تنوي قوات سوريا الديموقراطية بعد طرد تنظيم داعش من الرقة، “تسليمها الى مجلس مدني وعسكري من أبناء المدينة بكافة مكوناتهم الاجتماعية والعشائرية”، وفق ما قال المتحدث باسمها طلال سلو لوكالة فرانس برس، نافيا “وجود اي حساسية بالنسبة لمشاركة الوحدات الكردية” في معركة الرقة. في منتصف نيسان/ابريل وأثناء تقدمها في اتجاه المدينة، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية إنشاء “مجلس مدني” معني بإدارة شؤون مدينة الرقة وريفها بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية. وأكدت قوات سوريا الديموقراطية ان هذا “المجلس المدني” يتألف من أهالي محافظة الرقة بكل مكوناتهم وبينهم وجهاء عشائر وشخصيات سياسية وثقافية. ويشرح مسؤول العلاقات العامة في المجلس عمر علوش ان المجلس يتضمن “14 هيئة منها العدل والصحة والتربية والشباب والمرأة والخدمات والامن الداخلي، ومهمتها إدارة أمور المناطق المحررة وضمان تقديم خدماتها وحفظ استقرارها”. ولم يجر البحث، وفق علوش، في “مسألة الانضمام لفدرالية الشمال السوري” التي اعلنها الاكراد في آذار/مارس 2016 في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سوريا. ولكن يبقى هذا المجلس “المدني” غير كاف لطمأنة خصوم الاكراد، وبينهم تركيا وحلفاؤها من فصائل المعارضة السورية. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، تنظيما “إرهابيا” وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ عقود. ولذلك يثير دعم واشنطن لقوات سوريا الديموقراطية بشكل عام والاكراد بشكل خاص غضب أنقرة. ويرى الخبير في الجغرافيا والشؤون السورية فابريس بالانش ان “الاكراد يطمحون لسيناريو مشابه لما حصل في منبج”، أحد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية سابقا، والتي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية في آب/اغسطس العام 2016. بعد السيطرة على منبج، تم إنشاء مجلس مدني لإدارة شؤون المدينة، لكن ذلك لم يمنع خصوم الاكراد وخصوصا أنقرة والفصائل المعارضة المدعومة منها، من رفع الصوت عاليا، متهمة قوات سوريا الديموقراطية بالتحكم فعليا بالمدينة. ويقول بالانش “توجد في منبج أقلية كردية يعتمد عليها بقوة حزب الاتحاد الديموقراطي (الذراع السياسية للوحدات الكردية)، ولكن هذا لا ينطبق على الرقة”. ويرى المحلل ان “عشائر الرقة ليست جاهزة للقبول بهيمنة كردية”. ويوافقه الرأي النائب في مجلس الشعب السوري فيصل السيباط، وهو أحد وجهاء قبيلة “الولدة”، واحدة من اهم عشائر الرقة. ويقول السيباط “القوات التي تتقدم باتجاه الرقة لا تحظى بدعم شعبي”، مشيرا الى ان “من شارك في المجلس لا يمثل أبناء العشائر مطلقاً ولا يمثلون الا انفسهم”. طالما اعتبرت دمشق ايضا ان الرقة “أولوية” للجيش السوري، الا ان الاخير لم يتدخل كثيرا في هذه الجبهة. وبشكل عام، يوجد انطباع بوجود تلاقي مصالح بين الاكراد والنظام السوري. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في أحد مؤتمراته الصحافية “نعتقد أن ما يقوم به المواطنون الاكراد في سوريا في محاربة داعش هو أمر مشروع”. ويرى بالانش ان “الجيش السوري لا يريد ان يخسر عناصره لاستعادة الرقة في وقت تتكفل قوات سوريا الديموقراطية بذلك”.
مشاركة :