أطلق مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، برنامجه الوطني لصعوبات التعلم؛ لتوفير نظام تعليمي يزيد من فرص نجاح الطالب، ولإكسابه المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والسلوكية، ومعالجة الاستخدام الخاطئ لعناصر عملية التعليم الأساسية. ويعاني نحو نصف مليون طالب وطالبة من صعوبات التعليم بمختلف مدارس المملكة، ورغم ذلك فإن أقل من 5% فقط تُقدم لهم البرامج والخدمات، بينما البقية يعانون الإهمال، ما يؤثر على تحصيلهم الأكاديمي، ويؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والصعوبة في التواصل الاجتماعي، ويكون عرضة للإصابة باضطرابات نفسية واجتماعية والاكتئاب. ووفقاً للإحصائيات الرسمية فإن المملكة بها أكثر من 28 ألف مدرسة، و1600 معلم فقط مختص بصعوبات التعلم، بينما الاحتياج الفعلي 20 ألف معلم. ويتضمّن البرنامج عدة مكونات، أهمها تطوير أدوات الكشف والتشخيص، من خلال إعداد وتقنين مجموعة من المقاييس التي تُقيم المهارات اللغوية، وتتناسب مع ثقافة ولغة مجتمع المملكة العربية السعودية، بجانب قياس درجة الذكاء وتقييم القدرات الإدراكية. المكون الثاني تطوير استراتيجيات ومواد تدريسية مناسبة لطلاب صعوبات التعلم، خاصة وأنهم يحتاجون إلى أساليب تعليمية تختلف عن الطلاب الآخرين. وسيقوم المعلمون باختيار وتفصيل هذه الاسترتيجيات حسب احتياجات كل طالب، بحيث يكون لكل منهم خطة تعليمية فردية خاصة به. ويعدّ أهم مكونات البرنامج تدريب المعلمين والمختصين، بتزويد المعلمين المختارين بورش عمل لتجهيزهم بالمعلومات والأدوات والاستراتيجيات، التي تمدهم بالقدرة على الاكتشاف، والتعامل مع الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعلم في فصولهم المدرسية، على أن تنظم هذه الورش في المدارس التي يعمل بها المعلمون، وفق منهجية معينة يشرف عليها خبراء أكاديميون في هذا المجال، وأن تكون الأساليب التي سيتم استخدامها في ورش العمل التدريبية تطبيقية أكثر من نظرية، علاوة على ذلك فإن المشاركين لن يتم منحهم شهادة إلا بعد نجاحهم في اختبار تقييمي، وذلك ليتم التأكد من إتقانهم للأساليب والاستراتيجيات الأساسية. يهدف البرنامج إلى تقديم الإرشاد الأسري والتوعية المجتمعية، من خلال تقديم محاضرات موجهة، توعيةً للوالدين وأفراد أسر ذوي صعوبات التعلم، وعموم أفراد المجتمع عن تلك الصعوبات وتبعيات عدم معالجة الطلاب الذين يعانون منها، بالإضافة إلى بعض المعلومات المفيدة في عملية الكشف المبكر عن هذه الفئة المهمة من المجتمع. وتعتبر شركة عبدالرحمن القصبي، الشريك الاستراتيجي لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في البرنامج الوطني لصعوبات التعلم، كما تم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التعليم ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود وجامعة هارفارد، وتم دعمه من مجموعة الشعيبي ومجموعة حمد بن محمد بن سعيد وأبنائه.
مشاركة :