هل تضحي قطر بقناة “الجزيرة” لإصلاح علاقاتها بدول الخليج؟ بعد ما قطعت خمس دول عربية العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وهي خطوة مثيرة تكشف مدى توتر العلاقات بين قطر وجيرانها، أصبحت شبكة الإعلام المدعومة من الدولة القطرية “ الجزيرة” في صلب الأزمة بين قطر وجيرانها من دول الخليج، خصوصا بعدما فرضت السعودية شروطها من أجل التصالح مع قطر ومن ضمنها *إغلاق قناة الجزيرة*، كما تناولت بعض وسائل الإعلام. ولكن لماذا اشترطت السعودية إغلاق هذه القناة؟ العلاقات بين قطر والسعودية لطالما كانت سيئة، وخاصة في غضون السنوات الماضية ودائما ما كانت قناة الجزيرة القطرية هي السبب وراء هذا التوتر، حيث ترى السعودية ودائما ما رأت أن قناة الجزيرة الداعمة للدبلوماسية القطرية تدعم الاخوان المسلمين والثورات العربية وما يسمى بالربيع العربي. قناة الجزيرة التي أنشأتها الدوحة قبل عقدين من الزمن، والمالكة لحوالي ثمانين مكتبا في أنحاء العالم لعبت دورا رئيسيا عن طريق تأمين التغطية الإعلامية لحركات الربيع العربي ونقل أخبارها وبياناتها. ولكن هل من الخطأ تغطية الثورات العربية؟ رأى المنتقدون أن الإشكالية لا تكمن في تغطية القناة القطرية للثورات العربية ولكنها تنصب حول خطها التحريري “المنحاز للمتطرفين” كما أسماهم النقاد. الموقف المصري* ليست هذه المرة الاولى التي تواجه فيها “الجزيرة” مشكلات في مصر. اشعلت الثورة المصرية فتيل الإشكالية بين البلدين خصوصا بعدما اتهمت القاهرة محطة الجزيرة بدعم جماعة الاخوان المسلمين التي حظرتها السلطات المصرية وصنفتها إرهابية وبالتالي اتهمت القاهرة الدوحة بدعم الرئيس المعزول محمد مرسي وبالتحريض ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق الذي قاد قرار الإطاحة بمرسي في العام 2013 وفي العام نفسه أوقفت السلطات المصرية ثلاثة من الصحافيين العاملين في القناة القطرية بينهم كندي واسترالي، لإدانتهم بنشر “معلومات كاذبة” دعما لأنصار مرسي، ما أثار عاصفة احتجاجات دولية. وأطلق سراح الصحافيين الثلاثة في العام 2015 أي بعد عامين من السجن. وفي 23 كانون الاول/ديسمبر من العام الجاري، أوقفت السلطات المصرية محمود حسين، وهو مصري في الحادية والخمسين من عمره يعمل في مقر الجزيرة في الدوحة، بعد ثلاثة ايام من وصوله الى مصر في زيارة لأسرته. بعد إيقاف بث القناة في مصر، السلطات المصرية تحجب الموقع الإلكتروني الخاص بالقناة في الخامس والعشرين من مايو للعام الجاري، قررت مصر حجب مواقع الكترونية عدة بينها مواقع قطرية او تابعة لجماعة الاخوان المسلمين، إنما أيضا موقع “مدى مصر” المستقل، كما حُجب موقع قناة “الجزيرة” القطرية وعشرين موقعا غيرها لم يكن في الامكان فتحها في مصر منذ مساء الأربعاء. الموقف العراقي وفي نيسان/أبريل 2016، أغلقت السلطات العراقية مكتب الجزيرة في بغداد بتهمة “التحريض على العنف والطائفية“، معتبرة أن الشبكة تركز في تغطيتها على انتقاد الاغلبية الشيعية الحاكمة في البلاد في حين تفرد مساحة كبيرة للجهاديين السنة. وسبق أن واجهت الشبكة مشكلات مع الدول العربية التي كانت تثير استياءها إذ تعتبر تغطيتها متمادية أو منحازة، واعتبرتها واشنطن متحدثة باسم المجموعات المتطرفة، ولا سيما بعدما اعتمدها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن قناة لبث رسائله وبياناته. الموقف الموريتاني اعلنت موريتانيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في حين اعلن الاردن خفض مستوى هذه العلاقات وسحب تراخيص قناة الجزيرة القطرية. الموقف الأردني أعلنت الحكومة الاردنية الثلاثاء انها قررت خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر والغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة الهاشمية. رد الجزيرة من جهتها، نددت قناة الجزيرة في بيان بقرار السلطات السعودية الاثنين اغلاق مكتبها في الرياض معتبرة انه اجراء “غير مبرر”. رد منظمة “مراسلون بلا حدود” أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” الأربعاء قرار السعودية اغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في الرياض، بعد قطع السعودية ودول خليجية أخرى العلاقات مع إمارة قطر. وقالت المنظمة ان الجزيرة كانت “ضحية جانبية للهجمة الدبلوماسية ضد قطر“، وانتقدت قرار الرياض اغلاق مكتب الجزيرة والغاء ترخيصها.
مشاركة :