مع دخول كأس العالم بطولته الخامسة التي أقيمت في سويسرا بدأت البطولة تنال حظها الوافر من الاهتمام العالمي .. وبات أمر اللعب في كأس العالم أمرا يهم كل المنتخبات الكروية .. مرحلة الخمسينات الميلادية شهدت ولادة أحد أهم اللاعبين في تاريخ اللعبة .. الملك المتوج بيليه وجد طريقه إلى ارتداء الشعار البرازيلي في سن الـ17 ومازال الأفضل: الدورة الخامسة (سويسرا 1954) صناع الساعات اليدوية الثمينة.. ورجال البنوك والمال.. ومتسلقو الجبال الجليدية.. التفتوا كلهم بانتباه وانبهار.. واحتضنوا البطولة الخامسة في سويسرا. اشترك في البطولة 16 فريقاً من أرجاء الكرة الأرضية كلها هي: أوروجواي ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ إنجلترا ـ أسكتلندا ـ فرنسا ـ النمسا ـ تركيا ـ المجر ـ تشيكوسلوفاكيا ـ إيطاليا ـ يوغسلافيا ـ المكسيك ـ البرازيل ـ كوريا ـ سويسرا. دخلت المجر هذه البطولة وهي المرشحة رقم (1) لطلب اللقب في ظل العطاء المتميز الذي كانت تقدمه، وتحقيقها للبطولة الأولمبية قبل الدورة بمدة بسيطة إضافة إلى النجوم الكبار الذين كانوا يمثلون المنتخب المجري أمثال ناتدرو وهيدجكوتي وبوشكاش وساندور وكوسيس. ولعل ما زاد من ترشيح النقاد لهم فوزهم في عام 1953 على المنتخب الإنجليزي في ويمبلدون وهي الخسارة الأولى للمنتخب الإنجليزي على هذا الملعب ولكن عالم الكرة لا يؤمن بالتقدير بل يؤمن بما يدور داخل المستطيل الأخضر خلال الـ (90) دقيقة ولعل من سوء حظ المجريين أن يلتقوا بالمنتخب الألماني في المباراة النهائية والتي تعتبر من أجمل مباريات كأس العالم استهلها المجريون بهدفين في ألمانيا ولاح في الأفق بزوغ بطل جديد إلا أن الألمان كان لهم رأي آخر فقد قلبوا النتيجة إلى ثلاثة أهداف مقابل هدفين وسط دهشة الجميع.. أما بالنسبة للمركزين الثالث والرابع فقد نجحت النمسا في تحقيق المركز الثالث على حساب الأوروجواي بثلاثة أهداف لهدف.. مع العلم بأن النمسا هي التي كانت المرشحة للعب النهائي ولكنها خسرت أمام ألمانيا التي كسبت اللقب في وقت لم تكن مرشحة فيه للتأهل. أحداث ونتائج: ـ سجل المجري كوســيس (11) هدفا ليحتل المرتبة الأولى في الهدافين بهذه الدورة وجاء في المركز الثاني هوجي من سويسرا برصيد (6) أهداف. ـ أسرع هدف سجل في الدقيقة (2) عن طريق التركي سوات في مرمى ألمانيا. ـ المجر سجلت أعلى نسبة أهداف وبلغت (27) هدفا. ـ بلغ مجموع الأهداف التي سجلت في هذه المسابقة (138) هدفا بمعدل (5.38) هدف في كل مباراة. ـ حضر المباريات (143000) مشجع بمعدل (36270) مشجعا في كل مباراة وكان نصيب النهائي (60.000) مشجع. ـ سُجل في البطولة 138 هدفاً.. وهو رقم ضخم وقياسي، ولم يتحطم حتى 1990.. والفضل في هذا الرقم يرجع للمارد (المجري) الذي سجل وحده 27 هدفاً. الدورة السادسة (السويد 1958) وتعتبر البطولة السادسة هي البداية الحقيقة لانتشار كرة القدم في العالم وأكثرها استقطابا لأنظار المشاهدين في شتى بقاع المعمورة نظرا لأنها، شهدت ولأول مرة نقل المباريات على الهواء مباشرة.. اشتركت في تصفيات هذه البطولة 52 دولة من مختلف أنحاء المعمورة، وصل منها 16 دولة، حلوا ضيوفاً على (السويد) في أكبر تجمع رياضي تشهده ستوكهولم في تاريخها.. وفوق ذلك، فبطولة السويد عام 1958 شهدت أيضا ميلاد أفضل لاعبي كرة القدم على الاطلاق بيليه ابن السابعة عشرة عندها.. وعلى الجانب الآخر أكد الإنجليزي جورج رايونير والذي كان يشرف على فريق البلد المضيف بأن فريقه سيصل إلى المباراة النهائية قبل انطلاق البطولة والواقع أن الجميع أخذ يسخر من هذا القول بما فيهم الجماهير السويدية نفسها استنادا إلى عطاءات المنتخبات الأخرى وقدرات لاعبي المنتخب السويدي إذا ما قورنت بالبرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين والأوروجواي. ولكن توقعات الإنجليزي لم تذهب أدراج الرياح وكان يعي تماما كل كلمة تلفظ بها لسانه وبالفعل نجح في الوصول إلى النهائي عن طريق البوابة الألمانية الصلبة فقد تخلف المنتخب السويدي في البداية بهدف انتهى به الشوط الأول ومضت به (30) دقيقة من الشوط الثاني عندها طرد المدافع الألماني جوسكويك ليأذن بانفراج الأزمة السويدية ليسجلوا ثلاثة أهداف متتالية.. أما الطرف الآخر في النهائي أي البرازيل فقد واجه المنتخب الفرنسي واستطاع أن يتخطاه بخمسة أهـداف مقابل هدفين سجل منها المعجزة الصغير بيليه (3) أهداف في (20) دقيقة فقط. وفي النهائي قال البرازيليون كلمتهم واستطاعوا أن يحققوا بطولة العالم لأول مرة في تاريخهم بخمسة أهداف جميلة مقابل هدفين للمنتخب السويدي الذي تقدم بهدف لجورج رايتور وبعد بست دقائق عادل البرازيل النتيجة عن طريق فافا الذي أتبع هدف التعادل بهدف آخر ويسجل بيليه هدف التأكيد إلا أن المنتخب السويدي لم يستسلم وسجل هدفه الثاني، ولكن زاجالو (مدرب منتخب البرازيل سابقا) سجل الهدف الخامس لمنتخب بلاده لتنتهي المباراة بخمسة أهداف برازيلية مقابل هدفين للسويد. أحداث ونتائج: ـ أقيمت 35 مباراة في هذه البطولة ـ سُجل فيها 126 هدفاً، وكان متوسط الأهداف 3.6 هدف في كل مباراة. ـ كان الفريق (الفرنسي) هو صاحب الكعب العالي بين بقية الفرق من حيث عدد الأهداف المسجلة، فقد سجل وحده 23 هدفاً. ـ أهداف البطولة: الفرنسي (جوست فونتين) سجّل 13 هدفاً، وهو رقم قياسي لم يتحطم حتى وقتنا هذا. أعقبه البرازيلي بيليه بـ (6) أهداف. ـ أسرع هدف جاء في الثانية (90) عن طريق اللاعب البرازيلي فافا في مرمى المنتخب الفرنسي. ـ إجمالي الحضور في هذه البطولة قدر بحوالي (868000) مشجع بمعدل (24800) مشجع في كل مباراة. ـ اللقاء النهائي حضره (49737) مشجعا. الدورة السابعة (تشيلي 1962) في قلب تلك الدولة اللاتينية التي تتحسس طريقهــا نحو التقدم في هذه اللعبة.. في قلب (سنتياجو) عاصمة (تشيلي) اللاتينية.. كان هناك مكان سابع لدولة أبت إلا أن تجاور العظماء الذين استضافوا كأس العالم. وفيها تحقق نصر آخر للبرازيليين ولكن هذه المرة بدون المعجزة " بيليه "، بيليه المعجزة البرازيلية السوداء كان وأصبح وسيظل هو الملك المتوج لكرة القدم في العالم.. (بيليه) هو اللاعب الكامل الذي يجيد اللعب بقدميه الاثنتين، كما يجيد اللعب برأسه، ومهاراته في المراوغة أسطورية، لا يجاريه فيها لاعب.. والتهديف. لعب بيليه مباراة واحدة هي مباراة الافتتاح أمام المكسيك قبل أن يصاب. فازت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا فى المباراة النهائية 3ـ1 التى أقيمت على ملعب سنتياجو أحرز الأهداف للبرازيل أماريلدو، زيتو وفافا. صنفت هذه الكأس بأنها من أسوأ بطولات كأس العالم على الإطلاق من حيث الكرة التى قدمت فيه وزاد على هذا موقعة سنتياجو الشهيرة بين تشيلي وإيطاليا التي انتهت بخروج لاعبين طليان أحدهما أنفه مكسور بسبب ضربة قوية من يد يسرى تشيلية .. عادت البرازيل مرة أخرى لتحصل على الكأس ولكن هذه المرة فى غياب بيليه.. لكن البرازيليين كانوا في أمس الحاجة للفوز بهذه البطولة عندما أصبحت كرة القدم في البرازيل ظاهرة طبيعية. اختيار (فيفا) لتشيلي لاستضافة هذه الدورة أشعل الدهشة في أذهان الجميع، فتشيلي كان ينقصها الكثير لكي تستحق شرف تنظيم هذه البطولة، كان من الملاحظ النقص الواضح في الملاعب والفنادق وأيضاً في الطرق ووسائل المواصلات. وربما جاء اختيار تشيلي إرضاءً للقارة الأمريكية حيث نظمت آخر دورتين دولتين من أوروبا. لأول مرة تشهد التصفيات المؤهلة لكأس العالم مشاركة 56 فريقا، تلك التصفيات التي شهدت خروج فرنسا والسويد اللتين كانتا تعدان من القوى العظمى في كأس العالم الماضية بالسويد. الدول التي شاركت في هذه الدورة من: (الأمريكتين): أوروجواي ـ الأرجنتين ـ البرازيل ـ المكسيك ـ تشيلي ـ كولومبيا. (أوروبا): أسبانيا ـ سويسرا ـ يوغسلافيا ـ إنجلترا ـ إيطاليا ـ بلغارياـ المجر ـ ألمانيا ـ تشيكوسلوفاكيا ـ الاتحاد السوفييتي. وقسمت الفرق إلى 4 مجموعات: المجموعة الأولى: الاتحاد السوفييتى ـ أوروجواي ـ كولومبيا ـ يوغوسلافيا. المجموعة الثانية: ألمانيا الغربية ـ تشيلي ـ إيطاليا ـ سويسرا. المجموعة الثالثة: البرازيل ـ المكسيك ـ أسبانيا ـ تشيكوسلوفاكيا. المجموعة الرابعة: المجر ـ إنجلترا ـ البرازيل ـ بلغاريا. أحداث ونتائج: هدافو المونديـــــال: جارينشيا (البرازيـل)، فافا (البرازيل)، فلوريــان ألبيرت (المجر)، ليونيل سانشيز (تشيلي)، درازان يوكوفيتــــــش (يوغوسلافيا) وأحرز كل منهــــم 4 أهداف. ـ أحرز في هذه البطولة 83 هدفا في 32 مباراة أي بمعدل 2.5 هدف في كل لقاء. ـ أعلى نتيجة في مباريات كـــأس العالم هذه كانت 4ـ4 حيث انتهى لقاء الاتحاد السوفييتى وكولومبيا في الدور التمهيدي حيث تم إحراز 8 أهداف في هذه المباراة. ـ استمرت البطولة 18 يوما من 31 مايو 1962 حتى 16 يونيو 1962. ـ فازت البرازيل بالكأس لثاني مرة في تاريخها.
مشاركة :