلى مؤسّسها الوكيل محمد الصالحي. وجاء في النقيشة التي تعلو بابها «المدرسة الصالحية... الحمد لله... إنّ الوكيل محمد الصالحي أسس هذه المدرسة المباركة المسماة الصالحية لسكنى تلامذة الجامع الأعظم جامع الزيتونة عمّره الله، عام 1937». الليالي التي انطلقت دورتها الثانية أمس وتتواصل الى 17 من الشهر الجاري، تقترح مزيجاً من الايقاعات والألوان الفنية التي تتنوّع بين الجاز والموسيقى التقليدية وتعتبر مناسبة لاكتشاف مبدعين قد لا تسنح فرص للقائهم في فضاءات أو مهرجانات أخرى، خصوصاً أنّ إدارة المركز أوكلت الإشراف الفني على هذه الليالي إلى عازف العود أشرف الشرقي. تسعة عروض في المهرجان تحمل دعوة لحوار الألوان الفنية والأجيال أيضاً، بحيث ستتحاور الآلات وتتنوّع الأصوات ليعانق البدوي الجاز وتغازل أوتار العود الكلمة التي ستكون حاضرة على شفاه المطربين والشعراء أيضاً خلال سهرة شعرية تجمع منصف المزغني والجليدي العويني وهدى الدغاري. وفي سياق التذكّر والتواصل، يكرم عازف العود إحسان العريبي صديقه الزين الصافي من خلال أغنية «بحّارة» تزامناً مع الذكرى الثانية لرحيلهن فضلاً عن عدد من معزوفاته التي ضمّها ألبومه «ريحانة». ويسجل العود حضوره في ختام سهرات «ليالي الصالحية» من خلال عرض المدير الفني للتظاهرة أشرف الشرقي الذي يسعى الى تمازج ثقافي وحوار بين الموسيقى الآلية. فالأستاذ الجامعي المتخصص في آلة العود اختزن تجربة طويلة بين تونس وأوروبا، و «يُحاور العود وفق روح أصيلة تنشد الآخر وتفتح نافذة على الموسيقى الغربية». ومن بين الفقرات الأخرى عرض للفنانين ياسر جرادي ودرة البشير ونجد أبو نوارة ومجموعة «نغم». وعرض «ديسليكسي» الموسيقي للفنان محمود التركي المتوّج في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج الموسيقية صاحبَ أفضل كلمات باللغة العربية. إضافة إلى عرض «ريميكس بروجكت» الذي يمزج بين الجاز وألون من الموسيقى الشرقية، وفيه أغانٍ لإديت بياف وشارل آزنافور وآخرين من نجوم الموسيقى الفرنسية. وفي البرنامج أيضاً عرض PUNIC LIONS لمجموعة تنفتح على العالم وتتجذّر في الوطن والقيم الإنسانية، وتراهن على كاريزما مطربها مهدي بكار فضلاً عن التأثيرات الهندية والجامايكية التي تُضفي على الفرقة رونقاً خاصاً.

مشاركة :